رسالة السعودية: طفح الكيل.. إلى متى نتحمل التهديدات الإيرانية؟

يوسف بنده

رؤية

في الثاني والعشرين من يناير مطلع العام الجاري، قال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، إنّ “دولاً كثيرة عرضت الوساطة” بين إيران والسعودية.

وحسب وكالة “رويترز” عن الوزير السعودي تأكيده أن السعودية “منفتحة على المحادثات، إذا أقرت إيران بأنه لا يمكنها دعم أجندتها الإقليمية من خلال العنف”، مضيفًا: “سعداء بأن المنطقة تجنبت أيّ تصعيد مع إيران”.

وأتى هذا التصريح آنذاك، وسط مساعي وساطة متعددة الأطراف من جانب العراق وباكستان. لكن منذ ذلك الوقت، والمنطقة تعيش وسط التهديدات الإيرانية المتكررة تجاه دول الخليج، وعلى رأسها السعودية من جانب الجمهورية الإيرانية.

طفح الكيل

شن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز هجوما لاذعا على إيران في أول خطاب له للجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الأربعاء، داعيا إلى حل شامل لمنعها من الحصول على أسلحة دمار شامل.

وقال العاهل السعودي، في كلمته أمام أعمال الدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: “إن النظام الإيراني استهدف المنشآت النفطية في المملكة، العام الماضي، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية، واعتداء على الأمن والسلم الدوليين”.

وأضاف الملك سلمان: “يؤكد ذلك أن هذا النظام لا يعبأ باستقرار الاقتصاد العالمي وأمن إمدادات النفط للأسواق العالمية، كما يستمر عبر أدواته في استهداف المملكة بالصواريخ الباليستية التي تجاوز عددها 300 صاروخ، وأكثر من 400 طائرة دون طيار، في انتهاك صارخ لقراري مجلس الأمن 2216 و2231”.

وتابع: “علمتنا التجارب مع النظام الإيراني أن الحلول الجزئية ومحاولات الاسترضاء لم توقف تهديداته للأمن والسلم الدوليين، ولا بد من حل شامل وموقف دولي حازم يضمن معالجة جذرية لسعي النظام الإيراني للحصول على أسلحة الدمار الشامل وتطوير برنامجه للصواريخ الباليستية وتدخلاته في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ورعايته للإرهاب”.

وأشار الملك سلمان إلى أن “العالم يرى مرة بعد أخرى زيادة أنشطة نظام إيران التوسعية وأنشطته الإرهابية”، مضيفًا أن النظام الإيراني استهدف المنشآت النفطية السعودية العام الماضي، مؤكدًا أن المملكة انطلاقا من موقعها في العالم الإسلامي تضطلع بمسؤولية خاصة وتاريخية تتمثل في حماية عقيدتها الإسلامية السمحة من محاولات التشويه من التنظيمات الإرهابية والمجموعات المتطرفة.

وعلى صعيد آخر، حمل العاهل السعودي ميليشيات حزب الله اللبناني المسؤولية عن الانفجار المدمر الذي هز مرفأ بيروت، أوائل أغسطس/آب الماضي، داعيًا إلى نزع سلاح “الحزب” لتحقيق الأمن في البلاد.

وأعلن الملك سلمان عن وقوف السعودية إلى جانب الشعب اللبناني الذي يواجه كارثة إنسانية نتيجة لانفجار مرفأ بيروت، مشددًا على أن الانفجار “يأتي نتيجة هيمنة حزب الله.. على اتخاذ القرار في لبنان بقوة السلاح مما أدى إلى تعطيل مؤسسات الدولة الدستورية”.

كان خطاب العاهل السعودي مبنيًا على حقائق التهديدات التي توجهها إيران للمنطقة عبر تصريحات مسؤوليها وعسكريها، وعبر المليشيات التي تمولها إيران داخل منطقة العالم العربي.

لكن الجمهورية الإيرانية لم تستوعب أخطاء سياستها الخارجية، وقام المتحدث باسم خارجيتها، سعيد خطيب زادة، اليوم الخميس، باتهام السعودية بانتهاج “سياسة اتهام الآخرين”.

ربما يعجبك أيضا