فيضان «محتمل» لنهر النيل.. وحالة استنفار عام بمصر

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

تواصل وزارة الموارد المائية والري المصرية، حالة الطوارئ القصوى لمتابعة موقف فيضان النيل العام المائي الحالي وتأثيره على إجمالي الموارد المائية في مصر، وما يتطلب من تنفيذ آليات إدارة وتوزيع المياه بما يحافظ على المنسوب الآمن لنهر النيل وفرعيه، والاستعداد لموسم السيول.

ووضعت الوزارة عددًا من الإجراءات للتعامل مع موسم السيول والاستعداد له وكذلك الإجراءات المطلوبة للتعامل مع الموارد المائية والاستفادة منها بالشكل الأمثل، وإدارة فترة أقل احتياجات مع التنسيق مع المحافظات لعمل سيناريوهات أزمة للتعامل مع السيول.

في هذا الصدد، عقدت اللجنة الدائمة لتنظيم إيراد نهر النيل، الثلاثاء، اجتماعها الدوري برئاسة الدكتور محمد عبدالعاطي وزير الموارد المائية والري، وبحضور القيادات التنفيذية بالوزارة والمركز القومي لبحوث المياه، لمتابعة موقف إيراد نهر النيل، وآليات إدارة وتوزيع المياه.

واستعرض الدكتور عبد العاطي إجراءات التعامل مع فترة أقصى الاحتياجات الحالية والتي تتزامن مع بداية العام المائي، مشيراً إلى أن الوزارة تبذل مجهودات متواصلة في إطار رؤية شاملة تستهدف توفير الإحتياجات المائية اللازمة لكافة القطاعات المستخدمة للمياه كمًا ونوعًا، بما ينعكس إيجابيًا على تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتوفير الخدمات للمنتفعين بأعلى درجة من العدالة والفاعلية، موضحًا أن الوزارة نجحت خلال فترة أقصى الاحتياجات الحالية في إدارة المنظومة المائية بأعلى درجة من الكفاءة.

نهر النيل

زيادة معدلات سقوط الأمطار بمنابع النيل

من جانب آخر، تقوم أجهزة الوزارة بالمتابعة اللحظية لمعدلات سقوط الأمطار بمنابع النيل، والحالة الهيدرولوجية للنهر، وتحديد كميات المياه الواصلة لبحيرة السد العالي، وبحث السيناريوهات المختلفة للفيضان، وتنعقد اللجنة بشكل دوري لمتابعة الموقف المائي والتعامل بديناميكية في إدارة المنظومة المائية.

وكشف الوزير المصري زيادة معدلات سقوط الأمطار بمنابع النيل، متوقعًا زيادة منسوب بحيرة السد العالي أول أغسطس بداية السنة المائية.

وشدد الدكتور عبد العاطي خلال الاجتماع على ضرورة استمرار رفع حالة الاستنفار في كافة أجهزة الوزارة لمتابعة مناسيب المياه بالترع والمصارف والتأكد من جاهزية قطاعات الجسور وكافة المحطات وخطوط التغذية الكهربائية المغذية لها ووحدات الطوارئ، لضمان حسن ادارة المنظومة المائية.

أعلى من المتوسط

من جانبه، قال الدكتور رجب عبدالعظيم وكيل وزارة الري، إن فيضان نهر النيل يعتبر ظاهرة طبيعية تحدث سنويًا وبالتحديد في شهري أغسطس وسبتمبر، فهم يمثلوا 50 % من إيراد نهر النيل طوال العام، مشيرًا إلى أن حجم الفيضان يتم تحديده ويكون هناك استعدادات كبيرة جدًا لمواجهة الفيضان في هذين الشهرين.

وأضاف “عبدالعظيم” في مداخلة هاتفية لبرنامج “يحدث في مصر” على فضائية “إم بي سي مصر”، أمس الأربعاء، أن حجم الفيضان يختلف أما أن يكون متوسط أو فوق المتوسط أو عالي أو منخفض في بعض الأحيان، موضحًا أن مؤشرات الفيضان بنهر النيل هذا العام أعلى من المتوسط، بينما كانت التوقعات أن يكون حول المتوسط في البداية.

