حرب أكتوبر.. إسرائيل تنكر الهزيمة ورد مصري حاسم

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – حاولت القيادة السياسية في إسرائيل، إنكار الهزيمة التي مُني بها الجيش الإسرائيلي في حرب السادس من أكتوبر عام 1973، قبل 47 عامًا، مدعين أنهم قلبوا موازين الحرب بعد المفاجأة التي قام بها الجيش المصري والجيش السوري، ما أدى إلى عبور المصريين قناة السويس، ومن ثم تحرير سيناء بالكامل لاحقا، وهو ما ردت عليه مصر، مشددة على أنه إنكار واضح لحقيقة دامغة، بددت معها أسطورة الجيش الذي لا يقهر.

“ادعاءات إسرائيلية”

نشرت صفحة “إسرائيل تتكلم العربية” على موقع “فيس بوك” تصريجات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن حرب أكتوبر زعم فيها أن إسرائيل هي التي انتصرت في حرب السادس من أكتوبر عام 1973، رغم الموقف الضعيف لها في البداية، على حد قوله.

وقال “نتنياهو” خلال مراسم إحياء ذكرى قتلى جيش الاحتلال الإسرائيلي في هذا اليوم: “الظروف الأولية كانت صعبة. لقد اقتحم أعداءنا أراضي سيناء وهضبة الجولان والنيران أمطرت على مواقعنا. ورغم هذا الموقف الضعيف في بداية الحرب، قلبنا الموازين رأسا على عقب”.

وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي: “وفي غضون ثلاثة أسابيع بعد الهجوم المفاجئ الذي شنه الأعداء الذي كان من الأصعب في التاريخ العسكري، وقف مقاتلونا على أبواب القاهرة ودمشق”، بحسب قوله.

الادعاءات الإسرائيلية -والتي لاقت سخرية كبيرة من متابعي الصفحة- لم تتوقف عند ذلك الحد، إذ نشرت الصفحة تصريحات جديدة لرئيس دولة إسرائيل رؤوفين ريفلين، قال فيها: “كنت في ساحات القتال في حرب يوم الغفران عام 1973. أتذكر جيدًا كيف انتصرنا في تلك الحرب الرهيبة”.

وأضاف الرئيس الإسرائيلي في تصريحاته: “رغم الصعوبات في أيام الحرب الأولى إلا أنها انتهت بإنجاز عسكري كبير لإسرائيل.. لقد أثبتت لنا الحرب أنه لا يمكن التغلب علينا حتى في أسوأ الظروف.. ومن النتائج الإيجابية للحرب: فتح باب السلام بين إسرائيل وعدد من الدول العربية”.

“رد مصري”

استنكر أسامة هيكل وزير الدولة للإعلام في مصر بعض التصريحات الصادرة من مسؤولين إسرائيليين تزعم أن إسرائيل انتصرت في نهاية حرب أكتوبر 1973، ووصف ذلك بأنه إنكار واضح لحقيقة دامغة، مؤكدا أن مصر انتصرت وحطمت نظرية الأمن الإسرائيلي وهزمت الجيش الذي كان يشاع أنه لا يقهر قبل هذه الحرب.

وأضاف هيكل في بيان عبر صفحة الوزارة بـ”فيس بوك”: “إثبات النصر أو الهزيمة يأتي بمدى ما تحقق من أهداف الحرب.. فقد أصدر الرئيس الراحل أنور السادات قرار الحرب بهدف كسر الجمود العسكري وتحرير الأرض المحتلة في سيناء حسب تطور وإمكانيات القوات المسلحة المصرية في هذا التوقيت، وكانت إمكانيات محدودة للغاية مقارنة بإمكانيات جيش الاحتلال الإسرائيلي آنذاك”.

وأردف: “بالقطع كان الهدف الإسرائيلي هو ضمان استمرار احتلال أرض سيناء استناداً على قناة السويس أكبر مانع مائي، وخط بارليف ونقاطه العسكرية عالية التسليح وشديدة التحصين”، منوها بأن مصر حققت المفاجأة الكبرى ومعها سوريا من اتجاه شمال إسرائيل.. وانهارت القوة الإسرائيلية التي لم تتمكن رغم جبروتها من الصمود أمام أبطال القوات المسلحة المصرية الذين تحركوا وفق خطة علمية دقيقة للغاية، وهو ما دفع القادة الإسرائيليين لطلب الدعم الأمريكي بشكل عاجل وعقب وقف إطلاق النار”.

وأكمل: “بعد ذلك أصبحت إسرائيل مضطرة للدخول في مفاوضات كانت ترفضها قبل الحرب.. وبمعاهدة السلام، انسحبت إسرائيل من كامل أرض سيناء، وهي المعاهدة التي تحترمها مصر كما تحترم جميع اتفاقياتها الدولية، فحققت الحرب أهدافها بالنسبة لمصر بنسبة 100%.. وخسرتها إسرائيل بطبيعة الحال لأنها اضطرت للانسحاب من أراض احتلتها لأول مرة في تاريخها.

وأشار هيكل إلى موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحيم بيجين حينما انسحبت إسرائيل من سيناء حينما قال ليس من السهل على إسرائيل أن تترك أكثر من ثلثي أراضيها.. وقد استخدم نفسه لفظ أراضيها ولم يكن معترفاً بأنها أرض مصرية 100% وهذا يعني الاضطرار للانسحاب.. ولم يكن هذا ليتحقق لولا حرب أكتوبر التي انتصرت فيها مصر نصراً مؤزراً . إن إنكار الحقيقة لا يعني عدم وجودها ونتائج الحروب تُقاس بما تحقق من أهداف.
 

ربما يعجبك أيضا