في فيرونا.. لدي قلب أعلق حُبك على جدرانه

أماني ربيع

أماني ربيع

في شوارع فيرونا دارت أحداث القصة الرومانسية الأشهر “روميو وجولييت”، في طرقاتها كانت النظرة الأولى بين عاشقين التي تحولت فيما بعد إلى حب مستحيل، وبين ربوعها نزف القلبين الشابين روحهما كي لا يفرقهما أي شيء حتى لو كان الموت، وكانت جدران فيرونا أكثر رحمة من ساكنيها فخلدت قصتهما إلى الأبد، ليصبح مذبح الحب مزارا للعشاق من كل مكان.

تقول الصحفية البريطانية ديزي دان: “وصف لي أحدهم البيت الذي عاشت فيه جولييت بطلة  شكسبير الخالدة، لكني لم أجد روميو بانتظاري تحت شرفة المنزل العتيق، والتي تم بناؤها في القرن العشرين، ولشد ما لفت انتباهي الجدار الذي علقت عليه رسائل الحب والعشاق”.

ويوجد منزل جولييت وسط مدينة الغرام “فيرونا”، التي تقع شمال شرق إيطاليا، بُني المنزل  في القرن الثالث عشر الميلادي وسكنت فيه عائلة “كابيللو” لمدة طويلة، إلى أن تم ترميمه عام 1930 ليتحول إلى وجهة سياحية رئيسية لكل زوار المدينة الخلابة.

أهم إضافة إلى المنزل هو شرفة جولييت، التي كانت تجلس فيها جولييت العاشقة بانتظار روميو، ويحرص الزائرون على التقاط الصور هناك وتقفي خطوات العاشقين كما رواها شكسبير.

أما جدار العشاق فيقع داخل نفق مظلم يؤدي إلى فناء البيت، وهو فناء جميل وصغير محاط بأحجار قديمة وأشجار، كما يمتلئ الجدار برسائل كتبها الزائرون إلى جولييت، كان الزائرون يكتبون على الجدران ، حتى قامت إدارةا لموقع الأثري بتغطيته بلوحات لإستضافة كتابات ورسائل العشاق، وابتكر كل زائر طريقة لتثبيت الرسالة سواء بالدبابيس أو باستخدام تثبيته “اللبان” على شكل قلب، لينتج في النهاية جدار مزخرف برسائل المحبين من كل الجنسيات وبكل اللغات.

ولا تنس زيارة تمثال جولييت البرونزي الذي صممه الفنان نيرو قسطنطيني، ويقع داخل الفناء.

أما بيت روميو فهو عبارة عن مبنى مهيب يعود إلى العصور الوسطى، مع فناء واسع وقوس، يحميه جدار من الطوب المصقول، لكنه ملكية خاصة وغير مفتوح للجمهور.

ومن وحي المدينة الرومناسية قدمت هوليود فيلما رومانسيا بعنوان “رسائل إلى جولييت”، بطلته فتاة أمريكية تدعى صوفي، تسافر إلى مدينة فيرونا محملة بأساطير الحب، يلهمها الجدار الشهير الذي علق عليه المحبون رسائلهم آملين في أن تنصحهم جولييت وتهدي قلوبهم إلى طريق الحب،  فتقوم صوفي بالاشتراك مع فريق من المتطوعين بالرد على رسائل المحبين الموجهة لجولييت.

تقوم صوفي بالرد على رسالة كتبت عام 1957، وتدفع كلماتها صاحبة الرسالة للسفر إلى إيطاليا بحثاً عن حبها الضائع منذ زمن بعيد، ومع وصول صاحبة الرسالة إلى مدينة فيرونا، تشتعل الرومانسية  في أجواء المدينة  ويبدأ الحب في مطاردة صوفي في كل مكان تذهب إليه.

ربما يعجبك أيضا