خبراء عن مواقع “التواصل الاجتماعي”: “تسرق الوقت وتؤثر على العقل وتدعم الإرهاب”

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – حذر خبراء وسائل التواصل الاجتماعي من خطورة مواقع السوشيال ميديا، على حياة وعقل الإنسان، مؤكدين أنها تفقد الإنسان إحساسه بقيمة الوقت، وتؤثر طبيًا على عقل الإنسان، فضلًا عن خطورتها الشديدة بالنسبة للأطفال والمراهقين، ونجاح الجماعات الإرهابية في الاستفادة منها بصورة كبيرة خلال السنوات الماضية.

“خطر داهم”

من جانبه، أكد المدير التنفيذي لمركز إدمان الإنترنت بالسويد باتريك وفينسنت، خلال كلمته بجلسة “مواقع التواصل الاجتماعي.. تنقذ أم تستعبد مستخدميها” في منتدى شباب العالم، اليوم الاثنين، أن مواقع التواصل الاجتماعي تفقد الإنسان إحساسه بقيمة الوقت، موضحًا أن الهواتف الحديثة متعددة المهام تؤثر طبيا على عقل الإنسان.

وشدد المدير التنفيذي لمركز إدمان الإنترنت بالسويد على ضرورة أن يعلم الإنسان مدى الأضرار التي يمكن أن تسببها مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عرض خلال الجلسة هاتفًا وهميا كالسجائر الإلكترونية يحمله الشخص ليوحي لنفسه بأنه يحمل هاتفه الخاص الذي لا يمكنه الاستغناء عنه وهو عبارة عن قطعة من البلاستيك، موضحًا أن التكنولوجيا الحديثة بما فيها مواقع التواصل الاجتماعي أثرت بشكل سلبي على الإنسان، وأنه على الجميع مواجهة ذلك.

بدوره، قال المستشار الألماني في الأمن السيبراني ماركو جيريك، إن هناك تحديات كبيرة وآثارا سلبية للغاية لوسائل التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أنه لها إيجابيات عدة، حيث إن الواقع الذي نعيشه ليس واقعًا مبهجًا أو مفعما بالألوان المبهجة مثلما تخيلناه دائمًا، فيلجأ الآخرون إلى مواقع التواصل الاجتماعي ليعيشوا واقعا وهميا من صنعهم عندما لا يستطيعون تحقيق أحلامهم.

من جانبها، قالت بيلى بارنيا مؤسسة والرئيس التنفيذي لمؤسسة سكيلز كامب من كندا، إن مواقع التواصل الاجتماعي لها تأثير كبير على صحة الإنسان العقلية، وصورا إيجابية، منوهة إلى أنها أجرت بحثا توصلت فيه إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تسبب التباعد وليس التواصل على الإطلاق، داعية إلى ضرورة إجراء حوارات حقيقية وليست افتراضية لأنها من شأنها أن تنمي القدرة العقلية للتواصل مع الآخرين.

أكدت الباحثة المتخصصة في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية مها محمد علام أن مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي تتمثل في الحروب النفسية والتي يتم فيها استخدام الدعاية المضللة والأخبار المفبركة لتغيير رؤية الفرد عن ذاته وواقعه ومحيطه، كما أنها ترتبط بعمليات (غسيل الدماغ) والتحكم في العقول، فضلا عن الحرب الثقافية والتي تهدف إلى سحق القيم والأفكار الموجودة لدى الأفراد.

“الأطفال والمراهقون”

وبشأن التأثيرات السلبية على الأطفال والمراهقين من وسائل التواصل الاجتماعى، قالت مديرة شبكة الفتيات والأطفال بجامعة أوغندا كريستين أديرو: “إنني كمسؤولة عن برامج الشباب وتطوير المشروعات في أوغندا، لاحظت أن الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والمنظمات تركز وتستهدف الأطفال والمراهقين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولذلك بدأت فى تدريس برنامج الحماية من الإنترنت للأطفال، بالإضافة إلى التركيز على المراهقين والفتيات الصغيرات؛ حيث يعيشون في هذا الواقع الافتراضي غير الحقيقي التي توفرها لهم البرامج الإلكترونية عبر الهواتف المحمولة”.

وأشارت إلى ضرورة حماية الأطفال من وسائل التواصل الاجتماعي وحمايتهم من “التنمر”، بالإضافة إلى حمايتهم من خطاب الكراهية وتهريب البشر عبر شبكة الإنترنت، لافتة إلى ضرورة توفير الآباء والأمهات الحماية والمتابعة الكافية لأطفالهم بالمنزل من تلك الوسائل.

وأكدت ضرورة جعل برامج الحماية من وسائل التواصل الاجتماعي في المناهج الدراسية، والاستفادة من برامج شبكة الإنترنت المعلوماتية خلال وجود الأطفال والمراهقين في المدرسة، وتوفير برامج مخصصة للأطفال لتساعدهم على الحماية من شبكة الإنترنت.

وأوضحت بيلي بارنيا مؤسسة والرئيس التنفيذي لمؤسسة سكيلز كامب من كندا، أنه على الجميع أن يدرك أن المراهقين يمرون بمرحلة بها الكثير من المتغيرات وعقلهم الذهني لم يصل بعد إلى مرحلة النضج الكافي وبالتالي مشاركتهم في مواقع التواصل تؤثر عليهم بالإيجاب والسلب أيضا.

ولفتت إلى أن المراهق قد يصاب بفقدان الثقة ويمكن أن يلجأ سواء للمخدرات أو للكحول، مضيفة: “إننا في مرحلة هامة في التاريخ الإنساني يتلقى فيها البشر معلوماتهم عبر شبكة الإنترنت، لذا ينبغي أن يكون لها دور أكثر إيجابية”.

“استفادة الإرهابيين”

ويرى الخبير الأمني المصري العميد خالد عكاشة أن الإرهاب حقق استفادة من مواقع التواصل الاجتماعى، من خلال نقل حجم كبير من نشاطه من أرض الواقع المحدود إلى ساحة وامتدادات واسعة وفرتها وسائل التواصل الاجتماعى، لافتا إلى أن الإرهابيين يكتشفون الفجوات الموجودة فى المجتمعات، من خلال دراسات مسحية متخصصة فى تحليل بيانات السوشيال ميديا.

الخبير الأمني أوضح خلال الجلسة أن السوشيال ميديا تلقي عبئا هائلا على الأجهزة الأمنية والاستخباراتية لأنه يضعها فى موقع مواجهة عالية التعقيد، منوها إلى أن تجنيد الإرهابيين أصبح يتم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبحت صناعة متطرف وإرهابي عن بُعد، موجودة وحاضرة وتتبنى الأجهزة الأمنية خططا مستقبلية لمواجهة هذه الأخطار.

ربما يعجبك أيضا