فيروس كورونا يدمر هرمونات السعادة ويسبب الاكتئاب والشيخوخة

دراسة: يمكن أن يؤدي تلف خلايا الدوبامين العصبية إلى التعب والاكتئاب والقلق وتقلب المزاج

بسام عباس

أفادت دراسة جديدة أن فيروس “سارس كوف 2″، المسبب لفيروس كورونا، يمكن أن يصيب خلايا عصبية في الدماغ تجعل المرضى أكثر عصبية ويشعرون بالحزن والاكتئاب بعد التعافي.

ووجد العلماء أن الفيروس يمكن أن يصيب خلايا الدماغ المسؤولة عن المزاج والتوتر والحركة، ما قد يمنعها من العمل بشكل صحيح.

هرمون السعادة

ذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، الخميس 18 يناير 2024، أن التجارب المعملية باستخدام الخلايا البشرية أظهرت أن فيروس كورونا يدمر إنتاج الدوبامين، ما يؤدي إلى تدهور الخلايا فلا تستطيع النمو والانقسام، مشيرة إلى أن الدوبامين، الملقب بهرمون السعادة، مسؤول أيضا عن النوم والتركيز وتعلم الحركة والذاكرة.

وأضافت أن فريقًا من الباحثين من كلية طب وايل كورنيل وجامعة كولومبيا ومركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان، أجرى تجارب على الخلايا الجذعية البشرية لتوليد أنواع متعددة من الخلايا الموجودة في جسم الإنسان لمعرفة كيفية تأثير فيروس كورونا على كل منها.

يؤثر في خلايا الدوبامين

أوضحت الصحيفة أن الدراسة وجدت أن خلايا الدوبامين العصبية هي فقط التي أصيبت بفيروس “سارس كوف 2″، ما تسبب في توقفها عن العمل وإرسال إشارات كيميائية تسبب الالتهاب، وكانت نتائج الدراسة غير متوقعة فقد كان هذا التأثير على خلايا الدوبامين العصبية فقط.

وقالت الدراسة، التي نشرتها مجلة Cell Stem Cell، إن معدل إصابة خلايا الدوبامين العصبية ليس مرتفعًا مثل خلايا الرئة، الهدف الرئيس للفيروس، ولكن إصابة عدد صغير من الخلايا المصابة يمكن أن يكون لها تأثير شديد، لافتةً إلى أن النتائج تسلط الضوء على الأعراض العصبية التي يواجهها المصابون بالكورونا.

Damage to dopamine neurons can cause fatigue, lack of concentration, moodiness and anxiety, depression , loss of interest and pleasure in experiences and trouble sleeping.

تلف خلايا الدوبامين العصبية يسبب التعب، وعدم التركيز، وتقلب المزاج والقلق، والاكتئاب

أعراض باركنسون

وجدت الدراسة أن نحو 5% من خلايا الدوبامين العصبية يمكن أن تصاب بفيروس “سارس كوف 2″، ما يؤدي إلى الشيخوخة والالتهاب، وأن شيخوخة خلايا الدوبامين العصبية هي سمة مميزة لمرض باركنسون، مشيرة إلى ضرورة مراقبة المصابين بالفيروس ومدى ظهور أعراض مرض باركنسون عليهم.

وكشفت الدراسة عن أن ثلاثة أدوية، الريلوزول، المستخدم لعلاج التصلب الجانبي الضموري، والميتفورمين، المتستخدم لعلاج مرض السكري، والإيماتينيب، المستخدم لعلاج سرطان الدم وأنواع أخرى من السرطان، يمكن أن تحمي من إصابة فيروس كورونا لخلايا الدوبامين العصبية.

ونوهت الدراسة إلى أنه في حين أن معظم الناس قد يتعرضون للفيروس، إلا أنهم ليسوا جميعا عرضة لتلف خلايا الدوبامين العصبية، فهناك عدد من العوامل المرتبطة بالمخاطر العصبية، بما في ذلك الوراثة وشدة المرض، ولذلك يشدد فريق البحث على ضرورة إجراء دراسات سكانية أكبر لاستكشاف هذه المشكلة.

ربما يعجبك أيضا