تزداد المخاوف من اقتراب الصين من غزو تايوان.. فهل تقدم بكين على هذه الخطوة؟ أم أن التعثر الروسي في أوكرانيا سيجعلها تفكر مجددًا؟
حذر رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) وليام بيرنز، من استعداد الصين لـ”غزو تايوان”.
ومع تزايد التوترات بمنطقة الباسفيك، يرى بيرنز أن الطموح الصيني تجاه تايوان ما زال حاضرًا، رغم أن التعثر الروسي في أوكرانيا جعل بكين تفكر مجددًا في محاولة لغزو هذه الجزيرة المتمتعة بحكم ذاتي.
طموح شي
أورد تقرير لوكالة أنباء رويترز أمس الجمعة 3 فبراير 2023، تحذير رئيس “سي آي إيه” من نوايا الصين تجاه جزيرة تايوان.
وشدد بيرنز على ضرورة عدم الاستهانة بطموحات الرئيس الصيني شي جين بينج، تجاه تايوان، وذلك على الرغم من أن “أداء الجيش الروسي في أوكرانيا”، جعل شي أكثر حذرًا، ويعيد التفكير في إمكانية الغزو.
وتزعم الصين من جانبها، أن جزيرة تايوان أرض صينية، وترى حقها الكامل في فرض نفوذها على الجزيرة، ولا تستبعد لهذا الهدف إمكانية التدخل العسكري.
استعداد صيني
أضاف رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية، أن الولايات المتحدة لديها معلومات استخبارية عن استعداد الصين لغزو الجزيرة بحلول عام 2027.
وأردف بيرنز في حديث بجامعة جورج تاون بواشنطن: “لا يعني ذلك حتمية تنفيذ بكين الغزو عام 2027، ولا في أي عام آخر، إلا أنه تذكير بمدى جدية الرئيس الصيني في هذا الصدد، وبطموحه الذي لا يفتر تجاه الجزيرة”.
وكان شي أحكم قبضته على السلطة في أكتوبر الماضي، بعد المؤتمر الـ20 للحزب الشيوعي الصيني، وشدد على أحقية الصين في “الهيمنة على الجزيرة”.
خلاف حول الجزيرة
تعد قضية جزيرة تايوان من أبرز القضايا الخلافية بين الصين وبين الولايات المتحدة التي تلتزم سياسة “الغموض الاستراتيجي”، إذ تعترف بسياسية “الصين الواحدة”، لكنها في ذات التوقيت ترفض هيمنة بكين على الجزيرة.
وتنفذ الصين مناورات عسكرية من حين إلى آخر حول الجزيرة، وكان أكبر هذه المناورات بعد زيارة رئيس مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، للجزيرة، في خطوة نددت بها بكين واعتبرتها “تحديًا غير مقبولٍ”.
شراكة بلا حدود
رجح بيرنز أن الرئيس الصيني “متفاجئ” من أداء القوات الروسية في أوكرانيا، وقال إنه “يراقب الحرب بحذر ويحاول استخلاص الدروس”.
ووقعت روسيا والصين، فبراير الماضي، قبل أيام من بدء الحرب الروسية الأوكرانية، اتفاقية “شراكة بلا حدود”، وازدهرت الروابط الاقتصادية مع تراجع علاقة روسيا بالغرب.
حذر صيني
علق بيرنز على العلاقة الروسية الصينية بأنه “من الخطر التقليل من مدى هذه الشراكة”، لكنه في ذات التوقيت شدد على أنها “ليست صداقة بلا حدود على الإطلاق”، في إشارة منه إلى حذر الصين من دعم روسيا صراحةً في الحرب.
وامتنعت الصين عن إدانة الدور الروسي في الحرب، لكنها لم تقدم أي دعم عسكري مباشر لروسيا، حتى لا تطالها العقوبات الغربية. وأجرت بكين وموسكو مناورات بحرية مشتركة نهاية العام الماضي.
أكبر تحدٍّ جيوسياسي
اعتبر رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية، أن الصين “أكبر تحدٍّ جيوسياسي” يواجه الولايات المتحدة، لافتًا إلى أن المنافسة بين الجانبين طالت كل الأصعدة، وقد تكون أشد من التنافس مع السوفيت.
وتشهد العلاقة الأمريكية الصينية توترات متزايدة، وتفرض الولايات المتحدة قيودًا على بعض الصاردات إلى الصين، لمنعها من حيازة تكنولجيا متطورة تعزز بها موقفها العسكرى، وتحقق الريادة الرامية إليها، في حين أن الصين تندد بـ”القيود الأمريكية”.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1422767