خبيرة توضح لـ«رؤية» انعكاسات انضمام الاتحاد الإفريقي لمجموعة الـ20

محمد النحاس

بات الاتحاد الإفريقي عضو "دائم" في مجموعة الـ20.. فما أبعاد ودلالات ذلك؟


في خطوة طال انتظارها، أعلن رئيس الوزراء الهندي، السبت 9 سبتمبر 2023، أن الاتحاد الإفريقي أصبح عضوًّا في مجموعة الـ20.

يأتي ذلك في ما اجتمعت دول المجموعة في نيودلهي بالهند على مدار يومي 9 و10 سبتمبر، وتعد الخطوة تتويجًا لمسعى الهند، البلد المضيف للقمة، لإعطاء صوت أكبر لدول الجنوب العالمي، ولكي تصبح المجموعة أكثر تمثيلًا وتعبيرًا عن التنوع العالمي.

ترحيب بالاتحاد الإفريقي

دعا رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، في كلمته الافتتاحية في القمة يوم السبت، الاتحاد الإفريقي، ممثلًا برئيسه غزالي عثماني، إلى شغر مقعد وسط مجموعة الـ20 كعضو دائم. ورحب الرئيس الأمريكي بخطوة ضم الاتحاد الإفريقي لمجموعة الـ20، كما أبدا عدد من القادة العالميين إشادتهم بالخطوة.

وكتب مودي على منصة إكس المعروفة سابقًا باسم تويتر: “يشرفني أن أرحب بالاتحاد الإفريقي كعضو دائم في أسرة مجموعة العشرين”، لافتًا إلى أن هذه الخطوة ستعزز المجموعة وتدعم صوت الجنوب العالمي، حسب ما نقلت وكالة أنباء رويترز.

خطوة طال انتظارها

بهذا الإعلان، بات الاتحاد الإفريقي، عضوًّا في أكبر تكتل اقتصادي عالمي، ومتمعًا بنفس الوضع الذي عليه الاتحاد الأوروبي داخل المجموعة التي تسيطر على 75% من التجارة العالمية، ويبلغ سكانها ثلثي سكان العالم، وتشكل 85% من إجمالي الناتج المحلي العالمي.

وكانت الهند قد اقترحت منح الاتحاد الإفريقي العضوية الكاملة والدائمة في مجموعة الـ20، ودعم الاقتراح بدعم البرازيل واليابان وجنوب إفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية. وغاب عن القمة قادة بارزين، مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والزعيم الصيني شي جين بينج، في ما تحتدم التوترات الجيوسياسية.

ما أهمية انضمام الاتحاد الإفريقي لمجموعة الـ20؟

في حديث لها مع شبكة رؤية الإخبارية، سلطت خبيرة الشؤون الإفريقية والباحثة السياسية، رشا رمزي، الضوء على أهمية انضمام الاتحاد الإفريقي للكتلة الاقتصادية الأبرز على الصعيد الدولي.

وقالت رمزي: يمثل انضمام الاتحاد الإفريقي البالغ تعداد أعضاءه 55 لمجموعة الـ20، نقطة محورية هامة يمكن البناء عليها، لافتةً إلى أن دول الاتحاد التي تندرج تحت تصنيف “الدول النامية” هي أكثر من يقع على عاتقها تبعات التغير المناخي، وهي الأكثر تضررًا.

وتتمثل المفارقة، حسب خبيرة الشؤون الإفريقية، في أن دول مجموعة الـ20، في المقابل، هي المسؤولة عن 80% من انبعاثات الغازات الدفيئة.

صعود الجنوب العالمي

حسب تقرير سابق نشرته مجلة فورين بوليسي الأمريكية، تأتي القمة في لحظة فارقة يتبوأ فيها الجنوب العالمي مقعدًا وسط اللاعبين الكبار على الساحة الدولية، وسيؤدي تزايد نفوذ دول الجنوب العالمي لمزيدٍ من العدالة الاقتصادية.

ويعكس هذا الدور المتنامي اجتماع المجموعة في نيودلهي بالهند، في حين أن القمة الماضية كانت في بالي باندونيسيا، والتالية ستنعقد في البرازيل، والتي سلمتها الهند رئاسة المجموعة.

اقرأ أيضًا| الهند تتحدى التنافس الجيوسياسي لصياغة إعلان مشترك بقمة الـ20؟

من يدفع الفاتورة؟

حسب الباحثة رشا رمزي، فإن الدول النامية في إفريقيا هي أكثر من عانى من المشكلات المرتبطة بالأمن الغذائي، والتي تفاقمت مع احتدام الحرب الروسية الأوكرانية مع ارتفاع أسعار الحبوب، وتعثر سلاسل الإمداد الخاصة بها.

هنا تسلط الباحثة في الشأن الإفريقي الضوء على المحاولات الإفريقية السابقة عن طريق ممثلها الوحيد في المجموعة، جنوب إفريقيا، للحصول على تعويضات تبلغ 100 مليار دولار، لكن مجموعة الـ20 لم تستجب، وعوضًا عن ذلك، وفق رشا رمزي، دفعت بمقترحات “كوبونات الكربون” و”نشر استثمارات الطاقة النظيفة”، وهي حلول غير ناجعة طالما ظلت دول المجموعة عند نفس معدلات إنتاج الغازات الدفئية.

اقرأ أيضًا|اجتماع بايدن ومودي على هامش قمة الـ20.. ما أبرز محاور النقاش؟

 

ربما يعجبك أيضا