الهجرة البيئية.. شبح يحاصر دول العالم بسبب التغيرات المناخية

ياسمين سعد
الهجرة البيئية

أثرت التغيرات المناخية مباشرًة على حياة ملايين الأشخاص حول العالم، مما جعل مصطلح الهجرة البيئية أمرًا واقعًا، فما هي نسبة النزوح البيئي؟.


ظهر العديد من المصطلحات الجديدة بسبب أزمة التغيرات المناخية التي يعيشها العالم حاليًّا، وعلى رأسها مصطلح الهجرة البيئية.

ويعني المصطلح، الذي وضعته المنظمة الدولية للهجرة عام 2019، “تنقل الأشخاص، فرديًّا أو جماعيًّا، من مكان إلى آخر، بفعل التغيرات البيئية المفاجئة أو التدريجية التي أثرت في حياتهم سلبًا، اقتصاديًّا أو اجتماعيًّا، وقد يتحرك هؤلاء الأشخاص داخل بلادهم، أو إلى بلدان أخرى، دائمًا أو مؤقتًا”.

نسبة الهجرة البيئية

وفقًا لتقرير مركز مراقبة النزوح الداخلي بجنيف، صدر في 2022 الحالي، يوجد 23.7 مليون حالة هجرة داخلية، بسبب التغيرات المناخية، من إجمالي 38 مليون حالة هجرة داخلية عام 2021. وأشار المركز إلى نزوح ملايين آخرين إلى بلاد أخرى، خلال السنوات السابقة، فهاجر 17.2 مليون شخص من بلادهم في 148 دولة حول العالم، بسبب كوارث بيئية أثرت سلبًا في حياتهم، عام 2018 فقط.

وكشف موقع Migration data portal عن أن 94% من إجمالي نسبة النزوح في عام 2021 كانت بسبب الكوارث البيئية والتأثر بأخطار الطقس، وذلك عندما شهد شرق وجنوب آسيا والمحيط الهادئ موجات من الأمطار الشديدة، التي وصلت إلى حد الفيضانات، بجانب الأعاصير ومواسم الجفاف.

الهجرة البيئية

الهجرة البيئية

البلاد المتضررة منها

ذكر الموقع أسماء أكثر 5 بلدان تأثرت بالهجرة البيئية عام 2021، فحلت الصين في المركز الأول، بواقع هجرة 6 ملايين شخص، ثم الفلبين بواقع هجرة 5.7 مليون شخص، فالهند بواقع هجرة 4.9 مليون شخص، تليها الكونغو الديمقراطية التي هاجر منها 888 ألفًا، وأخيرًا فيتنام  بـ780 شخصًا.

الهجرة البيئية والتغيرات المناخية

وكانت أرقام النزوح في عام 2021 أقل بالمقارنة في عامي 2019 و2020، وذلك بسبب أن موسم الأعاصير والأمطار في الأمريكتين وآسيا وإفريقيا كان أقل حدة في هذا العام من الأعوام التي سبقته. ورغم أن الهجرة البيئية أصبحت أمرًا واقعًا، فإنه لم يعترف الميثاق العالمي للاجئين بمصطلح “لاجئو المناخ” بعدُ، وهو الميثاق الذي تبنته الأمم المتحدة في نهاية عام 2018.

ليس لجوءًا مناخيًّا

ذكر موقع Migration data portal تصريح رئيسة قسم الهجرة والبيئة والتغير المناخي في المنظمة الدولية للهجرة، دينا إيونسكو، في عام 2019، الذي قالت فيه “إن ما يحدث من حالات هجرة يعد هجرة مناخية، وليس لجوءًا مناخيًّا”. في إشارة إلى أنه يوجد فرق بين الحالتين، فقد لا تكون أسباب الهجرة المناخية كفيلة ومقنعة لإعطاء النازحين حق اللجوء المناخي إلى البلد المستضيف لهم.

وفي ظل هذه الأرقام المتزايدة لظاهرة الهجرة البيئية، توقع البنك الدولي أن تصل الهجرة الداخلية (التنقل بين أماكن مختلفة داخل البلد الواحد)، بسبب المناخ إلى 143 مليون شخص بحلول عام 2050، محذرًا الدول الصناعية من خطورة عدم اتخاذ إجراءات ضرورية للحد من أزمة التغيرات المناخية.

ربما يعجبك أيضا