في انتظار المطر.. “جنة ويلز” البريطانية يسكنها الأشباح

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

تتعرض المملكة المتحدة لموجة تعتبر الأكثر حرارةً منذ عام 1976، حيث تعرضت السهول الخضراء و المروج الجذابة و الينابيع الثرية بالمياه، لدرجات حرارة عالية حولتها إلى صحراء وبحيرات وينابيع جافة.

ونشرت صحيفة “الجارديان” البريطانية، صورا لمقاطعة “ويلز” الغنية بالمناظر الخضراء الخلابة وقد تحولت لصحراء جافة.

وتقول الصحيفة، أن معدل الأمطار منذ أول الصيف هذا العام، ابتداءً من يونيو وصولاً إلى يوليو، وصل بمتوسط 47 ملليمتر فقط، وإذا استمر بهذا المعدل إلى آخر الصيف سيكون أحر و أكثر صيف جفافاً منذ عقود، و بذلك يسجل رقما قياسيا لدرجات الحرارة المرتفعة بالمملكة منذ عشرات السنين.

في المنطقة الوسطى الغربية من “ويلز”، يواصل المزارعون محاربة الجفاف، حيث انخفضت مياه سد المدينة إلى 23 ٪ ، وهناك مخاوف حقيقية من أن المدينة سوف تجف.

في العام الماضي سجلت “ويلز” رابع أدنى معدل لهطول الأمطار وقد تبعتها ظروف أكثر جفافا، وقام السكان ببيع مخزونهم من المحاصيل، وذلك لشراء علف الماشية لأن المراعي قد جفت.

وﻳﺴﺘﻮرد اﻟﻤﺰارﻋﻮن في “وﻳﻠﺰ” ﺟﻤﻴﻊ احتياجاتهم من اﻟﻐﺬاء ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ﻟﻤﺎﺷﻴﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﻠﺪان ﺑﻌﻴﺪة ﻣﺜﻞ ﺟﻨﻮب أﺳﺘﺮاﻟﻴﺎ ﻣﻊ ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر ﻣﻊ اﻟﻄﻠﺐ، وأثارت التكلفة المستمرة لشراء العلف كثيرًا من التساؤلات حول مستقبلهم حال استمر جفاف المدينة، بحسب الصحيفة.

ومؤخرًا، وافقت حكومة “ويلز” على صفقة طوارئ للإغاثة من الجفاف تبلغ 600 مليون دولار، على الأقل 250 مليون دولار منها ستغطي قروض منخفضة الفائدة لمساعدة الشركات الزراعية.

وفي تصريحات للصحيفة، تقول جيس تايلور وزوجها روبرت، وهما مزارعان، يديران مزرعة مختلطة للأغنام والماشية، ولديهم أربعة أطفال، اثنان منهم لم يلتحقوا بالمدرسة بعد، إنهم يتعاملون مع الضغط الذي يكابد ما يقرب من عامين دون هطول أمطار كبيرة، إن تكلفة نقل المواد الغذائية إلى أغنامهم ومواشيهم تصل إلى 20 ألف دولار في الشهر.

وتضيف جيس: “لقد فقدنا عددا كبيرا من الأغنام بسبب جفاف المراعي ونقص الطعام، ولدينا ما يقرب من 30 حملًا يتيمًا نقوم بتغذيتهم يدويا، كما فقدنا عددا منهم في موجة البرد التي مرت للتو على الرغم من الجهد الذي بذلناه للحفاظ عليهم”.

وقدمت بعض الجمعيات الخيرية، بعض المساعدات للمزارعين، ويقول تايلور إنهم لن يقبلوا قرض الحكومة لأنهم يعانون بالفعل من ديون كبيرة.

وتقول الصحيفة، أنه سيتطلب 100 مم من المطر لتحقيق تحسن طويل الأجل في المنطقة التي تبدو أشبه “بسطح القمر”.

على جانب آخر، يرى علماء الآثار البريطانيين، أن الجفاف قد يساعد على اكتشاف مواقع أثرية جديدة، لأن العشب فوق الأنقاض، ينمو بشكل مختلف، مثل ما حدث عام 1976عندما اكتشف علماء آثار هياكل ومبانٍ قديمة، وبقايا قصور وقلاع وبيوت مزارعين ونبلاء تعود إلى فترات زمنية مختلفة مثل العصر الحديدي.

ويعتقد العلماء أن عام 2018، قد يصبح مثمرًا أكثر، إذا أخذ بالاعتبار التطور التقني والطائرات المسيرة التي تسمح برصد الآثار المشابهة.

ربما يعجبك أيضا