في عيد ميلاد ساحر الكرة المصرية.. 29 بطولة تزين مسيرة الأباتشي

يحتفل نجم وقائد نادي الزمالك المصري، محمود عبد الرازق شيكابالا، اليوم الثلاثاء 5 مارس 2024، بعيد ميلاده الثامن والثلاثين.

محمود عبد الرازق “شيكابالا” ولد فى 5 مارس لعام 1986 بقرية “الحصايا” بمحافظة أسوان، وتدرّج في فِرق الناشئين بالزمالك وانضم للفريق الأول في عمر 15 عامًا و8 أشهر فقط.

المسيرة الاحترافية لشيكابالا

بدأت المسيرة الاحترافية لمحمود عبدالرازق شيكابالا مع الفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك عام 2002 تحت قيادة الألماني أوتو فيستر المدير الفني للأبيض في ذلك الوقت، واستمر مع الفريق حتى يناير 2005، وخلال تلك الفترة حصد مع القلعة البيضاء لقب دوري أبطال إفريقيا عام 2002 على حساب الرجاء المغربي، كما توج بلقب الدوري المصري عامي 2003 و2004، وكأس مصر 2002، والبطولة العربية 2003، وكأس السوبر الإفريقي 2003.

وفي يناير 2005 رحل شيكابالا إلى باوك اليوناني واستمر معهم حتى 2006، وأراد العودة مجددًا إلى الزمالك إلا أن الأزمة المالية داخل القلعة البيضاء حالت دون ذلك، فدخل النادي الأهلي في مفاوضات مع النادي اليوناني لسداد القيمة المالية المستحقة للحصول على خدمات اللاعب، ثم تدخل بعض رجال الأعمال المحبين للنادي الأبيض وسددوا مستحقات باوك ليعود الفهد الأسمر إلى الزمالك بناءً على رغبته.

العودة للزمالك من جديد

عاد شيكابالا إلى صفوف الزمالك عام 2006 واستمر حتى 2013، وخلال تلك الفترة حقق لقب كأس مصر عامي 2012 و2013.

وكان شيكابالا قريبًا من التتويج بالدوري الممتاز عام 2011 حينما قدم أفضل مواسمه الكروية تحت قيادة حسام حسن المدير الفني للفريق في ذلك الوقت، والحالي للمنتخب الوطني الأول.

ولعب شيكا مع العميد دورًا كبيرًا في انتشال الأبيض من منطقة الخطر في جدول ترتيب الدوري الممتاز حينما كان الفريق يعاني من تذبذب النتائج وتراجع ترتيبه إلى المركز الثالث عشر تحت قيادة السويسري ميشيل دي كاستال والفرنسي هنري ميشيل، إلا أن الفريق تحسنت نتائجه تحت قيادة التوأم من خارج الخطوط وشيكابالا من أرض الملعب وتصدر الدوري طوال الموسم قبل أن يفقده في الأسابيع الأخيرة الثلاثة لصالح النادي الأهلي، رغم قلة الإمكانيات المادية بالقلعة البيضاء في ذلك الوقت، وإنشاء حملة تبرعات حملت اسم “ناديك يناديك” في ولاية رئاسية للراحل جلال إبراهيم، وخلال هذا الموسم حصد شيكابالا لقب هداف الدوري وأفضل لاعب في المسابقة.

ثم رحل حسام حسن عن قيادة الأبيض، وتولى حسن شحاتة المهمة بدلًا منه، وشهدت فترة تواجده داخل القلعة البيضاء أزمة كبيرة مع شيكابالا خلال مباراة المغرب الفاسي بدوري أبطال إفريقيا، حينما اعترض الأخير على استبداله من المباراة، ليخرج الأباتشي معارًا إلى صفوف الوصل الإماراتي وظهر بشكل جيد مع الفريق حيث سجل 7 أهداف في 13 مباراة.

الانتقال إلى سبورتنج لشبونة

انتقل محمود عبد الرازق شيكابالا إلى صفوف سبورتنج لشبونة البرتغالي عام 2014 بمبلغ 700,000 دولار في الساعات الأخيرة من الانتقالات الشتوية، حيث كانت هناك صعوبة في المفاوضات وانتهى الأمر بحسم الصفقة مقابل 700,000 دولار الإضافة إلى 5٪ من أي صفقة مستقبلية إذا قرر لشبونة بيع اللاعب لنادي آخر.

