دراسة جديدة تكشف: كل فتحة من فتحتي الأنف تشم الروائح بشكل متمايز

الكمبيوتر البشري يحتفظ بذاكرة متميزة لمعلومات الرائحة الناشئة عن كل فتحة أنف

بسام عباس

توصلت دراسة أمريكية جديدة، إلى أن فتحتي الأنف تعملان بشكل مستقل في بعض النواحي، وأن لهما حاسة شم منفصلة خاصة بهما.

وأوضحت الدراسة أنه بفضل عمل أدمغتنا الذكية لا يمكننا ملاحظة ذلك على الفور، ما يتيح لنا تعلم المزيد عن الدماغ وكيفية تعامله الحواس.

تمايز الاستجابة للروائح

أوضح موقع Science Alert، في تقرير نشره أمس السبت 11 نوفمبر 2023، أن نتائج الدراسة تعتمد على دراسات سابقة أجريت على الحيوانات والبشر، ما يشير إلى أن أدمغتنا قادرة على معالجة مدخلات كل فتحة أنف على حدة بالإضافة إلى تجميعها في وحدة كاملة واحدة.

وأوضح أن باحثين من جامعة بنسلفانيا، ومعهد بارو للأعصاب، وجامعة ولاية أوهايو، استعانوا بـ10 مرضى بالصرع ممن زُرع لهم أقطاب كهربائية في أدمغتهم، وذلك في تجربة مكثفة على استجابات الرائحة في الجهاز الشمي، وكيفية دمج المعلومات من فتحتي الأنف وتمييزها في الجهاز الشمي البشري.

ونفخ الفريق واحدة من 3 روائح مختلفة، بالإضافة إلى مجموعة تحكم تتكون من هواء نقي، في فتحة الأنف أو كليهما معًا في كل تجربة، وبعد عدة ثوان، طُلب من المشاركين التعرف على الرائحة، ثم تحديد فتحة الأنف التي استخدموها، وجمع الباحثون بيانات عن استجابة الدماغ عبر الأقطاب الكهربائية.

استقلال فتحتي الأنف

أوضحت الدراسة، المنشورة في مجلة Current Biology، أن فريق البحث قدم عددًا من الملاحظات، فعندما أدخلت نفس الرائحة إلى كل فتحة أنف على التوالي، كان نشاط الدماغ الناتج مشابهًا، ولكنه ليس متطابقًا، ما يشير إلى بعض الاستقلال.

وأضافت أن الشم عبر فتحتي الأنف معًا خلق دفقتين متميزتين من النشاط، رغم أن التأخير الزمني بينهما كان قصيرًا جدًا، مشيرةً إلى أن هذا يؤكد أن الخياشيم لا تكون دائمًا في انسجام تام، وأن فتحتي الأنف أفضل من فتحة واحدة في تحديد الروائح والتعرف عليها.

الشم بصوت مجسم

قال الموقع إن أبحاث سابقة وجدت أن الفئران يمكنها “الشم بصوت مجسم”، وذلك باستخدام فتحتي الأنف لتحديد مصدر الرائحة، وتهدف الدراسة الجديدة إلى التحقق مما إذا كان هذا يحدث مع البشر أيضًا، وكيف يتم تحديد الاختلافات في التوقيت و”ترميز الرائحة” في الخياشيم في الدماغ.

وأوضح فريق البحث أن النتائج التي توصلت إليها الدراسة لها آثار مهمة على تشفير الرائحة في الجهاز الشمي وتقدم دليلًا على أن الكمبيوتر البشري يحتفظ بذاكرة متميزة لمعلومات الرائحة الناشئة عن كل فتحة أنف من خلال الفصل الزمني.

ربما يعجبك أيضا