رحيل عراب السينما المغربية نور الدين الصايل متأثرا بكورونا

أماني ربيع

رؤية

الرباط – توفي المخرج المغربي الكبير نور الدين الصايل بسبب مضاعفات إصابته بفيروس كورونا، وذلك حسب تأكيد موقع القناة الثانية المغربية التي أشارت إلى أن الراحل فارق الحياة بمستشفى الشيخ زايد بمدينة الدار البيضاء

يُعد نور الدين الصايل واحدا من أشهر السينمائيين بالمغرب،. وقد ولد في طنجة عام 1948، حصل على الشهادة العليا في الفلسفة كما كانت له مساهمات نقدية في مجال السينما، قبل الاشتغال في التلفزيون المغربي لينتقل بعد ذلك إلى قناة كنال بلوس الفرنسية.

كما شغل الراحل منصب مدير المركز السينمائي المغربي كما تقلد قبل ذلك مهمة المدير العام للقناة الثانية المغربية.

وصف الناقد المغربي عبدالكريم واكريم المخرج السينمائى نور الدين الصايل بأنه عراب السينما المغربية، وأنه يعد رجل السينما في المغرب لأن بصماته كانت واضحة في كل مراحلها.

ونشر الناقد المغربي عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك تدوينة مطولة عبر فيها عن حزنه وحزن الشعب المغربي على فقدان الصايل الذي رحل عن الحياة منذ قليل بعد إصابته بفيروس كورونا، وقال عبدالكريم واكريم :

“لايمكن الحديث عن تاريخ السينما المغربية دون ذكر نور الدين الصايل الذي ترك بصماته في كل مراحلها، فابتداء من بداية السبعينيات حيث ترأس وكان من مؤسسي الجامعة الوطنية للأندية السينمائية والتي سيظل رئيسا لها لمدة عشر سنوات، ثم بعد ذلك بإعداده وتقديمه لبرامج إذاعية ثم تلفزية حول السينما وصولا لترأسه للمركز السينمائي المغربي طيلة إحدى عشرة سنة، فترة كانت من بين أهم الفترات التي عاشتها السينما المغربية والتي عرفت فيها ازدهارا مهما لامِن ناحية الكم الذي فاق العشرين فيلما سنويا بعد أن كان لايتعدى بضعة أفلام قبل مجيئه للمركز ولا من ناحية الجودة إذ عرفت هذه الفترة إنتاج أفلام مغربية جد مهمة ستظل محفورة في الذاكرة السينفيلية إلى الأبد.”.

وتابع قائلا :” أفلام جالت مهرجانات عالمية وحصلت فيها على جوائزَ مهمة، بل منها من زاوج بين النجاح النقدي واستطاع أيضا تصدر مداخيل شباك التذاكر.

نور الدين الصايل ابن مدينة طنجة التي نشأ وتربى فيها سنوات الخمسينيات والستينيات، تلك السنوات التي كانت مليئة بالفن وبالحياة وبالسينما التي سيعشقها نور الدين مبكرا ويهيم بين قاعاتها في المدينة العتيقة، ففي صالات الكسار وكابيطول شاهد أفلامه العالمية الأولى المدبلجة بالإسبانية وفي “فوكس” انفتح على السينما المصرية بنجومها، لكن الذي لايعلمه الكثيرون أن نور الدين الصايل كان أيضا لاعبا لكرة القدم قارب الاحتراف ولعب لمدة مع الفريق الأول بالمدينة آنذاك، وظل يلعب له حتى فترة انتقاله للرباط حيث درس الفلسفة بالجامعة.”.

واستطرد قائلا :” نورالدين الصايل ليس رجل السينما في المغرب فقط، كما يحلو للمهتمين أن يلقبونه لكنه أيضا رجل إعلام وتواصل، إذ بصم بميسمه القنوات التلفزية التي أشرف على تسييرها أو قام فيها بمهام، فلا أحد يمكن أن يجادل في أن أهم فترات القناة التلفزية المغربية الوحيدة آنذاك قد عرفت بداية الثمانينات انفجارا إبداعيا لما تقلد الصايل مقاليد تسيير برمجتها بحيث استدعى طاقات ومخرجين وكتابا وفنانين شباب ومكنهم من إنجاز برامج تلفزية ظهر فيها فارق الإبداع والتَّميُّز وبدا فيها واضحا شغف وحب هؤلاء لما يفعلونه رغم أن هذه اللحظة الجميلة والمشرقة لم تمتد كثيرا في المشهد التلفزي المغربي.”

ربما يعجبك أيضا