زعيم البوليساريو أمام القضاء.. العلاقات المغربية الإسبانية على المحك

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي يمثل أمام المحكمة العليا الإسبانية في أولى جلسات محاكمته بشأن الجرائم المنسوبة إليه بارتكاب أعمال تعذيب وإبادة جماعية، بعدما رفع العديد من الضحايا من بينهم مواطنون إسبان، دعاوى أمام القضاء الإسباني في ملفات تتعلق بانتهاكات لحقوق الإنسان وجرائم حرب.

1 1432166
إبراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو

لن يُنهيَ الأزمة

بنبرة تحمل الكثير من العتاب تساءلت الخارجية المغربية، عن مآلات الروابط والثقة التي تم الإخلال بهما، بيان شديد اللهجة تزامن مع بدء مثول جبهة البوليساريو أمام القضاء.

وكشفت الخارجيةُ المغربية أن مُثولَ زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي، أمام المحكمة الثلاثاء، يؤكد أن إسبانيا سمَحت له بدخول أراضيها عن علمٍ وبطريقةٍ احتيالية.

وأكدت الخارجيةُ أن مُثولَ غالي أمام القضاء لن يُنهيَ الأزمة مع مدريد، مشيرةً إلى أن أزمة دخوله كشفت المواقفَ العَدائيةَ لمدريد تجاه قضية الصحراء المغربية، وكيف أن إسبانيا متواطئة مع خصوم المملكة لتقويض وحدة أراضي المغرب من خلال استقبال زعيم جبهة البوليساريو.

الرباط تضع النقاط فوق الحروف إذن في علاقاتها مع إسبانيا، فالقضية بالنسبة للرباط لا تتعلق بمثول غالي أمام القضاء الإسباني ولا بالأحكام التي ستصدر بحقه، وإنما بـ«المبادئ» المتعلقة بالأخلاق والدبلوماسية الرزينة، وكيف أن الرباط تعاملت مع جارتها الإسبانية بـ«نوايا حسنة» وهذه نقطة الخلاف مع مدريد.

دوافع عدائية

ما جرى بين العاصمتين تجاوز استقبال شخصية انفصالية معادية للرباط، الحليف الاستراتيجي، فالتصريحات التي صدرت عن السلطات الإسبانية كشفت عن موقف معاد تجاه قضية الصحراء، أما التوقعات بالنسبة للمغرب فتتجاوز قصة إبراهيم غالي، فهي تبدأ بتقديم توضيح لا لبس فيه من قبل إسبانيا بخياراتها وقراراتها ومواقفها.

في المقابل، تذكر الرباط جارتها بمواقفها «المشرفة» تحديدا الأزمة الكتالونية، وكيف أن سياسة المغرب كانت واضحة على الدوام تجاه إسبانيا، ولم يختر الحياد، مشيرا إلى أنه «كان من أوائل الذين وقفوا بحزم ووضوح وقوة إلى جانب الوحدة الترابية والوطنية لجاره الشمالي».

وتساءل البيان «ماذا كان سيكون رد فعل إسبانيا لو تم استقبال شخصية انفصالية إسبانية في القصر الملكي المغربي؟ كيف سيكون رد فعل إسبانيا إذا تم استقبال هذه الشخصية علنًا ورسميًا من قبل حليفها الاستراتيجي، وشريكها التجاري المهم، وأقرب جار لها من الجنوب؟»، ما يشير إلى تلويح الرباط بإمكانية معاملة مدريد بالمثل، خصوصا وأن المغرب كان قد لوح بإمكانية تعليق التعاون مع إسبانيا.

سبتة ومليلية مقابل مغربية الصحراء

يبدو أن الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء، وتعامل إسبانيا معه بـ«برود» ويمكن وصفه حتى بالسلبي، وهي الدولة الجارة والشريك الاستراتيجي، ترك أثرا في علاقتها مع الرباط زاد من حدته استقبال زعيم البوليساريو بهوية مزورة بدعوى تلقي العلاج.

تبعها أزمة تدفق آلاف المهاجرين من المغرب إلى مدينة سبتة الخاضعة لسيطرة مدريد.، واتهام الأخيرة للرباط بـ«الابتزاز» . وفي 18 مايو/أيار الجاري، استدعت الرباط سفيرتها لدى مدريد كريمة بنيعيش، للتشاور، بعد أن استدعتها الخارجية الإسبانية احتجاجًا على تدفق نحو 8 آلاف مهاجر غير نظامي من المغرب إلى مدينة سبتة.

وتقع سبتة في أقصى شمال المغرب وهي تحت الإدارة الإسبانية، وتعتبر الرباط أنها «ثغر محتل» من طرف إسبانيا، التي أحاطتها بسياج من الأسلاك الشائكة بطول نحو 6 كلم‪.

وتنازع جبهة «البوليساريو» المغرب على سيادة إقليم الصحراء، ويقترح المغرب حكما ذاتيا موسعا تحت سيادته في الإقليم، فيما تدعو الجبهة إلى استفتاء لتقرير‪‎ المصير وهو طرح تدعمه الجزائر التي تستضيف لاجئين من الإقليم‪.

ربما يعجبك أيضا