ولم تُكلل الصفقة بالنجاح، فلم يشارك خلالها إلا في مباراة وحيدة خلال ودية جمعت بين لشبونة والاتحاد السكندري على هامش الاحتفال بمئوية زعيم الثغر، ليعود من جديد إلى الزمالك عام 2015، ثم أعاره الأبيض إلى صفوف الإسماعيلي تحت قيادة أحمد حسام ميدو الذي طالب بضم اللاعب إلى الدراويش.

وبعد انتهاء إعارته للإسماعيلي وعودته مجددًا للزمالك، أعاره الأبيض إلى الرائد السعودي ليحقق اللاعب أفضل استفادة مادية ممكنة في ظل عدم تقاضيه راتبه مع الأبيض بسبب الغرامة التي أقر بها الاتحاد الدولي لصالح النادي البرتغالي.

وقدم “شيكا” آداءًا مميزًا مع الرائد السعودي وسجل 10 أهداف في 21 مباراة، وكانت تلك الفترة وراء عودته لصفوف المنتخب الوطني تحت قيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر وتواجده بقائمة الفراعنة في كأس العالم 2018 التي أقيمت بروسيا، ثم أعاره الأبيض إلى صفوف أبولون اليوناني، قبل أن يعود مجددًا عام 2019.

حصاد شيكابالا مع الساحرة المستديرة

إجمالًا شارك شيكابالا مع الأندية والمنتخبات بمختلف الفئات العمرية في أكثر من 485 مباراة، سجل خلالها 95 هدفًا، وتوج خلالها بـ 29 بطولة.

وحصد شيكابالا مع الزمالك 16 لقبًا جاءت كالآتي: 4 دوري ممتاز + 6 كأس مصر +  2 كأس السوبر الإفريقى + 2 كأس السوبر المصرى + 1 دوري أبطال إفريقيا + 1 البطولة العربية.

وعلى الصعيد الدولي حصد شيكابالا بطولة كأس الأمم الإفريقية 2010 بأنجولا، وكأس العالم العسكرية عام 2007، إلى جانب 11 بطولة مختلفة مع منتخبات الناشئين والشباب والأولمبي.

مواقف إنسانية لشيكابالا

يُعد محمود عبد الرازق شيكابالا نجم وقائد الزمالك، من أكثر اللاعبين الذين يحرصون على العمل الإنساني.

ولعل أبرز مواقفه حينما أصر على عدم استكمال مباراة الزمالك والإسماعيلي التي كانت تقام عقب مباراة المصري والأهلي في فبراير 2012، والتي راح ضحيتها 72 مشجعًا من جماهير المارد الأحمر.

ولم يكتف شيكابالا بذلك فقط بل قرر الظهور داخل مقر النادي الأهلي مقدمًا واجب العزاء لمجلس إدارة القلعة الحمراء، بالإضافة لظهوره على قناة النادي في لقاء مع الكاتب الصحفي ياسر أيوب.

شيكابالا والقضية الفلسطينية

في موقف إنساني آخر لا يُنسى من شيكابالا، حضر قائد الزمالك عزاء مشجع الأبيض “عمرو حسين” الذي توفى أمام النادي في سبتمبر 2013، ولم يتمالك الفهد الأسمر نفسه، حيث دخل في نوبة بكاء بالعزاء.

كما حرص شيكابالا على زيارة سعد محمد لاعب فريق شباب الزمالك أثناء إصابته بمرض السرطان، حيث زاره في مستشفى معهد ناصر من أجل الاطمئنان على حالته الصحية، والشد من أزره.

وأخيرًا كان شيكابالا من أوائل اللاعبين الذين دافعوا عن القضية الفلسطينية بمواقف عديدة، حيث دعم اللاعب عبر صفحته الشخصية بفيسبوك ونشر صورة معلقًا عليها: «المقاومة حق»، وتفاعل معه الجمهور وأشادوا بموقفه الإنسانى، كما نشر صورة بقميص منتخب فلسطين، قبل أن يحتفل بأحد أهدافه مؤخرًا على طريقة “رقصة أصحاب الأرض”.