وتابع، أن هناك متابعة للفيضان بشكل دائم ومستمر للتعامل مع أي كمية مياه ترد من هذا الفيضان، موضحًا أن المؤشرات تشير إلى الحاجة للاستعدادات للتعامل مع مياه الفيضان.

وأردف، وكيل وزارة الري، أن الوزارة لديها مركز التنبؤ بالأمطار والفيضانات ومن خلال صور الأقمار الصناعية والنماذج الرياضية وتحليلها يمكن حساب كمية المياه التي ستسقط على الهضبة الإثيوبية وباقي منابع النيل وبالتالي يتم تتبع نقطة المياه منذ خروجها من منابعها وحتى وصولها لبحيرة السد العالي.

وأكد: “يوجد ارتفاع متزايد للمياه، ولدينا مهندسون متخصصون لتحليل صور الأقمار الصناعية الخاصة بالفيضان لمعرفة المنسوب حتى نتمكن من التعامل معه”.

سد النهضة

توقعات بهدم الفيضان للجزء العلوي من سد النهضة

من جانب آخر، قال الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن وزير الري الإثيوبي يدعي أن سد النهضة سيحمي السودان من الفيضان وهو على خلاف الحقيقة.

ورد شراقي على الوزير الإثيوبي في تدوينه له على موقع التواصل الاجتتماعي “فيسبوك”، الإثنين: “يقول: تتساقط الأمطار على المرتفعات الإثيوبية وتصل إلى أكثر من 6000 متر مكعب/ثانية عند سد النهضة مما قد يؤدي الى فيضانات”، مضيفًا: سد النهضة لم يستطع حجز سوى 3 مليارات متر مكعب في الفترة من 4 الى 18 يوليو 2021، و حوالي 5 مليارات متر مكعب العام الماضي، وهنا انتهى دور سد النهضة في موضوع حماية السودان من فيضان النيل الأزرق وتتدفق جميع مياهه الآن وكأن السد غير موجود وبالتالي ليس له أي تأثير الأسابيع القادمة التي يزيد فيها إيراد النيل الأزرق ليتراوح بين 600 الى 1000 مليون متر مكعب يوميا، وهذا التدفق يحدث فيضانات سنوية تعود عليها اخواننا في السودان إلا إذا كانت شديدة، ويعتمد على هذه الفيضانات ملايين السودانيين الذين يعتمدون على الري الفيضي لأكثر من مليون فدان”.

وتابع أستاذ الموارد المائية: “السودان يعاني حاليا من شدة الأمطار والسيول على الأراضي السودانية ومن المتوقع الأسابيع القادمة فيضان الأنهار خاصة التي تأتي من إثيوبيا وكذلك النيل الأبيض”.

ولفت شراقي إلى أن سد النهضة سوف يصبح أكبر مهدد لحياة السودانيين بطول النيل الأزرق خاصة كلما زادت كمية التخزين ويصبح سلاح دمار شامل (قنبلة مائية) بتكملة سعته القصوى 74 مليار متر مكعب، ورأينا مخاطر الفيضانات  التى تعرضت لها الدول الأوروبية والصين والهند الأيام الماضية بانهيار بعض السدود الصغيرة.

وتابع: “ذكر أيضا أن كمية المياه التي تصل إلى سد النهضة 6000 م3/ثانية، وهذا يعني أقل من نصف مليار متر مكعب يوميا، وهذا لم يحدث حتى الآن ومتوقع حدوثه الأسبوع القادم (كما هو واضح في خرائط الأمطار)، ربما يمهد السيد الوزير إلى وجود مبرر لحدوث انجراف متوقع لبعض طبقات الخرسانة التي تم وضعها على الممر الأوسط ليلة الفيضان وقبل أن تتصلب كما تظهر في الصورة المرفقة من فيديو الاحتفال 18 يوليو ليلا، وربما يريد أن يبرر أن التخزين الثاني كان سريعا في أسبوعين بسبب شدة الأمطار”. 

وتوقع شراقي زيادة مؤقتة في مخزون البحيرة من 1 – 2 مليار متر مكعب خلال أغسطس نظرا لشدة الفيضان وعدم إمكانية خروج المياه بأكملها من الممر الأوسط ولكن سرعان ما تتراجع البحيرة خلال شهر سبتمبر إلى 8 مليارات متر مكعب كما هي الآن.

ربما يعجبك أيضا