قلق المستثمرين يعصف بأسواق بكين.. هل يعيش الاقتصاد الصيني أسوأ حالاته؟

علاء بريك

حادثة وقعت قبل أسبوع عكست هشاشة ردود الفعل في السوق الصينية والمخاوف من طبيعة تصرفات حكومة بكين غير القابلة للتوقع.


أعادت شركات استثمارية كبرى توجيه استثماراتها من الصين إلى الولايات المتحدة، على خلفية حالة عدم اليقين والمخاوف من انخفاض العوائد.

ولتفسير هذه الظاهرة، يحيل الخبراء على السياسة الصينية المتبعة لمواجهة وباء كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية، وصعوبة تحقيق الصين معدل النمو المستهدف، إلى جانب عدم القدرة على التنبؤ بقرارات القيادة السياسية.

مؤشرات أولى

في 3 مايو الحالي، استيقظ مستثمرو الأسهم الصينية على نبأ اعتقال شخص يدعى “ما” بتهم تتعلق بالأمن القومي، ظنّ كثيرون أنَّه مؤسس شركة علي بابا، جاك ما، لكن تبين لاحقًا أنَّه شخص آخر. وبين الخبر والتوضيح تراجعت أسهم علي بابا 9% وذهب معها أكثر من 25 مليار دولار من القيمة السوقية للشركة.

وبحسب صحيفة الإيكونومست، تعكس الحادثة هشاشة ردود الفعل في السوق الصينية. وزاد من هذه الهشاشة والمخاوف طبيعة تصرفات النظام الصيني غير القابلة للتوقع، وعززتها مخاوف الإغلاق في إطار سياسة اجتثاث فيروس كورونا، وعدم معارضة بكين للحرب الروسية الأوكرانية، وأنَّ أيام السياسة البراجماتية الصينية قد لا تطول.

توقعات غير سارة

مع انتهاج الصين سياسة “صفر إصابات” في ظل الصعوبات الاقتصادية الخاصة، فإنَّ عددًا من الخبراء الاقتصاديين توقع أنَّ تعجز بكين عن تحقيق معدل النمو المستهدف لهذه السنة والبالغ 5.5%، وأشارت أكثر التوقعات تفاؤلًا إلى أنَّها لن تحقق سوى 2%، في حين يرى آخرون أنَّ 2% صعب التحقيق، وقالوا إنَّه من غير المستبعد أن يكون المعدل 0%.

ومن جانب آخر، أتت تعليقات متشائمة من خبراء بارزين ظلوا إلى وقت قريب متفائلين بشأن الصين. ولطالما دافع رئيس مجلس الإدارة السابق للفرع الآسيوي لبنك مورجان ستانلي، ستيفن روتش، عن السياسة الصينية، لكنه تراجع في مقال نُشر مؤخرًا عبر موقع Project Syndicate، وصرّح الرئيس التنفيذي لشركة PAG لإدارة الأصول، شان ويجيان، بأن الاقتصاد الصيني في هذه اللحظة يعيش أسوأ حالاته خلال 30 عامًا مضت.

مخاوف كوفيدية

بحسب الإيكونومست، تركزت أغلب المخاوف بشأن استراتيجية الرئيس الصيني، شي جن بنج، لمكافحة وباء كورونا. وقبل أشهر، لم يكن خيار إغلاق شنجهاي مطروحًا، لكن المدينة خضعت لإغلاق صارم منذ 1 إبريل 2022.

وعكست الأسواق هذه المخاوف. وانخفض مؤشر شنجهاي المركب بنحو 7% في شهرٍ واحد إلى ما دون 3 آلاف نقطة، وهو أدنى مستوى منذ يوليو 2020. وتخلص المستثمرون من الأوراق المالية المقومة باليوان بوتيرة قياسية.

unnamed

حركة أسهم المستثمرين الأجانب في الصين. -نقلًا عن الإيكونومست

الدولة تقاوم تراجع الثقة

في اجتماع يوم 29 إبريل، تعهد المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني بزيادة الاستثمار في البنية التحتية لتعزيز النمو، ودعم شركات التكنولوجيا، مثل علي بابا وتينسنت. وكان هذا البيان أول إشارة قوية إلى الدعم المركزي لمثل هذه الشركات منذ بدء الحملة التنظيمية في العام 2020.

وعادة تُنشر تصريحات المكتب السياسي بعد إغلاق الأسواق الصينية، لكنَّ هذا نُشِر عندما كانت الأسهم لا تزال تتداول، ما تسبب في ارتفاع أسعار الأسهم لبعض شركات التكنولوجيا. وربما فعل المكتب هذا عن قصد على أمل استجابة السوق الإيجابية وسط بحر القلق والذعر المتصاعد.

ربما يعجبك أيضا