دواء جديد يمنع تجلط الدم دون التعرض لخطر النزيف

بسام عباس
تخثر الدم

صمم باحثون كنديون مُركبًا جديدًا يمنع تجلط الدم دون تعرض المرضى لمخاطر النزيف وهو أحد الآثار الجانبية الشائعة لمسيلات الدم المعروفة.


تشكل جلطات الدم مصدر قلق خطير يؤثر في ملايين الأشخاص، خاصة عندما تُترك دون علاج، بل وتهدد حياة المرضى.

جلطات الدم قد تسبب التعرض لتجلط الأوردة العميقة والنوبات القلبية والسكتة الدماغية. وتُعد الأدوية المضادة للتخثر ضرورية في العلاج، لكنها يمكن أن تعرض المرضى لمخاطر نزيف كبيرة، ما يسبب مضاعفات، ويحدّ من استخدامها لدى بعض المرضى.

عقار يمنع التجلط

أوضح موقع “Study Find”، في تقرير نشره أمس الجمعة 5 مايو 2023، أن فريقًا من جامعة كولومبيا البريطانية في كندا نجح في تصميم مركب جديد، أطلقوا عليه اسم “MPI 8″، يمنع تجلط الدم دون أي تداعيات تزيد من حدوث نزيف وتعرض المرضى لأي مخاطر.

قال رئيس شعبة الأبحاث في قسم علم الأمراض والطب المخبري في جامعة كولومبيا البريطانية، الدكتور جاي كيزاكيداثو، إن تطوير “MPI 8” يمثل تقدمًا كبيرًا في مجال الوقاية من جلطة الدم وعلاجها من خلال استهداف جزيء معين يشارك في تكوين الجلطة دون تعطيل عملية التخثر الطبيعية.

وأضاف أن فريق البحث صمم مخففًا للدم أثبت أنه أكثر أمانًا وفعالية في النماذج الحيوانية، وتوفر إمكانات هائلة لتحسين حياة الإنسان، لافتًا إلى أن النتائج الأولية تعطي الأمل في حقبة جديدة للوقاية من الجلطة الدموية وعلاج التخثر أثناء العمل الجراحي.

نهج جديد

ذكر الموقع العلمي أن الهيبارين هو أحد مميعات الدم الشائعة التي تستهدف الإنزيمات الضرورية لتخثر الدم، وينبغي إعطاء الدواء بجرعة محددة ومراقبتها جيدًا، لأن تعطيل الإنزيمات يؤثر على عملية التجلط الطبيعية اللازمة للشفاء.

وأضاف أن باحثي جامعة كولومبيا البريطانية وميتشيجن ابتكروا نهجًا جديدًا لاستهداف جزيء متعدد الفوسفات بدلًا من الإنزيمات، كما تفعل المميعات الحالية. وهذا الجزيء يشارك في تخثر الدم الذي يسرّع العملية ولكنه ليس ضروريًّا للتخثر الصحي.

كيف يعمل العلاج الجديد؟

أوضح أستاذ الكيمياء البيولوجية والطب الباطني في جامعة ميتشيجن، الدكتور جيم موريسي، الذي سلط عمله الضوء على دور متعدد الفوسفات في تخثر الدم، أن الفريق يعتقد أن متعدد الفوسفات هدف أكثر أمانًا لاستهدافه بعقار مضاد للتخثر، لأنه سيبطئ تفاعلات التخثر فقط، حتى لو أزلنا 100% من تأثير متعدد الفوسفات.

وأضاف أن فريق البحث فحص العديد من الأدوية المرشحة، ويعمل الجزيء لأنه يحتوي على مجموعات ربط “ذكية” بشحنات موجبة تنجذب إلى الشحنات السالبة على متعدد الفوسفات، وعندما يرتبط الجزيء بنجاح بمتعدد الفوسفات، يترك الخلايا والبروتينات سالبة الشحنة الأخرى في الجسم وحدها، مما يزيل أي آثار جانبية سامة.

وأظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن عقار “MPI 8” كان فعالًا في منع تجلط الدم لدى فئران التجارب دون زيادة خطر النزيف، ولم يظهر الدواء أي آثار جانبية سامة، حتى مع الجرعات العالية.

إمكانية تطوير مركبات إضافية

قال باحث الكيمياء في مختبر الدكتور كيزاكيداثو، شانيل لا، إن الدواء ليس خيارًا واعدًا أكثر أمانًا وفعالية للمرضى فحسب، بل إن المنصة التي استخدمناها لتصميم “MPI 8” مرنة، فتسمح بتطوير مركبات إضافية ذات خصائص وفعالية مماثلة.

ولفت إلى أن النتائج الحالية تستند إلى التجارب على حيوانات المعمل، ما يعني ضرورة وجود المزيد من الدراسات والأبحاث لاختبار سلامة وفعالية “MPI 8” في البشر، وأن هذه النتائج الأولية تكشف نتائج واعدة في مساعدة الأشخاص المصابين بجلطات الدم بشكل أفضل.

اقرأ أيضًا: يُوقف النزيف في أقل من 15 ثانية.. صمغ جراحي مستوحى من محار برنقيل

اقرأ أيضًا: التونسية بسمة حاج قاسم تكشف لـ«رؤية» تفاصيل اختراعها مستحضرًا لوقف النزيف

ربما يعجبك أيضا