جبهة غير متوقعة.. إيران تضغط على أمريكا لإيقاف حرب غزة

هل تذهب إيران لتحريك الضفة والجولان حال رفض إسرائيل وقف العدوان؟

يوسف بنده

تواجه إيران أزمة ثقة لدى محورها في ظل استمرار العدوان على غزة، ما يدفعها للضغط من أجل إنهاء هذه الحرب عبر الوسائل الدبلوماسية والعسكرية.


أجرى وزير الخارجية الإيراني، حسين عبداللهيان، اتصالات مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، ومع رئيس المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، زياد نخالة.

وأوضح تقرير لوكالة فارس الإيرانية، أمس الاثنين 23 أكتوبر 2023، أن عبداللهيان بحث في اتصالات منفصلة سبل وقف العدوان على غزة وفتح معبر رفح أمام المساعدات باستمرار ومواجهة التهجير الإجباري لسكان القطاع.

اقرأ أيضًا: مناورة عسكرية بالخليج.. هل تستعد إيران لهجوم إسرائيل على غزة؟

غزة غزة

الحرب على غزة

أزمة محور إيران

تضغط إيران لإيقاف الحرب على غزة خشية من اتساع نطاقها بما يضعها في معضلة إذا ما تقاعست عن مساندة محورها الإقليمي من الجماعات المسلحة في اليمن والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين، بشكل يقوض استراتيجيتها التي تتبعها منذ عقود لبسط نفوذهاً في الإقليم.

وأيضًا تواجه معضلة أخرى إذا ما تدخلت عبر حليفها في لبنان حزب الله، بشكل قد يقضي على أكبر حليف لها في المنطقة العربية، وبما قد يجر الحرب مع إسرائيل إلى حدودها الجغرافية في الشمال أو مياه الخليج العربي. خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية والمخاوف الأمنية التي تواجه إيران في الداخل.

اقرأ أيضًا«مليشيات إيران ودعم غزة».. مخاوف ضرب إسرائيل تستنفر دفاعات أمريكا

لذلك تسارع طهران للانفتاح على قوى إقليمية بهدف إيقاف الحرب في غزة أو تخفيف وطأة الحرب الإسرائيلية ضد جماعة المقاومة الإسلامية (حماس)، فقد بحث وزير الخارجية الإيراني، حسين عبداللهيان في اتصال هاتفي، أول من أمس الأحد، مع نظيره المصري سامح شكري، العدوان على غزة.

اقرأ أيضًا«إنهاء الاتفاق الشفهي».. هل تهاجم مليشيات إيران القواعد الأمريكية؟

سامح شكري

عبداللهيان وسامح شكري

تواصل مع القاهرة

وفقًا لما نشرته وكالة تسنيم الإيرانية، الأحد، أكد عبداللهيان لنظيره المصري، أن المقاومة هي العائق الرئيس أمام خطة إسرائيل لتهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، من أجل تأسيس دولة فلسطينية خارج الأراضي الفلسطينية التاريخية.

وحسب الوكالة الإيرانية، شدّد وزير الخارجية المصري على أنه لا بد من التنسيق والتشاور بين الدول الإسلامية والعربية خاصة إيران ومصر بشأن التطورات الفلسطينية ومنع اتساع رقعة الحرب.

اقرأ أيضًابالصور| بمشاركة رئيسي.. مسيرات في مدن إيرانية دعما للقضية الفلسطينية

اقرأ أيضًابهدف حماية المفاوضات النووية.. واشنطن تُبرئ إيران من «طوفان الأقصى»

قوات اسرائيلية

قوات اسرائيلية

دفع إسرائيل للتراجع عن الاجتياح

نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أمس الاثنين، أن إسرائيل قد أجّلت مرارا العملية البرية في قطاع غزة بسبب المفاوضات الجارية مع حركة حماس الفلسطينية بشأن الأسرى.

وفي حديث لإذاعة ABC الأسترالية، أمس، صرح المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي، جوناثان كونريكوس، أنه سيتم إلغاء العملية البرية في قطاع غزة إذا أطلقت حماس سراح جميع رهائننا الـ212 واستسلمت دون قيد أو شرط.

اقرأ أيضًاتحذير من اجتياح غزة.. الولايات المتحدة تخشى الجبهة الشمالية

وحسب تقرير صحيفة الشرق الأوسط، أمس الاثنين، فالهدف من تأجيل العملية البرية بالنسبة لواشنطن يتمثل في رفع حالة الاستعداد الأمريكية، وخطط الطوارئ للتعامل مع ردود الفعل المتوقعة من وكلاء إيران في المنطقة، إذ تشعر إدارة بايدن بالقلق من صراع إقليمي واسع قد يشمل إيران.

دبابة إسرائيلية تطلق قذائفها نحو غزة

دبابة إسرائيلية تطلق قذائفها نحو غزة

مؤشرات على التراجع

تعد هجمات الفصائل الموالية لإيران في العراق وسوريا واليمن بمثابة رسالة مباشرة للولايات المتحدة من أجل الضغط على إسرائيل لإيقاف اجتياحها البري لغزة. وتعد أيضًا رسالة من طهران إلى واشنطن بأن المعركة مع أمريكا وليست مع إسرائيل، وبالتالي لابد من المفاوضات.

وتوجد مؤشرات لتراجع إسرائيل بين سطور الخطة العسكرية التي تحدث عنها وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، يوم الجمعة الماضي، والتي تتألف من 3 مراحل، أولًا استخدام النيران بقوة، ثانيًّا تخفيف القتال والتركيز على عمليات الاغتيال، وثالثًا إلغاء أي ارتباط بغزة.

اقرأ أيضًا: أوروبا ترفض رفع حظر الأسلحة عن إيران.. ماذا قالت طهران وموسكو؟

وهذه المؤشرات إن تحققت، فهذا يعني أن إسرائيل قد تراجعت عن الخطوط الحمراء التي وضعتها إيران للتدخل، لكن تبقى هناك معضلة استمرار حماس في إدارة قطاع غزة.

غزة

العدوان على غزة

جبهة غير متوقعة

نقلت صحيفة الجريدة الكويتية، أمس الاثنين، عن مصدر في مكتب المرشد الإيراني، علي خامنئي، فقد قال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، اللواء إسماعيل قآني، لخامنئي، إن حلفاء إيران يمارسون ضبط النفس، لمواجهة محاولات إسرائيل توسيع الجبهة وحرف الأنظار عن الضربة التي تلقتها من حماس.

وأوضح مصدر الصحيفة الكويتية، أن تل أبيب تأمل جر واشنطن إلى الحرب في حال تدخل حزب الله اللبناني فيها وفتح الجبهة اللبنانية بشكل كامل. وذكر أن قآني شدد على ضرورة عدم الوقوع في الفخ الإسرائيلي.

اقرأ أيضًازيارة بايدن إلى المنطقة.. هل يوجه رسالة غير مباشرة إلى إيران؟

وكشف التقرير عن أن قآني يسعى إلى فتح جبهات غير متوقعة، بدلًا من الذهاب إلى ما تريده إسرائيل، وأنه قد حصل على ضوء أخضر من خامنئي، وميزانية مفتوحة من مكتب المرشد لفعل كل ما يلزم لتحريك الجبهة في الضفة الغربية.

وأضاف أن المرشد حمّل قآني رسالة للرئيس السوري بشار الأسد حول ضرورة فتح جبهة الجولان، إذا اقتضت الحاجة إلى ذلك، وأن القوات الموالية لإيران في سورية والعراق جاهزة لتولي تلك الجبهة دون تدخل الجيش السوري.

ربما يعجبك أيضا