سوريا 2018.. مناطق سيطرة ونفوذ أطراف الصراع

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد 

مع نهاية عام 2018م، تغيرت خارطة النفوذ والسيطرة السياسية والعسكرية على الأرض السورية، وحتى يومنا هذا تشهد بعض جبهات القتال معارك عسكرية ضارية وحجم قصف هائل وذلك شرق سوريا، حيث تشهد كرًا وفرًا وعدم ثبات للسيطرة، خصوصًا في مواقع التماس بين القوى المتحاربة، وقد حققت قوات الأسد والمليشيات الشيعية المتحالفة معها تقدمًا على الأرض وبالرغم منذ ذلك فما تزال 41% من الأراضي السورية خارج سيطرة النظام وإيران وروسيا.

وقد استغلت روسيا مؤتمر أستانة وما أسمته “اتفاق خفض التصعيد”، لتبريد جبهات واسعة مع الجيش السوري الحر، حيث وجهت غالب القوات العسكرية التابعة للنظام وللمليشيات الشيعية التابعة لإيران للسيطرة على مناطق البادية السورية ودير الزور والبوكمال، وبعدها الغوطة الشرقية والقلمون الشرقي وريف حمص الشمالي، أما الجنوب السوري فيخضغ اليوم لإشراف مباشر من القوات الروسية عبر الفيلق الخامس الذي شكلته من فصائل المصالحات، مع رفع علم النظام على مؤسسات الدولة.

وبالرغم من ذلك استطاعت الفصائل المقاتلة في الشمال السوري توجيه ضربات للمليشيات الإيرانية وقد اضطرت تلك المليشيات إلى الانسحاب من “كفرية والفوعة” بإدلب، كما تمكنت من قصف قاعدة حميميم الروسية وتدمير طائرات روسية حربية باستخدام طائرات دون طيار، وكذلك شنت عمليات نوعية حيث بدأت في استخدام سياسية حرب العصابات لاستهداف مفاصل النظام والمليشيات الشيعية والقوات الروسية، كان اخرها عمليات عسكرية ضد قوات الاسد في حوران ونفذت العمليات تحت اسم “المقاومة الشعبية” في حوران وكذلك شهدت مدينة حماة هجوما مماثلا.
وقد نجح الجيش السوري الحر في صد هجمات كبيرة استهدفت ريف حلب الجنوبي وشرقي إدلب.

وتتقاسم الجغرافيا السورية 5 قوى رئيسية يسيطر كل منها عسكريًا على أجزاء من البلاد ويمكننا أن نعرضها كالتالي:

1-  الجيش النظامي المدعوم بالحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس ومليشيا “حزب الله” اللبنانية ومليشيات النجباء والإمام وحزب الله العراقي والعصائب الشيعية العراقية ومليشيا “فاطميون” الأفغانية ومليشيا “زينبيون” الباكستانية ولواء القدس الفلسطيني و”جيش التحرير” و”الجبهة الشعبية القيادة العامة” برًا، أما جوًا فيتم دعمه عبر الطيران الحربي الروسي، كما قدمت إيران دعمًا جويًا للنظام عبر الطائرات بدون طيار، كذلك هناك قواعد عسكرية إيرانية وروسية في غالب مناطق سيطرة الأسد. 

2- الكتائب الثورية المسلحة

أ‌-  وأبرزها الجبهة الوطنية للتحرير والتي شكلت أخيرا في سوريا من تحالف جماعات عدة (كتائب الجيش السوري الحر في إدلب  – أحرار الشام – فيلق الشام – نور الدين الزنكي – جيش إدلب الحر – صقور الشام) ، وهي اليوم أكبر كيان عسكري ضد النظام وقوامها فاق 100 ألف مقاتل، في أرياف حماة وحلب وإدلب وأجزاء كبيرة من أرياف حلب الجنوبية وبعض أحياء حلب المدينة كحي الراشدين وريف حماة الشمالي وغالب مخافظة إدلب وأجزاء من الساحل السوري، وتتواجد في تلك المناطق 12 نقطة مراقبة تركية عسكرية.

ب‌-   أما الجيش الوطني السوري ويتألف من حوالي 40 ألف مقاتل (الكتلة الشامية – كتلة السلطان مراد –جيش الإسلام – قوات درع الفرات) فيتواجد في ريف حلب الشمالي وريف حلب الشرقي وعفرين، ومعه الآلاف من الجنود الأتراك وخصوصا القوات الخاصة التركية.

ج – قوات المغاوير التابعة للجيش السوري الحر، تسيطر على منطقة التنف مع انتشارعسكري أمريكي – بريطاني.

3- هيئة تحرير الشام (تحالف جبهة فتح الشام مع مجموعة فصائل)، كما يقاتل في سوريا “الحزب الإسلامي التركستاني”، وهي تسيطر على بعض مدن وبلدات محافظة إدلب السورية.

4- تنظيم الدولة المعروف إعلاميًا باسم “داعش”، خسر معظم مناطق سيطرته باستثناء مواقع له في البادية السورية وأرياف دير الزور والبوكمال ورغم خسارته لتلك المناطق الشاسعة إلا انه انتهج حروب العصابات، واستراتيجية حرب الاستنزاف لتحقيق أكبر قدر من الخسائر في صفوف قوات النظام وخصوصا نخبته العسكرية من ناحية، وفي محيط جيوبه بمنطقة “الهجين – الباغوز” في شرق الفرات ضد قوات قسد.

5- حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي pyd “جناحه المسلح “وحدات حماية الشعب الكردي” “ي ب ك” وهو بمثابة الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني pkk في تركيا” وتطلق عليه وسائل الإعلام اسم “قسد” وهو اختصار “قوات سوريا الديمقراطية”، وهو يسيطر مع تحالف من الفصائل العربية على غالب “شرق نهر الفرات” ومنبج والطبقة وتل رفعت، باستثناء جيوب صغيرة لداعش والأسد، وهو ما نسبته (27.5%) من مساحة سوريا، وتنتشر قواعد أمريكية وفرنسية وإيطالية في مناطق سيطرته، ولكن قبل نهاية 2018 تلقى التنظيم ضربة قاصمة بعد قرار الرئيس الأمريكي ترامب الانسحاب من سوريا والتخلي عن “وحدات الحماية”، وهو ما يعني أن الجيش السوري الحر.

وحتى الآن ما زال أكثر من 41% من الأراضي السورية خارج سيطرة قوات الأسد والمليشيات الشيعية، بل إن كثير من المناطق الخاضعة له مناطق صحراوية ليس لها أهمية استراتيجية، ومنطقة كالبادية السورية التي يدعي النظام السيطرة عليها تحتاج لمليون جندي لإنها عبارة عن مساحات من الأراضي الصحراوية الشاسعة.

كذلك أصبح الشمالي السوري خلال السنوات الأخيرة وجهة لعشرات الآلاف من المسلحين والمدنيين الذين تم إجلاؤهم من مناطق عدة كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة أبرزها الغوطة الشرقية ودرعا والقلمون وريف حمص، وهذا يعني أن المعركة في سوريا مستمرة.

ربما يعجبك أيضا