شكوك حول تنظيم مونديال قطر.. والعالم يتطلع لبطولة 2026

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

بعد إغلاق الستار على مونديال روسيا 2018 الذي أبهر العالم ومحبي كرة القدم، بدأت الشكوك تحوم حول مصير النسخة القادمة للمونديال والتي تستضيفها قطر.

ولا يبدي العالم وعشاق الساحرة المستديرة تفاؤلا حول مونديال 2022 المقرر إقامته في قطر والذي يشوبه كثير من تهم الفساد، ويبدو حتى الان مرتبكا أمام أنباء عن سحب التنظيم لمصلحة بريطانيا، وفقا لصحيفة “الحياة” اللندنية.

وأدت تلك الشكوك إلى عزوف الشغوفين بكرة القدم في العالم عن التفكير في مونديال 2022 وترقب مونديال 2026 الذي ستنظمه ثلاث دول، هي الولايات المتحدة الاميركية وكندا والمكسيك.

وقدمت روسيا وجبة دسمة خلال “مونديال 2018” بحسن التنظيم، وإبهاج الزوار، وتجهيز بيئة ملائمة للنجوم، من أجل تقديم مباريات ترقى إلى التطلعات، متجاوزة كل العقبات التي سبقت البطولة، سواء بالتهديدات الإرهابية أم مخاوف السياح مما تم تداوله عن صعوبة قضاء أوقات ممتعة في المدن الروسية.

 وتعود الذكريات دائما بالمشجعين إلى مونديال المكسيك 1986، وبطولة 1994، إذ حققا نجاحا باهرا من خلال التنظيم، تاركين أجمل الذكريات، وستكون المرة الثانية، التي تنظم فيها أكثر من دولة بطولة واحدة، بعد مونديال 2002 الذي أقيم في اليابان وكوريا الشمالية.

رشاوى الدوحة

ونتيجة لممارساتها الملتوية، شنت صحف عالمية هجوما لاذعا على الدوحة التي بدأت الترويج لمونديال 2022 بمقالات مدفوعة القيمة ودعتها إلى الالتفات إلى القضايا الحقيقية التي تواجه تنظيمها لكأس العالم.

وشن موقع “Awful Announcing” الرياضي الأمريكي هجوما شديدا على مقال رأي للمحلل الرياضي البريطاني مارتن روغرز، واصفاً إياه “بمقال مدفوع مقدما” للدعاية لصالح قطر في كأس العالم 2022.

وقال الموقع الأمريكي إن المحلل البريطاني بدا في مقاله المنشور على موقع “USA Today”، منحازا من عنوانه، متغاضيا عن سجلات الدوحة المشينة بشأن الاستعداد لتلك البطولة.

وأوضح الموقع أن كاتب المقال كان ينبغي عليه أن يبرز بناء الملاعب بواسطة أشخاص يعاملون كـ”العبيد”، وليس مجرد عاملين أجانب، حيث كان يتم تشغيلهم تحت ظروف تفتقد لأساسيات حقوق الإنسان، وقد أسفر ذلك عن وفاة أعداد منهم.

من ناحية أخرى، قال الموقع إن الكاتب أغفل أن سُمعة قطر ترتبط غالبا بتمويل التنظيمات الإرهابية. كما أكد الموقع أن قطر تبدو أنها دفعت لصنع هذا المقال الأمريكي الذي يروّج لاستضافة مونديال 2022.

فضيحة رياضية

وذكر تقرير لصحيفة “صن” البريطانية في مايو الماضي، أنه بعد مرور 8 سنوات على التصويت الذي أدى إلى اختيار قطر لتنظيم كأس العالم 2022، قد تذهب أحلام الدوحة أدراج الرياح بعد ظهور أدلة فساد جديدة لدى منظمة النزاهة الرياضية.

وقالت الصحيفة إن المنظمة ستكشف عن الفساد الذي ضرب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لأكثر من 30 عاما، وبلغ ذروته في “أكبر تصويت مخز على الإطلاق”.

وقالت المنظمة إن اختيار قطر عام 2010 كان “غير شرعي بالكامل”، وأشارت إلى امتلاكها أدلة على أن الدوحة دفعت ملايين الدولارات لأعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا، التي كانت وقتها مخولة باختيار الدولة المنظمة للمونديال.

وبحسب “صن” التي اعتبرت تنظيم قطر للمونديال “أكبر فضيحة في تاريخ الرياضة”، فإن فهم كيفية وقوع  الاختيار على هذا البلد من جانب اللجنة التنفيذية للفيفا لا يزال عسيرا.

ودعت الصحيفة رئيس الفيفا الحالي جياني إنفانتينو بفتح تحقيق جديد حول كيفية منح حق التنظيم لقطر، في عهد الرئيس السابق جوزيف بلاتر المعاقب بالإيقاف 6 أعوام على خلفية فضائح الاتحاد.

ملف العمال

وفيما اعتبرت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” أن قطر في ورطة حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” رفع عدد المنتخبات المشاركة في البطولة، فتحت وسائل إعلامية أخرى ملف العمال في منشآت الدوحة كاشفة أن عدد الضحايا وصل إلى 1200 عامل، واعتبرت أن الدوحة باتت بمثابة السجن الكبير لهؤلاء العمال.

وكتب موقع “بليس موندو”، الناطق باللغة الإسبانية، أن موت الآلاف من العمال خلال بناء الملاعب التي ستستقبل الحشود في كأس العالم 2022 المقرر إقامته في قطر، يحزنون بالفعل على هذا الحدث.

وأضاف: “لعدة سنوات حتى الآن، تحدثت وسائل الإعلام المختلفة عن الوفيات التي تفتك بعمال البناء المهاجرين، ممن يأتون من بلدانهم بحثاً عن تحسين فرص العمل”.

ربما يعجبك أيضا