حرب غزة.. كيف تتعامل أمريكا مع إيران؟

مسؤول أمريكي سابق: العدوان الإيراني يتطلب ردًا أمريكيًا قويًا

آية سيد
لماذا ينبغي فرض جولة جديدة من العقوبات على إيران؟

تعمل إيران على إثارة صراع إقليمي أوسع عبر ما تسميه "محور المقاومة".. فكيف ينبغي أن تواجهها الولايات المتحدة؟


في خضم الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، تُحجم الولايات المتحدة عن فعل أي شيء يستفز إيران حى لا تتسع دائرة الصراع.

إلا أن واشنطن بذلك تشجع طهران وتمنحها الفرصة للتمادي أكثر وإثارة صراع إقليمي أوسع وأكثر خطورة، بحسب تحليل للزميل بالمجلس الأمريكي للسياسة الخارجية والمسؤول السابق بالبيت الأبيض، لورانس هاس.

مساع إيرانية

أشار هاس، في تحليل نشرته مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية، أمس الاثنين 4 ديسمبر 2023، إلى أن واشنطن وحلفاءها الأوروبيين اختاروا عدم إدانة طهران بسبب تحديها المتزايد لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذين يراقبون أنشطتها النووية، خشية استفزاز إيران وإثارة صراع إقليمي أوسع.

لكن إيران تعمل بالفعل على إثارة هذا الصراع عبر ما تسميه “محور المقاومة”، وهي شبكة من الوكلاء تعمل بتنسيق مع الحرس الثوري الإيراني، وتضم حزب الله في لبنان، والميليشيات الشيعية في العراق، ومتمردي الحوثي في اليمن.

كيف ينبغي أن تتعامل الولايات المتحدة مع إيران؟

هجوم حماس المعروف بعملية طوفان الأقصى

وفي أعقاب عملية “طوفان الأقصى“، أخبر المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، قوات الحرس الثوري أن الهجوم جزء من حرب أكبر بين القوات المدعومة إيرانيًا والولايات المتحدة، التي ستؤدي إلى إنهاء الوجود الأمريكي في المنطقة، فيما حذر وزير الخارجية الإيراني من “عواقب” إذا استمرت واشنطن في دعمها لإسرائيل.

نفوذ ممتد

قدمت إيران التمويل والتدريب والأشكال الأخرى من الدعم لحماس منذ تأسيسها في 1987. ويُقال إنها ساعدت في التخطيط وقدمت التدريب لعملية “طوفان الأقصى”، وكذلك صرح مسؤول إيراني بارز أنه زار أنفاق حماس ودربهم على إطلاق الصواريخ، وفق هاس.

ولفت المسؤول الأمريكي السابق إلى أن حماس ليست وحدها في قتال القوات الإسرائيلية في غزة، لأن وكلاء إيرانيين آخرين يهاجمون إسرائيل لمضاعفة تحدياتها العسكرية، وفي الوقت نفسه يهاجمون القوات الأمريكية بالمنطقة.

ماذا يجب أن تفعل واشنطن؟

ينبغي أن تدرك واشنطن أن طهران تسعى للهيمنة الإقليمية وتبذل جهدًا متعدد الأوجه لتحقيق ذلك، فهي ترعى الإرهاب، وتزعزع استقرار الحكومات الأخرى في المنطقة، وتواجه القوات الأمريكية في البر والبحر في أنحاء المنطقة، وتوسع أنشطتها النووية، وتطور صواريخها الباليستية.

كيف ينبغي أن تتعامل الولايات المتحدة مع إيران؟

المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية

وأشار هاس إلى أن تحقيق التقدم في أحد المجالات يشجع إيران على السعي لتحقيق تقدم في مجال آخر، ولذلك رأى أن العدوان الإيراني يتطلب ردًا أمريكيًا أقوى، وأكثر اتساقًا وشمولًا.

سياسة الاحتواء                

بدلًا من التقليل من شأن الجهود الإيرانية في أي جبهة، مثل الجبهة النووية، بسبب مخاوف الاستفزاز، يتعين على واشنطن مواجهة الأفعال الإيرانية بخطة شاملة، وفق هاس.

ويجب أن تطبق على إيران النهج الذي أوصى به “جورج كينان” عام 1947 للتعامل مع السوفييت، الذي نص على “الاستخدام البارع واليقظ للقوة المضادة في سلسلة من النقاط الجغرافية والسياسية المتغيرة باستمرار، بما يتوافق مع التحولات والمناورات في السياسة السوفيتية”.

ملامح النهج الجديد

حسب المحلل الأمريكي، ينبغي على واشنطن أن تمنح إسرائيل مهلة للانتهاء من تدمير حماس، بدلًا من تحويل أي وقف مؤقت في القتال إلى وقف دائم لإطلاق النار، الذي سيشجع إيران ويرفع احتمالات شن المزيد من الهجمات على غرار طوفان الأقصى.

ويتعين كذلك أن ترد واشنطن بـ”تناسب” أقل وقوة أكبر على هجمات وكلاء إيران. وبينما يقول مسؤولو الإدارة الأمريكية إن الأعمال الانتقامية للجيش الأمريكي حتى اليوم تهدف للردع، أشار هاس إلى أنها لا تردع إيران عن مواصلة نشر وكلائها ضد القوات الأمريكية وإسرائيل.

وإضافة إلى هذا، ينبغي أن تصعّد واشنطن، بمفردها وعبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الضغط المالي، والدبلوماسي، وأشكال الضغط الأخرى على طهران بسبب تقدمها النووي، بدلًا من تخفيف الضغوط على أمل إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015.

ربما يعجبك أيضا