توتر جيوسياسي.. هل تندلع أزمة بين إيران والكويت بسبب «الدرة»؟

تهديد متواصل بشأن حقل الدرة.. هل تندلع أزمة جيوسياسية بين إيران والكويت؟

يوسف بنده

تتهرب إيران من قانون البحار الدولي، وتسعى إلى التشغيل المشترك لحقل الدرة قبل ترسيم الحدود مع الكويت.


هددت إيران بعرقلة أي عملية محتملة لتشغيل حقل الدرة الغازي الواقع في مياه الخليج.

يعد حقل غاز الدرة في مياه الخليج موضع خلاف بين الكويت وإيران، ويطلق على الحقل الواقع في الجانب الكويتي “الدرة”، بينما يُسمى في الجانب الإيراني “آرش”.

اقرأ أيضًا: التقارب بين إيران وأذربيجان.. السر إسرائيل

محمد دهقان

مساعد الرئيس الإيراني للشؤون القانونية، محمد دهقان

رفع مستوى التهديد

رفع مساعد الرئيس الإيراني للشؤون القانونية، محمد دهقان، من مستوى تهديد بلاده حول أزمة حقل الدرة، مؤكدًا أن طهران لن تقبل استخراج غاز الحقل من طرف واحد من دون تخصيص أي حصة لإيران، ولن تتراجع عن حقوقها بأي ثمن.

وكتب دهقان على منصة “إكس” اليوم الثلاثاء 26 مارس 2024: “مازلنا ندعم المفاوضات والخطوات الدبلوماسية بين الجانبين، لكننا لن نقبل تعدي الطرف المقابل على حقوق إيران في حقل آرش (الدرة) أو أي حقل مشترك آخر، ولن نقبل بدء الاستخراج من الحقل من طرف واحد دون الأخذ بعين الاعتبار حصة إيران”.

اقرأ أيضًاتعطيل حقل الدرة.. سياسة إيران تكبد الكويت خسائر فادحة

وكان دهقان المقرب من الحرس الثوري، صرح، الجمعة 8 مارس 2024، بأنه “إذا بدأت الكويت في استخراج النفط والغاز من حقل الدرة فإن بلاده ستتخذ خطوة مماثلة”.

وفي خطوة لمعالجة التصعيد بين إيران والكويت، طالب دهقان: “نكرر أنه يجب حل هذه القضية سلميًا، لا سيما أن الدرة هو حقل غاز ونفط ينتمي جزء منه إلى إيران”.

156455

منطقة حقل الدرة

خطة الكويت نحو الدرة

جاءت التهديدات الإيرانية، بعدما نشرت صحيفة الأنباء الكويتية، الثلاثاء 26 مارس، خطة الكويت الإستراتيجية لزيادة إنتاج النفط والغاز، حيث أظهرت البيانات أن إنتاج نفط الكويت من الغاز الحر سيقفز إلى مستوى 913 مليون قدم مكعبة يوميا خلال 2026/2027.

وكشفت البيانات عن أن حصة الكويت من حقل غاز الدرة ستبلغ نصف مليار قدم مكعبة بعد بدء عمليات الإنتاج من الحقل المشترك مع المملكة العربية السعودية.

اقرأ أيضًاالتقارب الخليجي-الخليجي بشأن حقل الدرة يزعج إيران

وأكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الشيخ نواف السعود، على هامش مؤتمر لوكالة ستاندرد آند بورز، الأربعاء الماضي 20 مارس، أن مرحلة تصميم مشروع تطوير حقل الدرة سيتم الانتهاء منها خلال الأشهر القليلة المقبلة، على أن يُتَّخذ بعدئذٍ قرار الاستثمار لبدء العمل في الحقل وتطويره.

اقرأ ايضًااستمرار خلاف الكويت وإيران بشأن حقل الدرة.. وتمسك خليجي بالحقوق

1504290

حقل الدرة/آرش

أزمة جيوسياسية

حسب تقرير صحيفة العربي الجديد، الجمعة 22 مارس، فإن حقل الدرة يمثل مشكلة “قديمة جديدة” تأزمت في السنتين الماضيتين، وتحديدا منذ مارس 2022، عندما أعلنت السعودية والكويت بدء الاستثمار في الحقل الذي يقع ضمن الاتفاق الحدودي للمياه التجارية بين البلدين، وبالتالي فإن حقوق استخراج النفط والغاز في هذا الحقل هي للبلدين منفردين، وهو ما اعترضت عليه إيران.

وأوضحت الصحيفة، أن  اعتراض طهران يستند إلى اعتراف قديم للكويت بحصة لإيران في حقل الدرة، لكن الكويت أيضا تعتمد أن الاتفاق الجديد بترسيم الحدود التجارية والاتفاق بشأن الاستثمار بين السعودية والكويت يجعل اعترافها القديم بحصة إيران لاغيا، ما يؤشر إلى بداية أزمة ومخاطر جيوسياسية في منطقة حساسة تمثل شريان الخليج العربي الذي يغذي ربع احتياج العالم من الغاز والنفط.

اقرأ ايضًارغم مصالحة إيران.. مجلس التعاون الخليجي: لا تفريط في الحقوق

حقل الدرة المتنازع عليه بين إيران والكويت والسعودية

حقل الدرة المتنازع عليه بين إيران والكويت والسعودية

تشغيل خارج التقسيم

تسعى طهران لترسيم الجرف القاري خارج “قانون البحار” لتضمن اشتراكها بجزء في هذا الحقل، بترسيم الحدود من جزيرة خارج الإيرانية إلى البر الكويتي، في حين تطالب الكويت بأن يكون الترسيم من جزيرة فيلكا إلى جزيرة خارج، وتتمسك بتطبيق قانون البحار.

ويبدو أن طهران تتهرب من قانون البحار الدولي، وتسعى إلى التشغيل المشترك للحقل قبل ترسيم الحدود، فقد قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في تصريح سابق: “إن بلاده ترغب في التشغيل المشترك لهذا الحقل”.

اقرأ أيضًاالكويت في حاجة إلى غاز حقل الدرة.. وإيران تستنزف الوقت بالتعطيل

وكان معهد دول الخليج العربية في واشنطن (AGSIW)، قد نشر في تقرير أن الحل الوسط بين البلدين هو الاتفاق على كيفية تقسيم التكاليف والإيرادات دون المساس بالسيادة الإقليمية، على غرار اتفاق أكتوبر 2022، الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين لبنان وإسرائيل بشأن حقل قانا.

ربما يعجبك أيضا