في زمن كورونا.. الأقنعة الأوروبية “تسقط”وكيانهم على وشك الانهيار

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي

أمستردام – تواجه القارة العجوز اليوم حالة من فقدان الثقة واتهامات بالاستهتار وعدم القدرة على إدارة الأزمات ومطالب بحل الاتحاد الأوروبي، الذي فشل في أن يجعل دوله تتغلب على أنانيتها وتقدم المساعدات إلى أشقائها من الدول التي على وشك الانهيار الصحي والإنساني بسبب أزمة كورونا.
 
ويرى خبراء أن “حرب كورونا” ستغير خريطة العالم، وموازين القوى، ومن وجهة نظرهم أمريكا وأوروبا أظهروا ضعفًا في إدارة الأزمة، وبالتالي أسقطت كورونا قناع القوة والسيطرة العالمية لهؤلاء.

الدكتورة جيهان جادو تتوقع انهيار الاتحاد الأوروبي بعد كورونا

من جانبها تتوقع الدكتورة جيهان جادو سفيرة النوايا الحسنة بفرنسا أن هناك حالة من الانهيار الاقتصادي سوف تتعرض لها البلاد الأوروبية ومنها فرنسا بعد انتهاء أزمة كورونا، وغير المستبعد أننا سنشهد على أثر ذلك انهيار الاتحاد الأوروبي، وأكملت موضحة هناك حاليا اتهامات متبادلة بين دول الاتحاد الأوروبي، مثل الاتهام بـالأنانية  والانتهازية والاستهتار وأيضًا العجز والفشل في العمل الجماعي من أجل الخروج من الأزمة.

وأضافت جادو الأزمة كشفت عجز الدول والاستهتار بالملف الطبي من جانب كافة الدول بحجة التقشف بخلاف عدم اتخاذ التدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية في الوقت المناسب وتعريض حياة الملايين من المواطنين للخطر من انتشار الفيروس.

والنتيجة عجز تام في البلاد وخسارة بشرية واقتصادية هائلة، وفي فرنسا البطالة والعجز سوف يتضاعف ولن ينجح الاتحاد الأوروبي في كسب الثقة من جديد، كما أتوقع سقوط كافة الأنظمة الحاكمة بمختلف دول أوروبا وأمريكا بعد حرب كورونا.

إيطاليا تتعرض للخيانة من ماكرون وميركل

ترى منال سري منظم برامج بالحكومة الإيطالية للمغتربين، أن إيطاليا وإسبانيا قد تعرضتا  للخيانة من قبل ماكرون وميركل، مما أدى إلى تهديد رئيس الوزراء جوزيبي كونتي رئيس الوزراء الإيطالي جنبا إلى جنب مع نظيره الإسباني بيدرو سانشيز للقادة الأوروبيين، كما أعلن رفضه اقتراح ألمانيا وحلفائها لمعالجة العواقب الاقتصادية للوباء من خلال تفعيل أكثر من 400 مليار يورو فقط من صندوق إنقاذ الدولة في الاتحاد، لأنها غير كافية لتعويض الخسارة الاقتصادية والصحية.

وأكملت يجب أن نضع في الاعتبار أن الاتحاد الأوروبي بدون إيطاليا وإسبانيا ليس مكتمل و أوروبا لم تعد لها أهمية وقوة ذلك لإفلاس وتقصير الاقتصاد الثالث للاتحاد الأوروبي.

وأكدت سري ان إيطاليا ينصب  عليها قوة ابتزاز هائلة لأنها تمتاز بسوقها الكبير على المستوى العالمي وتطورها التكنولوجي وإدماجها في سلسلة الإنتاج الألمانية مما يجعلها أداة أساسية لألمانيا وإن بقاءها منخرطة في منطقة تجارة حرة وعملة مشتركة هو ضرورة استراتيجية لبرلين.

وأضافت أنه بعد اجتماع رؤساء دول الاتحاد الأوروبي بلا حل أكيد ومرضي للدول المنكوبة, تسبب في تعليق الرد النهائي بعد أسبوعين لتليين المواقف الأكثر صلابة.

الخوف من استعمار الصين لإيطاليا

وشككت منال سري في الصين وعلاقتها الاستثمارية في إيطاليا، وقالت إنه قبل ظهور كورونا نجد أن الصين تحاول أن تستعمر إيطاليا لكن أمريكا تقف لها بالمرصاد، دائمًا ما تكون الولايات المتحدة أول المشترين للشركات الإيطالية، حيث استثمرت أكثر من 15 مليار دولار في السنوات الثلاث الماضية.

لا يبدأ الآن تاريخ عمليات الاستحواذ الصينية في إيطاليا، وأكدت سري أنه قد زاد عدد الشركات الإيطالية التي تم شراؤها من قبل الكيانات الصينية أكثر من 20 مرة في السنوات العشر الماضية.

كانت إيطاليا خامس أكبر وجهة من حيث عدد الاستثمارات من الصين باستثناء هونج كونج وسنغافورة دول العبور عادة. من بين الدول الأوروبية، تحتل إيطاليا المرتبة الثالثة بعد ألمانيا والمملكة المتحدة قبل فرنسا.

