عمر الرزاز.. إصلاحي مخضرم يقود الحكومة الأردنية الجديدة

كتب – حسام عيد

بعد تصاعد الاحتجاجات الشعبية في الأردن على مشروع قانون أقرته حكومة هاني الملقي يرفع ضريبة الدخل، ودخول النقابات المهنية في إضراب عام منذ يوم الأربعاء الموافق 30 مايو الماضي، أصدر الملك عبدالله الثاني مرسوما ملكيا بتكليف الدكتور عمر الرزاز برئاسة حكومة جديدة مهمتها مواجهة الأوضاع الاقتصادية المتردية في المملكة وامتصاص غضب الشارع.

ويحظى الرزاز بقبول في الأوساط السياسية والأكاديمية والإعلامية الأردنية، فقد نجح في إزالة التوتر المتراكم منذ سنوات بخصوص امتحانات التوجيهي، وابتكر أسلوب التواصل المباشر مع الطلبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي دون وسيط.

الولادة والنشأة

ولد في مدنية السلط، وهو نجل السياسي السابق الراحل منيف الرزاز الذي كان أميناً عاماً لحزب البعث العربي الاشتراكي، الذي كان سجنه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وفرض عليه الإقامة الجبرية حتى وفاته في بغداد 1984، وهو شقيق الروائي الراحل مؤنس الرزاز.

ولا ينتمي رئيس الوزراء الأردني الجديد إلى نفس المدرسة السياسية التي ينتمي لها والده.

المؤهلات والخبرات العلمية

– حاصل على دكتوراة من جامعة هارفارد في التخطيط بتخصص فرعي في الاقتصاد.

– حاصل على درجة ما بعد الدكتوراه من كلية الحقوق بجامعة هارفارد.

– حاصل على درجة الماجستير في التخطيط الحضري والاقليمي من جامعة MT.

– عمل أستاذا مساعدا في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، في برنامج التنمية الدولية وبرنامج التخطيط الإقليمي.

الخبرات العملية

– رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي الأردني.

– رئيس لجنة تقييم التخاصية.

– رئيس مجلس الأمناء في صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية.

– رئيس منتدى الاستراتيجيات الأردني.

– قاد الفريق الوطني المسؤول عن إعداد إستراتيجية التوظيف الوطنية 2011-2012.

– المدير العام لمؤسسة الضمان الاجتماعي في الأردن (2006-2010).

– مدير مكتب البنك الدولي في لبنان 2002-2006. وتشمل خبرته في البنك الدولي مجالات تنمية القطاع الخاص وتمويل البنية التحتية.

وشملت مهماته في البنك الدولي القضايا المتعلقة بروسيا وأوزبكستان وتركمنستان واستونيا وروسيا البيضاء ومقدونيا وجنوب أفريقيا وكوت ديفوار وإفريقيا الوسطى والمملكة العربية السعودية واليمن وإيران ولبنان والأردن.

– عضو في العديد من مجالس إدارة المنظمات الخاصة والمنظمات غير الربحية، منها؛ المركز الوطني لحقوق الانسان، والمجلس الاقتصادي الاجتماعي.

– لديه عدد من المنشورات في المجلات المحكّمة.

– يشغل منصب وزير التربية والتعليم في الأردن منذ 14 يناير 2017.

– كلف بتشكيل حكومة جديدة في 4 يونيو 2018 .

ليبرالي إصلاحي

الدكتور الرزاز اقتصادي مخضرم، قادر على التعامل مع الملفات الاقتصادية الصعبة والحالة المالية المعقدة التي تمر بها بها البلاد وقادر أيضا على التفاوض مع المؤسسات المالية الدولية وفي مقدمتها صندوق النقد الدولي.

معروف أيضا بأفكاره وآرائه الليرالية الإصلاحية، حيث عمل على تسريع وتيرة التطوير في مجال التربية والتعليم، مستغلا خبرته الطويلة من العمل في البنك الدولي وتقارير التنمية البشرية التي تساعد في تأهيل الأردن وسط مجتمع المانحين الدولي.

إصلاح التعليم

أيّ عملية إصلاح لا يمكن أن تتم إذا لم تبدأ بإصلاح التعليم وتطويره ليواكب حاجات العصر ومستلزماته، لذلك كان يعتبر عمر الرزاز الشخص الأمثل لمنصب وزير التربية والتعليم.

والأردن ظل يعاني من النظرة التقليدية المتحكّمة بالتربية، والتي لم تتجاوز الرغبة في تعليم الطلاب الكتابة والحساب وبعض العلوم الطبيعية، مع تركيز واضح على التربية الدينية والوطنية ضمن بيئة ورؤية محافظة، فلم تنتج هذه العملية إلا جيوشا جرارة من العاطلين من العمل.

عمر منيف الرزاز نجح في المهمات التي أوكلت له في الإدارة الحكومية، ومع أن بعضهم يأخذ عليه أنه اقتصادي، لكن لا أحد ينكر أنه صاحب منهجية علمية، وهو خبير الاستراتيجية الوطنية للتشغيل، وصاحب رؤية اقتصادية وسياسية تجنح للتنمية والتوزيع العادل للثروة.

وأحدث ثورة تغيير في وزارة التربية من خلال تغوأعلن الحرب على الانفعالات النفسية وشد الأعصاب وأصدر قرارات جعلت مجتمعاً بأكمله يرتاح ويهدأ باله بعد سلسلة قرارات متخبطة في التربية، رغم الهجوم الذي واجهه من قبل الذي تُشكل جماعة الإخوان المسلمين ثقله الأساسي، ويسانده عن بُعد التيار المحافظ في الدولة مع لفيف من المتضررين من عمليات التغيير.

آرائه ومواقفه

من أهم آرائه حينما كان يتولى حقبة التعليم:

– “التحول في منظومة التعليم ضروري ومطلوب اليوم قبل الغد، لان العالم في سباق محموم نحو نوعية التعليم والتركيز على الطالب ونتاجات التعليم، بعيدا عن ترف الوقت الذي لا نملكه”.

– “إحداث نهضة تعليمية حقيقية اونقلة نوعية في التربية والتعليم على المدى المتوسط والطويل، تتم بالدرجة الأولى من خلال المعلم”.

– “استخدام التكنولوجيا داخل الغرفة الصفية دون المعلم، إنما تشتت الطالب أكثر ما توجهه، ما يعزز دور المعلم في كمفتاح لنهضة التربية والتعليم في الاردن”.

– “التعليم هو القضية المصيرية لأمتنا العربية والإسلامية”.

– “الحوار وتقبل الرأي والرأي الآخر والتوصل إلى توافقات تمثل القاسم المشترك الأعلى الذي ينقلنا إلى الأمام في العملية التعليمية بدلا من الاختلاف”.
 

ربما يعجبك أيضا