في ذكرى نصر أكتوبر.. مصر تخوض حربا جديدة

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – كشفت كلمة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في الذكرى الـ46 لحرب 6 أكتوبر عام 1973، عن تعرض مصر لحرب جديدة تستهدف إثارة الشك والحيرة، وبث الخوف والإرهاب، وتدمير الثقة بين المواطن المصري ومؤسساته الوطنية، بتصوير الدولة كأنها هي العدو، وتحويل الجهات الخارجية التي تشن الحرب، كأنها هي الحصن والملاذ.

السيسي حرص على توجيه رسالة إلى المصريين، بشأن الحرب الجديدة التي تشنها “جهات خارجية” -لم يسمها- ضد الدولة المصرية، من أجل النيل منها، بأساليب جديدة، تختلف عن الحرب التي خاضتها القاهرة قبل 46 عاما ضد الاحتلال الإسرائيلي لسيناء، من خلال وسائل الاتصال والإعلام الحديثة، معتمدة على الخداع والأكاذيب والشائعات.

“حرب جديدة”

الرئيس المصري، بدء كلمته عن حرب أكتوبر، بالإشارة إلى أن الحرب لا يمثل فقط نصراً عسكرياً باهراً، حققته القوات المسلحة المصرية باقتدار، بل هو تعبير فريد عن إرادة أمة وتماسك شعب استمد من تاريخه العريق صلابة وقوة لا تقهر، مشيرا إلى أن قرار الحرب فتح الأبواب أمام استعادة الأرض، وتحقيق السلام معا.

وشدد السيسي على أنه يجب إعلام الأجيال الحالية بحقيقة ما حدث، وكيف كان الاختبار حينها قاسيا، وأن المصريين تجاوزوه بنجاح، وتكاتفوا مع القوات المسلحة ليصبح الشعب كله جيشا، وليخرج من “الملحمة” نصرا يرد الاعتبار، لافتا إلى أن مصر قدر لها أن تتعرض لأمواج عاتية يأتي أغلبها من الخارج ولكنها تتحطم دوماً أمام صلابة وتماسك الشعب المصري الذي يربطه بأرضه رباطٌ وثيق، ويربطه بجيشه الوطني ميثاقٌ وعهد بالحفاظ على الأرض وحماية الشعب وصون الكرامة الوطنية.

ولفت الرئيس المصري إلى أن أشكال الحرب وأساليبها تغيرت، وصولاً إلى استهداف الروح المعنوية للشعوب ولتصل إلى المواطن داخل بيته، من خلال وسائل الاتصال والإعلام الحديثة، مكملا: “الحربٌ تستهدف إثارة الشك والحيرة، وبث الخوف والإرهاب، وتدمير الثقة بين المواطن ومؤسساته الوطنية بتصوير الدولة كأنها هي العدو، وحتى تصبح الجهات الخارجية التي تشن الحرب كأنها هي الحصن والملاذ”.

“خطة النصر”

الرئيس المصري، شدد على أن الحرب الجديدة تعتمد على الخداع والأكاذيب والشائعات، وأن النصر فيها يكون معقوداً على وعي كل مواطن، ومفاهيمه وأفكاره ومعتقداته، مكملا: “إنني على ثقة كاملة من النصر في تلك الحرب، ليقيني التام بأن الشعب المصري بأغلبيته الكاسحة، يدرك بقلبه السليم الصدق من الافتراء، وأن هذا الشعب الأصيل سئم من الخداع والمخادعين، ومن كثرة الافتراء على وطنه بالباطل”.

وراهن السيسي على الشعب المصري خلال الحرب الجديدة، قائلا: “الشعب المصري الذي حقق عام 1973 ما ظنه الجميع مستحيلاً، والذي حافظ على السلام في منطقة الشرق الأوسط لعقود طويلة بعدها وتحمل في سبيل ذلك سَيْلا لم ينقطع من الهجوم والتشكيك لقادرٌ على مواصلة انتصاراته، والحفاظ على وطنه وحماية دولته ومؤسساتها يقيناً منه بأنها مؤسسات وطنية مخلصة تعمل من أجل حماية أمنه وصون استقراره وتعظيم إنجازاته”.

وأكد السيسي في رسالة لأرواح الرئيس المصري الراحل أنور السادات و”شهداء” القوات المسلحة على أن “المصريين عاقدون العزم على مواصلة مسيرتهم، وعلى الحفاظ على ما تركتموه لنا من وطنٍ حر.. تحت السيادة الوطنية.. لا يقبل المهانة ولا الخضوع.. لا تخدعه الأكاذيب ولا تهزمه الحرب النفسية، وإن مصر.. ستظل وطناً منصوراً مرفوع الراية وشاهداً على انكسارات أعدائه وخيبة أملهم مهما تعددت أشكال الحرب وتغيرت أساليبها”.

وأشار السيسي إلى أن الرئيس السادات، تحمل مسئولية تنوء بحملها الجبال، وأنه كان على قدر ثقة مصر وشعبها فيه قائداً وطنياً ذا عبقرية استراتيجية، لافتا إلى أنه وضع مصلحة بلده وشعبه فوق أي اعتبار آخر وبلغ بها بر الأمان والسلام.

ربما يعجبك أيضا