شاهد.. كلمات أحمد رامي الأخيرة لأم كلثوم

أماني ربيع

رؤية

القاهرة – تعتبر قصة حب الشاعر الرقيق أحمد رامي لكوكب الشرق أم كلثوم، من قصص الحب الشهيرة في أروقة الفن المصري، حيث عُرف عن شاعر الشباب، كما كان يلقب، غرامع المتقد بـ “ثومة”، التي لم تكن له سوى مشاعر الصداقة.

ويرى البعض أن أم كلثوم المتيمة بفنها وبمكانتها لدى الجمهور، أرادت أن تستغل هذا الحب لإيقاد شعلة الإلهام لدى رامي، وخشيت أن تبادله الحب فينتهي افتتانه، ويبهت عشقه ويكف قلمه عن التعبير عن مكنوناته بأعذب الكلمات.

تهافت الكثيرون على الكتابة لأم كلثوم، وغنت هي بالعامية والفصحى من نظم أكبر الشعراء العرب، لكن تظل الأغاني التي كتبها رامي خاصة جدا بإحساسها النبيل وكلماتها التي تعبر عن حيرة العاشق في أمر حبه، هل يكتمه أم يستمر دون أمل، هل يقبل تجاهل المحبوب مع ما في ذلك من إهانة لكرامته، أم يجعل الحب من أجل الحب هدفا.

وبعد رحيلها نظم أحمد رامي قصيدة رثاء في أم كلثوم، أنشدها أمام الرئيس الراحل محمد أنور السادات في إحدى المناسبات، وأبكى الحضور، وهي القصيدة المكتوبة في لوحة معلقة على جدار حجرة زوار ضريح أم كلثوم.

وتقول كلمات القصيدة:

ما جال في خاطري أني سأرثيها… بعد اليوم صغت من أشجى أغانيها

فقد كنت اسمعها تشدو فتطربني… واليوم اسمعنى أبكي وأبكيها

صحبتها من ضحى عمرى وعشت… لها أدف شهد المعاني ثم أهديها

سلافة من جنى فكري وعاطفتى… تديرها حول أرواح تناجيها

لحنا يدب إلى الأسماع يبهرها… بما حوى من جمال في تغنيها

ومنطقا ساحرا تسرى هواتفه… إلى قلوب محبيها فتسبيها

وبى من الشجو من تغريد ملهمتى… ما قد نسيت به الدنيا وما فيها

وما ظننت وأحلامى تسامرنى… أني سأسهر في ذكرى لياليها

يا درة الفن يا أبهى لآلئه… سبحان ربى بديع الكون باريها

مهما أراد بيان أن يصورها… لا يستطيع لها وصفا وتشبيها

فريدة من عطاياه يجود بها… على براياه ترويحا وترفيها

صوت بعيد المدى ريا مناهله…به من النبرات الغر صافيها

وآهة من صميم القلب ترسلها…إلى جراح ذوي شكوى فتشفيها

تشدو فتسمع نجوى روح قائلها… وتستبين جمال اللحن من فيها

يابنت مصر ويا رمز الوفاء لها… قدمت أغلى الذي يهدى لواديها

كنت الأنيس لها أيام بهجتها…وكنت أصدق باك في مآسيها

وحين أحدق بالأرض التي نشرت… عليك أفيائها شر يعنيها

أهبت بالشعب أن يسعى لنجدتها… بالمال والجهد أحياء لماضيها

وطفت بالعرب تبغين النصر لها… والمستعان على إقصاء عاديها

عاد الصفا لها وارتاح خاطرها… بعد القضاء على ما كان يضنيها

يامن اسأتم عليها بعد غيبتها…لا تجزعوا فلها ذكر سيبقيها

أضفى إلهى عليها ظل رحمته…وظل من منهل الرضوان يسقيها

تبلى العظام وتبقى الروح خالدة…حتى ترد إليها يوم يحييها

وُلدت أم كلثوم، واسمها الحقيقي هو “فاطمة السيد البلتاجي”، في قرية “طماي الزهايرة” بمحافظة الدقهلية في 31 ديسمبر عام 1898 ، وللمفارقة سُجلت في السجلات المدنية بعد هذا التاريخ بعدة أعوام حيث وثق ميلادها رسميًا في 4 مايو 1908.

وتوفيت يوم 3 فبراير عام 1975، ومن أشهر ألقابها “كوكب الشرق”، “سيدة العصمة”، “شمس الأصيل”، “الست”، “فنانة الشعب”، “ثومة”، “قيثارة الشرق”، و”سيدة الغناء العربي”.

ربما يعجبك أيضا