حادثة وورلد سنترال كيتشن تضع إسرائيل في مأزق مع حلفائها الدوليين

إسراء عبدالمطلب

استنكر وزير الخارجية الفرنسي الحادث فيما طالب وزير الخارجية الأمريكي الحكومة الإسرائيلية بفتح تحقيق سريع ودقيق.


أثار قتل إسرائيل لعمال إغاثة تابعين لمنظمة “وورلد سنترال كيتشن” الأمريكية غير الحكومية، التي تقدم مساعدات غذائية في قطاع غزة، الذي يقف على أعتاب المجاعة، تنديدًا دوليًا واسعًا. ما يزيد من عزلة إسرائيل.

وأعلنت “وورلد سنترال كيتشن” غير الحكومية، أمس الثلاثاء 2 إبريل 2024، مقتل 7 أشخاص يعملون لصالحها، بينهم مواطنون من أستراليا وبريطانيا وبولندا، في غارة إسرائيلية على قطاع غزة. موضحة أن العاملين، بينهم فلسطينيون ومواطن يحمل الجنسيتين الأمريكية والكندية، كانوا يستقلون سيارتين مدرعتين تحملان شعار المنظمة.

إسرائيل تقر بقتل 7 عمال إغاثة "من غير قصد" وتتعهد بالتحقيق – DW – 2024/4/2

إدانات دولية

رغم التنسيق مع الجيش الإسرائيلي، تعرضت القافلة للقصف أثناء مغادرتها مستودعها في دير البلح بعد تفريغ 100 طن من المساعدات الغذائية الإنسانية. وبسبب هذا الحادث، أعلنت المنظمة “تعليق عملياتها في المنطقة”. واستنكر وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورنيه، الحادث فيما طالب وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الحكومة الإسرائيلية بفتح تحقيق سريع ودقيق.

وأقر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن الجيش الإسرائيلي قتل عمال الإغاثة “عن غير قصد”، مشيرًا إلى أنه سيتم التحقيق في الأمر. ومن جانبه، حمل الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إسرائيل، مسؤولية مقتل عمال إغاثة من المطبخ المركزى العالمى، أو وورلد سنترال كيتشن، قائلًا إن إسرائيل لم تفعل ما يكفي لحماية المدنيين.

كانوا شجعانًا

أضاف بايدن في بيان، نشره البيت الأبيض، اليوم الأربعاء 3 إبريل 2024: “أشعر بالغضب والحزن الشديد إزاء وفاة 7 من العاملين فى المجال الإنساني من المطبخ المركزي العالمي، من بينهم أمريكي، في غزة”. مضيفًا: لقد كانوا يقدمون الطعام للمدنيين الجائعين في خضم الحرب. لقد كانوا شجعانًا ووفاتهم مأساة”.

وتابع بايدن أن إسرائيل تعهدت بإجراء تحقيق شامل في الملابسات وراء تعرض سيارات عمال الإغاثة لهجوم بالغارات الجوية. مشددًا على ضرورة أن يكون هذا التحقيق سريعًا ويؤدي إلى مساءلة، بل ويجب أن تنشر نتائجه على الملأ، قائلًا “إن الأمر الأكثر مأساوية هو أن هذه ليست حادثة قائمة بذاتها”.

وقف فوري لإطلاق النار

أفاد بايدن بأن هذا الصراع من أسوأ الصراعات الحديثة من حيث عدد القتلى من عمال الإغاثة، قائلًا هذا هو السبب الرئيسي وراء صعوبة توزيع المساعدات الإنسانية في غزة، لأن إسرائيل لم تفعل ما يكفي لحماية عمال الإغاثة الذين يحاولون تقديم المساعدة التي هم في أمس الحاجة إليها للمدنيين. مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة حثت إسرائيل مرارًا على عدم الخلط بين هجماتها العسكرية ضد حماس وبين العمليات الإنسانية، من أجل تجنب سقوط ضحايا من المدنيين.

وشدد على أن واشنطن ستواصل بذل كل ما في وسعها لتقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين في غزة، من خلال جميع الوسائل المتاحة. وأنه سيواصل الضغط على إسرائيل لكي تفعل المزيد لتسهيل تلك المساعدات، مضيفًا: “نحن ندفع بقوة من أجل وقف فوري لإطلاق النار كجزء من صفقة المحتجزين”. متابعًا: “رحم الله العاملين في المجال الإنساني الذين قتلوا”، وعزى عائلاتهم وأحباءهم في حزنهم.

إسرائيل أمام امتحان

من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، إن الهجوم الذي أسفر عن مقتل 7 من العاملين بالمجال الإنساني في غزة وبينهم مواطن بولندي “يضع التضامن مع إسرائيل أمام امتحان”.

وصرح توسك عبر منصة إكس متوجهًا إلى نتنياهو، والسفير الإسرائيلي في وارسو: “اليوم تضعان هذا التضامن أمام امتحان، الهجوم المأسوي على المتطوعين ورد الفعل عليه يثيران غضبًا مفهومًا”. مشيرًا إلى أن “الغالبية العظمى من البولنديين أبدوا تضامنًا تامًا مع إسرائيل بعد هجوم حركة حماس، في 7 أكتوبر ما أدى إلى اندلاع الحرب في قطاع غزة”.

معاداة السامية في بولندا

ردًا على سؤال حول احتمال ارتفاع مستويات معاداة السامية في بولندا، قال وزير الخارجية البولندي، رادوسلاف سيكورسكي “هذه هي الحال أصلًا”. معتبرًا أنه على إسرائيل “الاعتذار ودفع تعويضات لأسر الضحايا” الذين قتلوا في الغارة الإسرائيلية.

وأضاف سيكورسكي لإذاعة “ترويكا” العامة “إذا كان صحيحًا أن قافلة تعرضت لهجوم متعمد لأنه اعتقد أنها تضم إرهابيًا وأدى ذلك إلى التضحية بأرواح مدنيين، فأنا لا أعرف أي نظام يمكن أن يبرر هذا الأمر”، متابعًا “إذا كان الأمر كذلك، فيجب على إسرائيل أن تعتذر وتدفع تعويضات لأسر الضحايا”. مردفًا “طلبت التعاون الكامل مع النيابة العامة لدينا، لا يمكننا التقليل من شأن هذا الأمر بالقول إن أمور تحدث في زمن الحرب، كما قال نتنياهو أمس”.

ربما يعجبك أيضا