في ظل إجراء مناورات عسكرية.. هل تتحالف طهران مع موسكو في وجه واشنطن؟

سهام عيد

كتبت  – سهام عيد

وسط توترات إقليمية مع الولايات المتحدة الأمريكية، بدأت القوات المسلحة الإيرانية والروسية، اليوم الثلاثاء، مناورات بحرية مشتركة في المحيط الهندي بهدف «تعزيز أمن التجارة البحرية وترسيخ التعاون بين البلدين»، حسبما ذكر التلفزيون الرسمي الإيراني.

يشارك في المناورات التي أطلق عليها اسم “حزام الأمن البحري الإيراني- الروسي 2021” وحدات من البحرية الإيرانية وبحرية الحرس الثوري، وتمتد على مسافة 17 ألف كيلومتر.

مناورات بحرية

حماية الملاحة البحرية والسفن التجارية من القراصنة وتبادل المعلومات

بدوره، يقول الأدميرال غلام رضا طحاني، المتحدث باسم المناورات، إن روسيا ستشارك في المناورات بمدمرة، وسفينة لوجستية، ومروحية.

وقال الضابط الإيراني في تصريحات متلفزة، إن «الهدف من هذه المناورات هو تعزيز أمن التجارة البحرية الدولية، ومواجهة القرصنة البحرية، وتبادل المعلومات».

وكان أسطول بحر البلطيق الروسي أفاد في بيان، أمس الإثنين، بأن ثلاث قطع بحرية روسية ستشارك في المناورات، موضحاً أن الأخيرة ستشمل «تحرير سفينة تجارية مختطفة من قبل قراصنة، وتمارين على إطفاء الحرائق في عرض البحر».

وأفاد المتحدث باسم المناورات، بأن قطعًا بحرية هندية ستلتحق أيضًا بالمناورات التي من المقرر أن تستمر ثلاثة أيام، وفقا لصحيفة “الشرق الأوسط”.

وأشار الجيش الإيراني في بيان إلى أن هذه التمارين تهدف أيضاً إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع روسيا.

مناورات2 18

الثانية من نوعها

تعد هذه المناورات الروسية- الإيرانية المشتركة هي الثانية من نوعها منذ عام 2019، إذ أجرت الدولتان مناورة استمرت 4 أيام بمشاركة الصين، كما شاركت إيران في تمارين «القوقاز – 2020» العسكرية التي أجريت في روسيا بمشاركة دول عدة، في سبتمبر الماضي، وكان من المقرر أن تشارك الصين هذه المناورة أيضًا.

وتسعى طهران لتكثيف التعاون العسكري مع بكين وموسكو وسط توترات إقليمية مع الولايات المتحدة.

كما تزايدت وتيرة المحادثات والزيارات التي قام بها ممثلو البحرية الروسية والصينية لإيران في السنوات الماضية.

وفي أول فبراير الجاري، أبلغت روسيا إيران رغبتها في إجراء تدريبات بحرية “متعددة الأطراف” في المحيط الهندي.

وأعلن السفير الروسي لدى إيران، ليفان جاجريان، أن مناورات بحرية ثلاثية تشارك فيها روسيا وإيران والصين ستبدأ منتصف فبراير الجاري في المحيط الهندي، لكن ربما اعتذرت الصين عن المشاركة مؤخرًا.

وبحسب تصريحات السفير الروسي، تشمل المناورات تدريبات على تنفيذ عمليات البحث والإنقاذ، وكذلك التدابير التي تضمن سلامة الملاحة البحرية.

مناورات أرشيفية

البنتاجون يعلق

عقب تصريحات السفير الروسي بشأن المناورات البحرية متعددة الأطراف، علق المتحدث باسم البنتاجون، جون كيربي، قائلًا أن الجيش الأمريكي لا يعتبر التدريبات للبحرية الروسية والصينية والإيرانية في المحيط الهندي عقبة أمام قدرته على الدفاع عن حرية البحار ودعم الحلفاء.

وأضاف كيربي: «تمرين للبحرية. لقد قمت بالكثير من ذلك بنفسي. إن اختبار القدرات البحرية أمر متوقع ولا أعتقد أننا ننظر إلى مثل هذه التدريبات على أنها عائق أمام قدرتنا على الدفاع عن حرية البحار ودعم تحالفاتنا وشراكاتنا في جميع أنحاء العالم».

وفي وقت سابق، أعلن كيربي، مغادرة حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس نيميتز”، من الخليج بعد أشهر من وصولها، لمراقبة تحركات إيران، وردع طهران عن أي اعتداء على القوات الأمريكية في المنطقة.

روسيا وإيران

دلالات التوقيت

ثمة دلالات تحملها تلك المناورات البحرية في منطقة المحيط الهندي، لا سيمًا أن تلك المناورات تجرى بين قوتين عالميتين روسيا كقوة عالمية عظمى وإيران قوة إقليمية لها ثقلها في المنطقة.

فبالرغم من انخفاض منسوب التوتر بين واشنطن وطهران إلا أن إيران ربما تبعث برسائل إلى واشنطن أن لديها حليف قوي يشاركها تدريبات عسكرية بالقرب من مياهها الإقليمية، وقد يتحالف معاها سياسيًا وسط قرب تفعيل الاتفاق النووي، وهذه نقطة حساسة إذ يرى الخبراء أنها تدل على أن إيران بالرغم من العقوبات لا تلعب وحدها بل تبحث عن استرايجيات وشركاء مع دول لها وزن دولي.

وفيما يخص الوجود الروسي في مثل هذه المناورات فهو مؤشر قوي يعطي لروسيا الحضور بقوة، لا سيما أنها تستعد لمواجهة سياسة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن «الصارمة» والتي وصفتها بأنها «التهديد الأكبر» للولايات المتحدة، إذ تشير ملاحظات المسؤولين الروس إلى أن موسكو ترى فرصة في إرث ترامب فيما يخص الشرق الأوسط  حييث انسحب من خطة العمل المشتركة الشاملة مع إيران، وشجع إسرائيل من خلال اتفاقيات السلام، وهي سياسة تراها موسكو فرصة لتعميق التحالف مع إيران وتعزيز مكانة روسيا كقوة عظمى.

وبالتالي فهذه المناورات على المستوى السياسي وعلى المستوى الأمني هي دفعة قوية للتعاون بين روسيا وإيران، وقد تشهد الفترة المقبلة تحالف قوي بين كلا الدولتين في لحظات استثنائية خاصة بشأن العودة للملف النووي.

ربما يعجبك أيضا