في تقرير صادم.. “إندبندنت” تفضح انتهاكات الصين بحق نساء الإيغور

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

ممنوعون من البكاء، مجبرون على شرب الخمر والتدخين، معتقلون في معسكرات “غسل الدماغ وإعادة التثقيف”، ليس هذا فحسب، بل وصل الأمر لإجبار النساء على مشاركة الفراش مع مسؤولين حكوميين مكلفين بمراقبة المنازل ! ماذا يحدث لمسلمي الإيغور في الصين؟

تقرير صادم

كشف تقرير لصحيفة “إندبندنت” البريطانية الذي استند إلى تحقيق أجراه موقع “راديو فري آسيا” (RFA)، عن نوم العاملين بالحزب الشيوعي بصفة منتظمة إلى جانب أفراد من أُسر أقلية الإيغور المضطهدة، خلال زيارات مراقبة تستمر لمدد تصل أحيانا إلى أسبوع.

رغم أن اضطهاد الصين لأقلية الإيغور المسلمة لم يعد يخفى على أحد، فممارساتها القمعية تجاه هذه الأقلية تم فضحها ووصل صداها إلى العالم. إلا أن التفاصيل التي تكشف من فترة لأخرى تصدم أكثر من سابقاتها خصوصا بعد التقرير الذي كشفته وكالة “فرانس برس” مؤخرا والذي بيّن أن الاستهداف شمل حتى الأموات من خلال هدم مقابر المسلمين الإيغور، ما يعيد إلى الأذهان ممارسات داعش عندما سلّط إرهابه على مدن عراقية وسورية طالت حتى مقابرها.

سرقة الأعضاء البشرية للإيغور جريمة أخرى تضاف لسلسلة جرائم الشيوعيين في الصين بحق الأقلية المسلمة، بعدما كشف محققو “محكمة الصين” وهي منظمة حقوقية مستقلة أسست للتحقيق في سرقة الأعضاء البشرية في الصين نتائج تحقيق أخير تؤكد أن الصين تقوم بعمليات سرقة أعضاء ممنهجة ضد الأقليات الدينية المضطهدة .

ووصف ناشطون ومدافعون عن حقوق الإنسان هذه الخطوة الصينية، بمحاولة القضاء على الهوية العرقية في “شينج يانج”، المنطقة ذات الغالبية المسلمة في الصين.

فيلم سينمائي أم واقع مأساوي !

إذا كنت مسلما فغير مسموح لك بامتلاك خيمة أو بوصلة أو طعام فائض أو حساب واتساب . تناول الفطور قبل طلوع الفجر “جريمة”. الامتناع عن التدخين “جريمة”. الامتناع عن شرب الخمر جريمة أيضا. البكاء في الأماكن العامة عند وفاة الوالدين أو الأقارب  سيضعك في السجن لا محالة!

هذه ليست قوانين عالم خيالي في فيلم سينمائي، بل واقع 10 ملايين مسلم في الصين، نحو مليون منهم تعتقلهم السلطات لأجل غير مسمى ودون توجيه تهم إليهم. يخضع المعتقلون للحبس الانفرادي لمدد طويلة ويتعرضون لأنماط قاسية من التعذيب والمعاملة السيئة، إلا أن الجزء الأسوأ من القصة لم يأت بعد!

فهناك تهديدات بالإبادة الجماعية صرحت بها السلطات الصينية في صحيفة “غلوبال تايمز” الحكومية: ” يمكننا اللجوء إلى كل الإجراءات التي تحقق استقرار الصين إلى الحد الذي يبدو فيه القتل الجماعي والإبادة أمرا غير مستبعد”.

“تشين تشوانغو” مهندس معسكرات التعذيب

في أقصى الغرب الصيني وفي قلب إقليم شينجيانج الذي يقع على طريق الحرير ويزخر بالنفط والغاز، يعيش نحو 10 ملايين مسلم من أقلية الإيغور، ينكشف الوجه الذي يقف وراء اضطهاد المسلمين.

“تشين تشوانغو” مهندس معسكرات الاعتقال في الصين ومسؤول بارز في الحزب الشيوعي . عام 2016 أسندت إليه إدارة الإقليم، فأرسل كوادر الحزب الشيوعي إلى قرى الإيغور ونشر نقاط التفتيش على نطاق واسع وأغلق المساجد وجمع عينات من الحمض النووي وبصمة قزحية العين للسكان الإيغور ووضع كاميرات مراقبة بالفيديو في أماكن وجودهم وحلل محتويات أجهزتهم الرقمية.

الأسوأ من ذلك كله أقام معسكرات “إعادة التثقيف” التي يقبع فيها الآن نحو مليون مسلم في خطوة تصفها الحكومة الصينية بالمستشفيات وتعتبر المعتقلين فيها مرضى يجب تظهير أدمغتهم من الفيروس الديني وإعادة توطينهم وتثقيفهم سياسيا فيجبرون على نبذ الإسلام وانتقاد معتقداتهم وترديد شعارات الحزب الشيوعي “من دون الحزب الشيوعي.. لن يكون هناك شيء اسمه الصين”.

لماذا الإيغور؟

تعود أصول الإيغور إلى الشعوب التركية ويشّكلون نحو 45 % من سكان إقليم شينجيانج الذي كان يعرف بـ”تركستان الشرقية” في أوائل القرن العشرين حين أعلن الإيغور استقلالهم لفترة وجيزة قبل أن يخضع لسيطرة الصين الشيوعية عام 1949 ويتحول اسمه إلى إقليم شينجيانج – أي الحدود الجديدة – ومنذ ذلك الوقت صار تحت المراقبة الصارمة خوفا من تكرار محاولة الاستقلال التي يحلم بها الإيغور.

أصبح الرئيس الصيني “شي جين بينج” يروج صورته كرمز الأمة الصينية وحاميها وفق مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية ساعيا لإعادة إحياء نموذج عبادة الفرد الذي مات مع موت مؤسس الجمهورية الشعبية “ماو تسي يونج” وفي طريق تحقيق هذا الهدف تقتل الصين كل من يرفض السجود لزعيمها!

ربما يعجبك أيضا