ماذا كشفت خطوة إيلون ماسك لشراء تويتر؟

علاء بريك
إيلون ماسك

يسعى الملياردير الأمريكي إيلون ماسك إلى الاستحواذ على شركة تويتر وتحويلها إلى شركة خاصة بهدف إحداث تغييرات جذرية فيها، فهل يتم له ذلك؟


في 14 إبريل 2022، أفادت شركة تويتر عن عرضٍ قدمه الملياردير الأمريكي، إيلون ماسك، لشراء كامل أسهم تويتر بسعر 54.20 دولار للسهم.

تأتي هذه الخطوة بعد رفض ماسك الانضمام لمجلس إدارة الشركة وانتقاداته لتقييد حرية التعبير على المنصة، وفي الوقت نفسه تتجاوز قيمة الصفقة المزمعة مبلغ 41 مليار دولار، فما القصة؟، وماذا كشفت خطوة إيلون ماسك لشراء تويتر؟

فصل جديد في قصة طويلة

يحظى ماسك في تويتر بمتابعة أكثر من 81 مليون شخص، وعلى عكس الحسابات الأكثر متابعة على تويتر فإنَّ ماسك نشيط على المنصة وينشر باستمرار وأعرب عن هذا في تغريدةٍ له على الموقع. علاقة الملياردير الأمريكي بتويتر بدأت قبل 13 عامًا اتسمت، حسب “السي إن إن”، بكونها إشكالية، سواء على مستوى علاقته بالمنصة أو الأحداث التي يُعلِّق عليها عبرها.

واليوم يُكتَب فصلٌ جديد في العلاقة، فبعد استحواذه على نحو 9% من أسهم تويتر رفضَ ماسك الانضمام لمجلس إدارة الشركة، بسبب اشتراط تقييد نسبة ملكيته عند أقل من 15%. وقدَّم ماسك عرضًا لشراء كامل أسهم الشركة وتحويلها إلى شركة خاصة، مبيَّنًا أنَّ التغييرات التي ينشدها غير قابلة للتنفيذ في ظل الوضع الحالي للشركة، ولو رُفِضَ العرض سيعيد النظر في موقفه من الاستثمار في الشركة.

حرية التعبير

قال ماسك في تغريدة على تويتر نقلها موقع “ماركِت سكَيل”، “استثمرت في تويتر لأنني أؤمن بإمكانية أن تكون منصة لحرية التعبير في جميع أنحاء العالم، وأعتقد أن حرية التعبير ضرورة مجتمعية لديمقراطية فعالة”، موضحًا أنَّ الشركة في وضعها الحالي لن تخدم تلك الضرورة. وفي 25 مارس 2022، نشر ماسك استطلاعًا سأل فيه متابعيه عن التزام تويتر بمبدأ حرية التعبير وصوَّت نحو 70%بـ”لا”.

بحسب تقرير بلومبِرج، يعتقد ماسك أنَّ تويتر بحاجة إلى تغييرات جذرية، وذكر في مقابلة على شبكة “Ted”، أنَّه سيعمل على تغيير البرنامج الذي يستخدمه تويتر لتحديد أي التغريدات التي تظهر أمام المستخدمين وتحويله إلى برمجية مفتوحة المصدر ليكون عمل تويتر أكثر شفافية، والعمل على زيادة حرية التعبير عبر المنصة لأي خطابٍ مشروع وتجنب الحظر الدائم للحسابات.

عقبات أمام ماسك

بحسب أحد موظفي تويتر الذي تحدث لمجلة “تايم”، فإنَّ مطالبات ماسك بمزيد من حرية التعبير تكشف عن سذاجته، فقد وُجِدت في السابق منصات تحمل رؤية ماسك ذاتها، لكن إما لم تجذب الأشخاص إليها أو أدركت في نهاية المطاف الحاجة إلى مستوى من الرقابة على المحتوى المنشور. علاوة على هذا، فإنَّه من غير الواضح نوع التعديلات التي يريدها ماسك، بخلاف إضافة زر تعديل التغريدة.

أما تقرير بلومبرج، فيرى أنَّ خطوة ماسك الأخيرة ليست إلا لجذب انتباه متابعيه ومعجبيه من اليمين السياسي. من جانبٍ آخر، فإتاحة الخوارزميات والبرمجيات سيسهِّل على مرسلي البريد العشوائي عملية إغراق حسابات المستخدمين بالعديد من هذه الرسائل، بما يخالف رغبة ماسك وطرحه الذي يتطلَّب ما يريد إزالته، أي الرقابة على المحتوى.

الوليد بن طلال يرفض

على الجانب الآخر، ردَّ الملياردير السعودي الوليد بن طلال، وهو مستثمر في تويتر عبر شركة المملكة القابضة، على عرض ماسك بالرفض، قائلًا إن 54.2 دولار للسهم لا تمثّل القيمة الحقيقية لسهم الشركة في ظل الإمكانيات المستقبلية لها.

من جهة أخرى، وبعيدًا عن حرية التعبير والاستثمارات، يجب على ماسك تأمين 43 مليار دولار لإتمام الصفقة لو وافق مجلس إدارة تويتر على العرض، وفي تصريحٍ لماسك في مؤتمر “Ted 2022” قال إنَّه يخشى من عدم إمكانيته تأمين هذا المبلغ، حسبما نقلت قناة البي بي سي، وفي المؤتمر نفسه قال إنَّ لديه خطة بديلة لو رُفِض عرضه، لكنَّ بلومبِرج تسألت عن امتلاك ماسك خطة أساسية أصلًا.

ربما يعجبك أيضا