عنوانها «النووي الإيراني وسوريا».. نفتالي بينيت في موسكو للمرة الأولى

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

قمة بين بوتين وبينيت تحاول تل أبيب من خلالها إيصال رسائلها إلى موسكو والخاصة بالبرنامج النووي الإيراني ودور الأخيرة في المنطقة، فيما يسعى الكرملين وفق خبراء إلى تبيان ما إن حدث تبدل بين العاصمتين بعد تغيير الحكومة في تل أبيب.

شهدت الساحة الدولية الكثير من الأحداث والتطورات منذ آخر محادثات رفيعة المستوى بين موسكو وتل أبيب، بعد أن طالت التغييرات القيادة في تل أبيب وإيران، كما كانت الأشهر الأخيرة زاخرة بالمستجدات على صعيد الملفين، السوري، والنووي الإيراني صاحبي الحضور الأكبر على طاولة المفاوضات في سوتشي.

ضوء أخضر روسي

PUTIN BENNETT 960x570 1

الرئيس الروسي فلاديمير بوتن خلال محادثات مع رئيس الحكومة الإسرائيلي نفتالي بينيت في سوتشي والتي وصفت بـ«الدافئة والهادئة»، أكد على وجود نقاط التقاء بين موسكو وتل أبيب في الشأن السوري لا سيما في محاربة الإرهاب. ليس هذا فحسب، بل أفادت مصادر «العربية الحدث» بأن بوتين أبلغ بينيت نيته تشكيل فريق مشترك لمواجهة خطر الطائرات المسيرة.

بدوره شدد بينيت على أهمية العلاقات مع روسيا، وقال إن مناقشاته مع بوتين ستركز على سوريا وجهود وقف تطور برنامج إيران النووي، لافتا إلى أن الغارات الإسرائيلية ستتواصل على مواقع إيران وميليشياتها في سوريا، كما أن بوتين طلب أن تتفادى الضربات البنى التحتية ورموز النظام، في إشارة واضحة لـ«ضوء أخضر» روسي بمواصلة الغارات الإسرائيلية على سوريا.

في هذا السياق، جرى الحديث عن اجتماع ثلاثي ( أمريكي – روسي – إسرائيلي) لرؤساء مجلس الأمن من أجل مناقشة الوضع في سوريا وإيران سيجري تحديد موعد ومكان انعقاده خلال الساعات القليلة القادمة، لا سيما في ضوء نظر تل أبيب للوجود الإيراني في سوريا باعتباره تهديدا أمنيا خاصة في المناطق الجنوبية.

علاقات متينة

لا يخفى على أحد أن العلاقات الروسية الإسرائيلية لا تقل متانة عن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية. ومن يرجع للتاريخ قليلا سيرى أن الاتحاد السوفييتي السابق الذي ورثته روسيا كان الدولة الرائدة في العالم التي تعترف بإسرائيل بعد قيامها في فلسطين عام 48. ويبدو أن معالم حميمية العلاقة الروسية الإسرائيلية بدأت تتجلى بشكل واضح بعد عاصفة الحرب العاتية التي مرت بها سوريا، ولا تزال.

العلاقات الروسية الإسرائيلية شهدت تحسنا بشكل جوهري مع انتخاب فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا عام 2000، إذ يعد بوتين الأكثر تأييدا لإسرائيل فلقد دعم ما عدّه حق إسرائيل في حماية مواطنيها خلال هجومها على قطاع غزة عام 2014، بينما اتخذت تل أبيب موقفا محايدا من ضم روسيا لشبه جزيرة القرم ما أغضب حلفاء الولايات المتحدة.

ومنذ التدخل الروسي في سوريا عام 2015، وحتى مغادرته منصب رئيس الحكومة التقى الرئيس الروسي بوتين رئيس وزراء إسرائيل السابق بنيامين نتنياهو أكثر من 10 مرات بدأت قبل التدخل العسكري الروسي في سوريا ثم تكررت بشكل دوري وكانت تبحث في الغالب الملف السوري وتنامي الدور الإيراني في سوريا . وكانت آخر زيارة قام بها نتنياهو لموسكو مطلع العام 2020 بحثت الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط والملفات المعتادة حول سوريا وإيران.

روسيا.. حليفة من؟

منذ اندلاع الثورة السورية في العام 2011 لم تغب التناقضات التي أحاطت بالملف السوري سياسيا وعسكريا أبدا، حتى أنها حضرت بين اللاعبين الأساسيين فيه، ولعل عنوان التناقضات يدور في الفلك الروسي أكثر من غيره.

فموسكو التي تولت الدفاع عن النظام وحاربت في خندق واحد مع إيران، حتى أن البعض يصنفها بما يعرف بـ«محور المقاومة» هي ذاتها تنسق مع تل أبيب حول الضربات الإسرائيلية على مواقع إيران وميليشياتها في سوريا بحسب ما أعلنت مصادر روسية وإسرائيلية في مناسبات عدة، ما دفع البعض إلى التساؤل: موسكو حليفة من: طهران أم تل أبيب؟ أم الاثنان معا ؟

زيارة بينيت للمرةِ الأولى منذ تسلّمِهِ لمنصبِه إلى موسكو سبقها زيارة رئيس هيئة الأركان العامة الإيرانية، محمد باقري التقى خلالها مع قيادات وزارة الدفاع الروسية في مؤشر يعكس عزم موسكو العمل جنبا إلى جنب مع طهران في سوريا وهو ما يقلق تل أبيب التي تقوم باستهداف مصالح ميليشيا إيران في سوريا

ربما يعجبك أيضا