خسائر متواصلة.. حرب غزة تستنزف اقتصاد إسرائيل

373 مليون دولار خسائر الممتلكات..الاقتصاد الإسرائيلي يعاني بسبب حرب غزة

مصطفى خلف الله

على الرغم من الخسائر الاقتصادية الكبيرة التي منيت بها إسرائيل والمتوقع زيادتها مع استمرار الحرب، فإنها تراها تكلفة مقبولة مقابل تنفيذ مخططها.


على الرغم من اعتياد الاقتصاد الإسرائيلي على أجواء المواجهات العسكرية في قطاع غزة والضفة الغربية فإن تأثير التصعيد يبدو أكثر قوة.

وسجلت الخسائر، التي لحقت بالممتلكات حتى الآن نحو 373 مليون دولار أمريكي، وفق بيانات صندوق التعويضات في إسرائيل، مع ارتفاع طلبات التعويض إلى 15 ألف طلب، وتوقعات أن يصل هذا العدد إلى 45 ألفًا بنهاية الحرب.

مخاطر استمرار حرب غزة

بات الداخل الإسرائيلي مهدد باستمرار بالقصف الصاروخي لعناصر حماس، ما حدث مؤخرًا بعدما استطاعت اختراق العمق الإسرائيلي وتسببها في خسائر فادحة في الأرواح والبنية التحتية، واشتعال حرب لم يستطع أحد إخمادها أو التنبؤ بذلك حتى الآن، في ظل إصرار تل أبيب على الانتقام.

واتخذت إسرائيل عدة إجراءات رفعت من مخاطر تحقيق الأمان الداخلي وشل حركة الاقتصاد، لا سيما في الجنوب، أهمها إعلان التعبئة العامة للجنود، ما سحب قوة كبيرة من القوى العالمة للتجنيد الإجباري، في حين تعتزم الحكومة رفع الإنفاق الدفاعي، ومن ثم زيادة الأعباء المالية.

خسائر كبيرة لإسرائيل

قال مدير صندوق التعويضات في إسرائيل، أمير دهان، إن إجمالي الخسائر التي لحقت بالممتلكات منذ بداية الحرب في غزة، والتعويضات التي يطلبها المواطنون تضاهي خسائر تل أبيب في الحرب الكاملة، التي شنتها على لبنان عام 2006، والتي استمرت 34 يومًا.

وقدر استراتيجي الأسواق في بنك هبوعليم، أكبر بنوك إسرائيل، مودي شافيرر، خسائره في الميزانية الحالية بـ27 مليار شيكل (ما يعادل 6.8 مليار دولار)، ما يعني زيادة العجز بما لا يقل عن 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي في العام المقبل، لتصبح الخسارة الأعلى منذ حرب أكتوبر عام 1973.

خسائر العملة والبورصة

علقت أكثر من 42 شركة طيران في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا والمنطقة العربية رحلاتها، وأجلت موظفيها هناك مع تصاعد الأحداث، وأصدرت شركات التأمين على الطيران ضد مخاطر الحرب إخطارًا بإلغاء الغطاء التأميني لبعض شركات الطيران التي تتخذ من إسرائيل ولبنان مقرًا لها.

ومنيت أسهم شكات الطيران بخسائر سوقية بسبب إلغاء الرحلات التي وصلت إلى 31%، في حين سجل  الشيكل أطول سلسلة خسائر منذ 39 عامًا، ليبلغ سعر صرفه 4.07 أمام الدولار الأمريكي، رغم إبقاء بنك إسرائيل سعر الفائدة بلا تغيير، وسط خسائر كبيرة في البورصة تجاوزت 8% في أول أيام الحرب، وانخفض مؤشر الأسهم القياسي TA-35 إلى أدنى مستوى منذ يوليو 2021.

خسائر الغاز والنفط

أعلنت شركة شيفرون الأمريكية، المشغلة لحقل تمار الإسرائيلي بالبحر المتوسط، أنها علّقت عمليات إنتاج الغاز الطبيعي من الحقل حتى إشعار آخر، وأكدت الشركة أنها لا تزال تمارس عملها بنحو طبيعي من حقل ليفياثان، ويُنتج حقل تمار نحو 7.1 ملايين إلى 8.5 ملايين متر مكعب يوميًّا من الغاز الطبيعي.

وتسببت الحرب في انقطع التيار الكهربائي في عدد من المستوطنات بالقرب من قطاع غزة، وكذلك انقطعت الطرق بين عدد منها، فضلاً عن انقطاع خدمة الإنترنت، وإلغاء الدوام المدرسي، وبقاء نحو مليون طفل في منازلهم، وإغلاق الشركات التي تفتح عادة أيام السبت، بما في ذلك محال البقالة والمقاهي والصيدليات.

تخفيض التصنيف الائتماني 

خفضت وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيف الائتماني النظرة المستقبلية لتصنيف إسرائيل إلى سلبية، حسب ما نقلته وكالة بلومبرج. وجاء القرار مدعومًا بانتشار مخاطر الحرب مع حماس على نطاق أوسع، ليصبح تأثيرها أكثر وضوحًا في اقتصاد إسرائيل مما كان متوقعًا، مشيرة الى أن تصنيف إسرائيل عند AA-، وهي رابع أعلى درجة.

وجاء ذلك في حين وضعت وكالة موديز الأسبوع الماضي، تصنيف ديون إسرائيل قيد المراجعة لخفض التصنيف، ووضعت وكالة فيتش التصنيف الائتماني للبلاد تحت المراقبة السلبية، بسبب الصراع الحالي.

تحذيرات دولية

حذّر رئيس البنك الدولي أجاي بانجا، من أن الحرب بين إسرائيل وحماس قد توجه ضربة  خطيرة للتنمية الاقتصادية العالمية، وقال: ما حدث مؤخرًا في إسرائيل وغزة، سيكون تأثيره في التنمية الاقتصادية أكثر خطورة، فنحن أمام منعطف خطير جدًا.”

الخبير الاقتصادي، شريف الدمرداش،

الخبير الاقتصادي، شريف الدمرداش

وعلق الخبير الاقتصادي المصري، شريف الدمرداش، على هذا الوضع بالقول إنه على الرغم من الخسائر الاقتصادية الكبيرة التي منيت بها إسرائيل والمتوقع زيادتها مع استمرار الحرب، فإنها تراها تكلفة مقبولة مقابل تنفيذ مخططها بالسيطرة على قطاع غزة.

وأوضح في تصريح خاص لشبكة رؤية الإخبارية، أن إسرائيل تسعي لتهجير الفلسطينيين من القطاع إلى شبه سيناء المصرية بتأييد دولى، وهو أمر رفضته مصر بقوة ،لكن قد ترى إسرائيل تنفيذ هذا المخطط أكبر مكسب لها، خاصة أن الغرب يلوّح بتعويض مصر ماديًّا بإسقاط ديونها حالة الموافقة.

ربما يعجبك أيضا