ننظر بعين الشعب نجد أن مصير الدول ليس مطمئن خصوصا بعد تخلي الاتحاد الأوروبي عن مساعدة الدول الموبوءة بكورونا فيروس وأيضا فرض أمريكا جيشها على الحدود الأوروبية وهو من 20 ألف إلى 30 من الجيش خوفا من سيطرة روسيا على أوروبا بحجة أنها تحمي أوروبا. في الاعتقاد أنه سيكون هناك تفكك بين الاتحاد الأوروبي وأمريكا.

في لندن الحكومة مضطربة

نشرت الصحف الإنجليزية ما يؤكد أن الحكومة مضطربة بسبب فشل اختبار فيروس كورونا حيث يصيب المرض بوريس جونسون ومات هانكوك وكريس ويتي – الرجال الثلاثة الذين يقودون استجابة البلاد للفيروس القاتل، الآن يتساءل كل من وستمنستر: من التالي؟

وقد واجهت الحكومة صرخة ظهر اليوم بعد أن فشلت في منع الشخصيات البارزة في معركة المملكة المتحدة ضد الفيروس من الاصابة بالمرض المميت حيث أثبتت نتائج الاختبار بوريس جونسون ومات هانكوك.

يعاني رئيس الوزراء ووزير الصحة الآن من العزلة الذاتية بينما يعمل البروفيسور كريس ويتتي، كبير الأطباء في المملكة المتحدة، من المنزل بعد ظهور الأعراض عليه.

واضطر مايكل جوف، وزير مكتب مجلس الوزراء، للدفاع عن نهج الحكومة تجاه الأزمة بعد أن ضربت بشدة في قلب وستمنستر حيث شارك في المؤتمر الصحفي اليومي للفيروس التاجي رقم 10.

في إسبانيا

كتبت الصحف الإسبانية حول  الشعور بالمرارة شديدة من ما أطلقت عليه �خيانة الإخوة� بل عدم المبالاة، ليس من السهل فك الارتباط بين الدول الأعضاء، خاصة وأن أوروبا لم تهضم بعد “الخيانة” البريطانيّة بالمغادرة، ومن ثمة يمكن الجزم بأمرين متلازمين:

أوّلا: لن يكون من اليسير على القيادات في إيطاليا وإسبانيا خاصة، مغادرة الاتحاد الأوروبي بالسهولة التي يتخيلها العمق الشعبي في هذين البلدين، خاصة وأن هذا البلد أو ذاك، وكذلك بقية دول الاتحاد ستكون لحظة تجاوز محنة كورونا في حال من الضعف والوهن وخاصة التراجع الاقتصادي ما سيجعل من أي عملية مغادرة (على النمط البريطاني) أشبه بعملية انتحار أو هو الانتحار عينه.

ثانيا : لا يمكن لأي كان، أن يطالب أو يدعي أن الأمور ممكن أن تعود على مستوى نبض الشارع، إلى ما كانت عليه �قبل كورونا� وأن الحياة ستتواصل دون أدنى مضاعفات أو تأثيرات.

هي فقط قنابل موقوتة أو أقرب إلى القنابل العنقودية، التي لا تنفجر جميعها عند السقوط من الطائرة، بل ستنفجر في آجال لاحقة، مع الجزم بأمرين : استحالة اصلاح ما جدّ، واستحالة تجاوز هواجس الماضي الذي أضيف إليه هاجس كورونا.
 
ترامب يتلاعب بحياة الشعب

اتهمت إيمان وهمان عضو الجالية المصرية بأمريكا أن  الرئيس ترامب تلاعب بحياة الشعب من البداية عندما استخف بالفيروس ولم يتخذ الإجراءات الاحترازية، بخلاف السماح للصينيين وقت انتشار المرض بالصين في الحضور إلى أمريكا حتى تفشي الفيروس في البلاد،  والآن عندما يعود من جديد ليعلن بأن الإجراءات الاحترازية سوف تتوقف في 12 أبريل والحياة تستمر حتى لو كان الفيروس منتشر ولا يهم حياة المواطن المهم الاقتصاد ينتعش وهذا عمل غير إنساني، ويعرض شعبه للخطر ولن ينسى التاريخ له ذلك.

بالنسبة للعلاقات  الأمريكية الأوروبية ترى وهمان أنها ستتعرض للانهيار لأن أمريكا  تركت الصين تقدم مساعدات لإيطاليا في وقت أظهرت أمريكا فيه أنانية كبيرة، كما رفضت تقديم مساعدات فعالة لدول أوروبا، ومن وجهة نظر وهمان هناك احتمال لأن يتفكك الاتحاد الأوروبي، وبررت ذلك بالقول تركه اليونان وحدها  لحل أزمة اللاجئين على الحدود وبالتالي عرض حياتهم وحياة المواطنين باليونان للمرض والفيروسات، وبخلاف موقفه المتخاذل من دول مثل إيطاليا وإسبانيا وغيرها.

ربما يعجبك أيضا