حسان دياب… واجهة لـ”حزب الله” والتيار العوني

مي فارس

رؤية- مي فارس

كلف الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم الخميس، وزير التربية والتعليم العالي السابق حسان دياب،  تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، عقب تصويت 69 نائباً لصالحه من أصل 128 هو عدد أعضاء المجلس النيابي في مقابل امتناع 42 نائباً عن تسميته، وترشيح 13 نائباً للسفير السابق نواف سلام، مقابل صوت واحد للأكاديمية حليمة قعقور. في حين لم تحتسب أصوات 3 نواب.

وفي موقعه على الإنترنت، يعدد دياب بإسهاب شهاداته ومناصبه، من انضمامه إلى الجامعة الأميركية في بيروت في الثمانينيات من القرن الماضي كأستاذ لمادة الهندسة الكهربائية وهندسة الكمبيوتر، إلى منشوراته ومناصبه وآخرها نائب الرئيس في الجامعة الأميركية في بيروت.
 
وتولي دياب وزارة التربية والتعليم العالي في فترة مشاركته بحكومة نجيب ميقاتي الثانية عام 2011 ، ولم يعرف عنه مواقف سياسية واضحة.  

ومع امتناع سعد الحريري عن تشكيل الحكومة، أمس الأربعاء، كان الخيار إما السفير السابق نواف سلام الذي يرفضه “حزب الله”، ويتهمه بأنه مرشح الولايات المتحدة الأميركية أو مرشح قوى 8 آذار، وبالتالي حكومة لون واحد وحسابات متعلقة بالمخاوف من استفزاز المجتمع الدولي العربي، فوقع الخيار على حسان دياب لعله يكون مرشح تسوية محسوبا على 8 آذار، لكن لا يستفز المجتمع الدولي ولا العربي، ويمكن بوصفه ابن الجامعة الأميركية أن يرضي الشارع كما يروج ويعتقد فريق 8 آذار (حزب الله وحلفاؤه).

ومنذ منتصف ليل أمس، نشر الناشطون على مواقع التواصل ملفات دياب، ومنهم من فتح ملف “طبع الوزير السابق كتاباً عن إنجازاته بسعر 70 مليون مليرة”، ومنهم من شارك شهادة “أحد الأشخاص الذي زعم طلب دياب منه وساطة لتوظيف ابنه”.

 وانبرى آخرون إلى مشاركة تقرير تلفزيوني قديم عن تسمية وزير التربية السابق مدرسة باسم والدته.

والأبرز كان تشبيه كثيرين للرجل بشخصية رئيس الوزراء السابق سليم الحص لجهة السيرة الأكاديمية المنطلقة من الجامعة الأميركية، ولجهة تسميته من تكتل 8 آذار السياسي بشكل رئيسي وافتقاده تصويت الأكثرية السنية النيابية.

ويعتبر وزير الخارجية جبران باسيل اليوم عراباً لطرح اسم دياب في اللحظة الأخيرة خوفاً من حرقه، بالتوافق مع الثنائي الشيعي “حزب الله” وحركة “أمل”.

ولكن علاقة دياب الجيدة بـ”حزب الله” ومدى عمقها محور تساؤل، ولم يرصد للرجل بالأصل أي موقف سياسي يمكن أن يبنى عليه، باستثناء موقف يتيم تربوي أشاد به بتجربة إيران التربوية وتطلعاته لتوقيع اتفاقية للاستفادة من خبرات إيران في هذا المجال.
 
في الجامعة الأميركية يقول بعض من عرفه عن قرب، إنه رجل هادئ. الصفة الأكاديمية ملاصقة له، يقل في الكلام ويكثر في محاولات تقريب وجهات النظر بطريقة براغماتية ملفتة. يتبع سياسة صفر خلافات ما أمكن عبر البقاء على مسافة وعدم إيجاد عداوات. 

صفات عدة تلصق بالرجل ويقول عارفوه إنه قد يستخدمها في مشوار تأليف حكومة قد يطول، خصوصاً أنه سيكون أداة تنفيذية أكثر من رئيس مكلف، بما أن خلفيته الهندسية التي يتفاخر بها لن تسعفه في لعبة سياسية تتطلب خبرات سياسية وقانونية واقتصادية مختلفة كلياً، ولهذا يسجل البعض على ترشيح دياب أنه يفتقر للخبرة المطلوبة في هذه المرحلة الدقيقة التي تتطلب مرشحاً استثنائياً وليس حلاً وسطياً بين صفات مرشح 8 آذار والمرشح التكنوقراط. ولا يتوقع أحد أن تكون مهمته سهلة لا في التأليف ولا في إدارة الحكومة، لا سيما بعد الامتناع الواسع عن تسميته تحديداً من كتلة المستقبل التابعة للحريري، ما يجعله عملياً رئيس وزراء مواجهة ومجرد واجهة لـ”حزب الله” وحركة “أمل” و”التيار الوطني الحر”.
   

ربما يعجبك أيضا