روسيا وإسرائيل ضد إيران وحزب الله.. موازين الحرب في سوريا إلى أين؟

عاطف عبداللطيف

رؤية – عاطف عبداللطيف

اتفق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في لقائهما الأسبوع الماضي على إخراج القوات الأجنبية من سوريا، في إشارة للقوات الإيرانية الموجودة هناك.

وقال نتانياهو في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته اليوم الأحد: “التقيت بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو. وكما وعدت، تمحورت المحادثات بيننا حول الملف الإيراني. وأوضحت بشكل لا لبس فيه أن إسرائيل لن تسمح لإيران بالتموضع عسكريًا في سوريا وأننا سنواصل العمل ضدها عسكريًا”.

ونقلت صفحة نتانياهو على موقع التواصل “فيس بوك” قوله: “اتفقت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هدف مشترك وهو إخراج القوات الأجنبية التي وصلت إلى سوريا بعد اندلاع الحرب الأهلية فيها”.

حرب كلامية

وذهب محمد شعت الباحث في الشؤون الإيرانية، إلى أن ما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بشأن الاتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على إخراج القوات الإيرانية من سوريا لا يخرج عن إطار الحرب الكلامية والمناوشات الدائرة بين الجانبين الإسرائيلي والإيراني، والتي امتدت لفترة طويلة إلا أنها لم ينفذ أيضًا منها.

وأضاف على الرغم من صراع النفوذ الروسي الإيراني في سوريا، إلا أن المصالح الروسية – الإيرانية المشتركة تدفع الجانبين للحفاظ على هذه المصالح، كما أن الرئيس الروسي يريد أن يظهر للجانب الإسرائيلي أنه حريص على أمن إسرائيل، إلا أن هذ لن يدفعه إلى التحالف مع الكيان الصهيوني وقطع العلاقات مع طهران، ولكنه يريد أن يظل ممسكا بالعصا من المنتصف.

حزب الله

وعن مصير حزب الله في سوريا، قال شعت -في تصريحات خاصة لـ”رؤية”- إنه مرتبط بالوجود الإيراني، وحال التضييق على الوجود الإيراني في سوريا فسوف يؤثر على ذلك على حزب الله الذي يعتبر امتدادًا للوجود الإيراني الذي أعتقد أنه سيظل في سوريا لفترة ليست بالقصيرة، بدليل زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى طهران.

وفيما يتعلق بإدراج بريطانيا لحزب الله كمنظمة إرهابية، رأي شعت أنه يأتي في إطار التغييرات في الموقف الدولي من إيران وميلشياتها في المنطقة، خاصة في ظل الكشف عن عمليات إرهابية لإيران في دول غربية، وبطبيعة الحال فإن كل دولة تريد أن تدفع عن نفسها شبهة دعم الإرهاب باتخاذ مثل هذه الخطوات، وهو الأمر الذي يضع إيران وميلشياتها في مأزق جديد.

وكان نتانياهو قد رحب بإدراج بريطانيا حزب الله على قائمتها للمنظمات الإرهابية. وقال: “هذا قرار مهم، لأن حزب الله يمارس الإرهاب بحد ذاته، كما أنه يشكل أيضًا ذراعًا إرهابيًا رئيسيًا في خدمة إيران. أدعو دولًا أخرى في أوروبا أولًا في أوروبا، ولكن أيضًا في باقي أنحاء العالم، إلى الانضمام إلى هذه الخطوة البريطانية المهمة”.

وأعلنت لندن إضافة حزب الله إلى قائمتها للمنظمات الإرهابية المحظورة، وقال وزير الداخلية البريطاني ساجد جاويد: إن “حزب الله يواصل محاولة زعزعة استقرار الوضع الهش في الشرق الأوسط، ولم نعد قادرين على التمييز بين جناحه العسكري المحظور بالفعل، والحزب السياسي”.

رفض إيراني

وانتقدت إيران بريطانيا لقرارها إدراج حزب الله اللبناني على لائحة المنظمات الإرهابية، معتبرةً أن القرار “تجاهل قسمًا كبيرًا من الشعب اللبناني”.

وكانت بريطانيا قد قالت، إنها تعتزم حظر كل أجنحة حزب الله بسبب نفوذه المزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط، وصنفته منظمة إرهابية. وحزب الله مصنف بالفعل منظمة إرهابية في قائمة واشنطن.

وذكرت الخارجية الإيرانية -في بيان- أن حزب الله “يتمتع بقاعدة اجتماعية وشعبية واسعة النطاق ويشارك حاله حال باقي الأحزاب في الانتخابات والنشاطات الرسمية والقانونية في لبنان. وأكدت أن “الإجراء الخاطئ الذي قامت به الحكومة البريطانية ليس قادرًا على تهميش دور ومكانة حزب الله”، مشيرةً إلى أنها “تعتبره قوة مشروعة وقانونية ذات دور مؤثر لا يشوبه الريب في الاستقرار السياسي في لبنان وتوفير الأمن لهذا البلد”، حسب زعم طهران.

ويعد إيران وحزب الله، الذي أسسه الحرس الثوري الإيراني عام 1982، لاعبان رئيسيان في الحرب السورية والقتال إلى جانب بشار الأسد، وفي كل الأحوال فإن أي تحالف روسي إسرائيلي ضد إيران وحزب الله في سوريا لا شك يضع موازين القوى في الحرب داخل سوريا في منعطفات أخرى.

ربما يعجبك أيضا