جسر بايدن لعبور الانتخابات.. أهداف أمريكية وراء الممر البحري إلى قطاع غزة

ينشئ الجيش الأمريكي حاليًا رصيفًا بحريًا مؤقتًا في غزة، بهدف تسهيل عملية توصيل المُساعدات إلى سكان القطاع.

وجاء ذلك في ضوء التقارير الأممية التي تشير إلى تفشي المجاعة في القطاع، واعتراض إسرائيل تسليم المُساعدات بالطرق البرية، وعدم كفاية الإسقاط الجوي للمساعدات. لكن هل هناك أهداف أخرى وراء إنشاء الممر البحري؟.

رصيف بحري لغزة

قال مدير مركز استراتيجيكس، حازم الضمور، في تصريحات خاصة لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، إن الولايات المتحدة الأمريكية تهدف إلى توصيل كميات كبيرة من المساعدات إلى قطاع غزة، وتوزيع 2 مليون وجبة طعام يوميًا لسكان القطاع، لافتًا إلى أن أمريكا تقوم بهذه الخطوة كبديل للطرق البرية التي تُعطِّل وتُمنع فيها دخول معظم الشاحنات المحمّلة بالمساعدات عبر معابر رفح وكرم أبو سالم، وذلك نتيجة للقيود التي تفرضها إسرائيل.

وأضاف الضمور أنه يوجد توزيع محدود للمساعدات التي تدخل عن طريق البر في مناطق جنوب القطاع، كما أنها لا تصل إلى الأجزاء الشمالية بالشكل المطلوب، لافتًا إلى أن القطاع الشمالي أصبح خلال الأشهر الماضية موقعًا للهجمات الإسرائيلية المكثفة، ما أدى إلى انقطاع المساعدات عن تلك المناطق، وهذا الوضع دفع إلى اللجوء لعمليات الإنزال الجوي لتوصيل المساعدات.

جسر بايدن للفوز في الانتخابات

أشار الضمور إلى أن إنزال المساعدات جوًا أثبت عدم فعاليته وعدم كفايته في التصدي للمجاعة وتلبية احتياجات سكان القطاع، وخاصة في الأجزاء الشمالية، كما أن المساعدات الجوية تتكلف أثمان باهظة مقارنة بالمساعدات البرية، إذ يقدر برنامج الأغذية العالمي أن التكلفة تكون أعلى بسبع مرات، ويترتب على ذلك مخاطر ومحاذير عديدة، وخاصة أن المساعدات الجوية تسقط في البحر بشكل متكرر أو الوصول إلى الجانب الإسرائيلي، كما أنها تسببت في عدد من الوفيات من الجانب الفلسطيني نتيجة لعدم فتح المظلة.

وأشار الضمور إلى أن دوافع الخطوة الأمريكية في وقت ذو حساسية بالغة، حيث يتنافس الرئيس الديمقراطي جو بايدن مع المرشح السابق عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب، وسط تحديات متزايدة في التنبؤ بنتائج الانتخابات. وتتطلب هذه الظروف تدبيرًا دقيقًا للغاية من الإدارة الأمريكية، بما في ذلك تفادي تصاعد الانتقادات المتزايدة لمواقفها من الحرب في قطاع غزة، التي بدأت تتسع داخل الحزب الديمقراطي نفسه، بما في ذلك من بين أنصار الرئيس ومن بينهم زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي، تشاك شومر.

ويرى الضمور أن إنشاء الرصيف المؤقت وإدخال المساعدات يُعيد موازنة المواقف الشعبية والسياسية تجاه الإدارة الأمريكية قبل الانتخابات، لذا يعتبر الرئيس الأمريكي أن الرصيف هو إنجاز بارز، خاصة بعد أن كان قطاع غزة على وشك المجاعة، وفي الوقت نفسه تقلل هذه الخطوة من الانتقادات الدولية لمواقف الولايات المتحدة المتشددة تجاه إسرائيل، وتؤكد دورها في قيادة المبادرات الإنسانية الدولية في غزة.