عقود وبرامج سرية.. ما علاقة إيلون ماسك بالأمن القومي الأمريكي؟

«سبيس إكس» أصبحت أحد أكبر المتعاقدين في مجال الأمن القومي الأمريكي

آية سيد
إيلون ماسك

حجم وسرية العقود يوضحان الترابط المتنامي بين "سبيس إكس"، الشركة المهيمنة في صناعة الفضاء، ومؤسسة الأمن القومي الأمريكي.


كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية كيف أصبحت شركة “سبيس إكس” أحد أكبر المتعاقدين في مجال الأمن القومي الأمريكي.

وأشارت الصحيفة، اليوم الثلاثاء 20 فبراير 2024، إلى أن الشركة المملوكة للملياردير الأمريكي، إيلون ماسك، توطد علاقاتها مع الوكالات العسكرية والاستخباراتية الأمريكية، عن طريق الفوز بعقد سري كبير وتوسيع برنامج سري للأقمار الاصطناعية يُعرف بـ”ستار شيلد”.

عقود سرية

حسب مستندات الشركة التي اطلعت عليها وول ستريت جورنال، دخلت “سبيس إكس” في عقد سري بقيمة 1.8 مليار دولار مع الحكومة الأمريكية في 2021. وفي المستندات، قالت الشركة إنها تتوقع أن تصبح أموال العقد جزءًا مهمًا من مزيج عائداتها في السنوات المقبلة، لكنها لم تفصح عن اسم العميل الحكومي.

ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن حجم وسرية الاتفاقية يوضحان الترابط المتنامي بين “سبيس إكس”، الشركة المهيمنة في صناعة الفضاء، ومؤسسة الأمن القومي الأمريكي.

عقود وبرامج سرية.. ما علاقة إيلون ماسك بالأمن القومي الأمريكي؟

قمر اصطناعي تابع لـ”سبيس إكس”

وشمل عمل “سبيس إكس” لصالح عملاء الدفاع الأمريكيين إطلاق أقمار اصطناعية سرية وعسكرية. وفي الآونة الأخيرة، أجرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أعمالًا مع خدمة “ستارلينك“، وشملت اتفاقيات لدفع تكلفة خطوط الإنترنت الأوكرانية خلال الحرب الروسية الأوكرانية.

برنامج «ستار شيلد»

وفق وول ستريت جورنال، لا يُعرف الكثير عن وحدة “ستار شيلد” التابعة لـ”سبيس إكس”، التي صُممت للعملاء الحكوميين وتضم جنرالًا سابقًا في القوات الجوية ضمن قادتها. وفي أغسطس الماضي، رسى عقد من الجيش بقيمة 70 مليون دولار على “ستار شيلد” لتوفير خدمات الاتصالات للعشرات من شركاء البنتاجون.

وعلى صفحة ويب نُشرت في أواخر 2022، ذكرت “سبيس إكس” أن برنامج “ستار شيلد” يوفر أقمارًا اصطناعية قادرة على تدبير اتصالات مؤمنة، والتقاط بيانات عن الأرض أو حمل أجهزة استشعار أو أدوات مراقبة أخرى للحكومة أثناء وجودها في المدار.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن إعلانات الوظائف الشاغرة لـ”ستار شيلد” على الإنترنت تبحث عن أشخاص بتصريحات أمنية عالية السرية، وخبرة في العمل مع وزارة الدفاع ومجتمع الاستخبارات.

تعاون وثيق

تعمل “سبيس إكس” مع منظمات الأمن القومي منذ نشأتها. وبعد فترة قصيرة من تأسيس ماسك للشركة في 2002، ربحت عقد إطلاق مع عميل من الاستخبارات الأمريكية لم يُفصح عنه، وفق ما أوردت وول ستريت جورنال في ذلك الوقت. ولاحقًا، بدأت “سبيس إكس” تولي عمليات الإطلاق المنتظمة للوكالات العسكرية والاستخباراتية.

إيلون ماسك

إيلون ماسك

وفازت الشركة أيضًا بعملاء مهمين في مجال الأمن القومي لتكنولوجيا الأقمار الاصطناعية. وأفاد أشخاص مطلعون للصحيفة الأمريكية بأن أحد هؤلاء العملاء هو مكتب الاستطلاع الوطني.

ويستقطب مكتب الاستطلاع الوطني موظفيه من أفرع البنتاجون المختلفة ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، الذين يستخدمون بيانات الأقمار الاصطناعية لدعم وكالات الأمن الوطني والهيئات المدنية في الحكومة الفيدرالية. وحسب الصحيفة، لا يمكن تحديد أي تكنولوجيا أقمار اصطناعية حصل عليها المكتب من “سبيس إكس”.

ساحة للتنافس

تأتي أهمية “سبيس إكس” المتنامية للحكومة الأمريكية في الوقت الذي يصبح الفضاء ساحة تعكس المنافسات الجيوسياسية على الأرض.

ولفتت وول ستريت جورنال إلى أن الصين تعزز قدراتها الفضائية، في حين أشار مسؤولون أمريكيون إلى أن روسيا لديها طموحات لتطوير سلاح نووي في الفضاء يمكن استخدامه لاستهداف الأقمار الاصطناعية.

وتلعب الأقمار الاصطناعية دورًا كبيرًا في الأمن القومي الأمريكي، إذ تتعقب عمليات إطلاق الصواريخ، وتوفر اتصالات مؤمنة، ويراقب بعضها النشاط على الأرض باستخدام الكاميرات أو أجهزة الاستشعار.

ربما يعجبك أيضا