في مؤتمر المانحين.. قطر تخص مناطق حزب الله اللبناني بالمساعدات

هدى اسماعيل

كتب – هدى إسماعيل

تعتمد السياسة القطرية على دعم الإرهاب أينما كان، ومؤخرا تأثرت العاصمة اللبنانية بيروت من هذا النهج الخطير، الذي يقوم على دعم النظام القطري للمليشيات الإجرامية والمرتزقة وتوفير الغطاء الكامل لهم في سبيل التحكم بمفاصل لبنان ثم يقدمون “الدعم الطبي والإنساني” للضحايا الأبرياء الذين فقدوا أرواحهم .

تحت عنوان “قطر تقدم مساعدة خاصة لأهالي خندق الغميق في لبنان”، ذكر موقع “آزادي” الإيراني أن “أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أعلن عن مشاركة بلاده في إعادة إعمار بيروت” خلال المؤتمر الدولي للمانحين، مشيراً إلى أن الدوحة أعلنت مساهمتها بمبلغ 50 مليون دولار لمساعدة لبنان، وخاصة أهالي منطقة خندق الغميق التابع “لحزب الله” وهذا يفسر اهتمام الدوحة بهذه المنطقة تحديداً، نظراً للعلاقات والروابط القوية التي تجمع الأخيرة بالحزب.

تمويل مستمر

في تصريحات صحفية لموقع “فوكس نيوز” الأمريكي، قال العميل السابق لعدد من أجهزة الاستخبارات الغربية، جايسون جي، إن عضوا بالعائلة الحاكمة في قطر هو من سمح بمنح أسلحة إلى حزب الله الذي تصنفه الولايات المتحدة منظمة إرهابية.

ويملك جايسون ملف وثائق يثبت تمويل قطر لحزب الله، حصل عليه إبان عمله في الدوحة كعميل سري لأحد أجهزة الاستخبارات.

ويتضمن الملف معلومات عن صفقة سلاح اشترتها شركة قطرية من أوروبا الشرقية، لصالح حزب الله.

ويوثق الملف أيضا الدور الذي لعبه عضو العائلة الحاكمة في قطر، في مخطط تمويل حزب الله منذ عام 2017.

مساعدات ملوثة

في خضم حرب لبنان عام 2006 تبرّعت قطر تحت قيادة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، بإعادة إعمار مناطق دمّرها الاحتلال الإسرائيلي، وهي تحديداً المناطق الجنوبية لبيروت من بنت جبيل، وعيناتا، والخيام، إلى عيتا الشعب.

إضافة إلى الأموال التي ضخّتها الدوحة لحزب الله، في سياق إعادة إعمار الضاحية الجنوبية لبيروت، حتى إنه تم رفع لافتات “شكراً قطر” على امتداد المناطق الواقعة تحت نفوذ الحزب التابع لإيران، في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت.

هنا وهناك

في يونيو الماضي كشف  موقع “أتالاير” الإسباني في تحقيق مفصل حول العلاقة الشائكة التي تجمع بين قطر وجبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا وأكد أن الدوحة تقوم بتمويل الجماعات الإرهابية في السنوات الأخيرة، وهناك العديد من الوثائق والدلائل على ذلك.

وأشار التقرير إلى أن قطر عززت علاقاتها مع جبهة النصرة السورية، التي تسمى الآن هيئة تحرير الشام، منذ ديسمبر الماضي، وكشفت وكالة المخابرات العسكرية الأمريكية أن الدوحة إلى جانب تركيا، دعمت المنظمة من خلال المساعدة اللوجستية والمالية، كما ظهرت سلسلة أخرى من العوامل التي كشفت تفاصيل العلاقات المتزايدة، وغير الشفافة بين الدوحة والتنظيم الإرهابي.

وقال الموقع الإسباني إن هناك العديد من الأدلة المستفيضة حول كيفية مولت الدوحة الجماعات الإرهابية في السنوات الأخيرة، ومن بينها شهادة الزعيم المغربي لجبهة النصرة عصام الهنا – إلياس أبو منصور المغربي الذي اعتقلته سلطات بغداد مؤخرا، والتي قامت صحيفة “القضاء العراقي” بنشر تفاصيل هذه الشهادة.

وأكد الهنا في تصريحه أن قطر “الممول الرئيسي لجبهة النصرة”، رغم أنها ليست الداعم الخارجي الوحيد للتنظيم الإرهابي، وأضاف: “كما تم إرسال الأموال إلينا من قبل الأطراف الإسرائيلية، ويمكننا علاج مقاتلينا الجرحى داخل دولة إسرائيل، كما كان الحال مع تركيا”.

ووفقا للتقرير الإسباني، فإن المصور الصحفي الأمريكي، ماثيو ستشراير، الذي اعتقلته جبهة النصرة في عام 2012، وتم احتجازه لمدة 211 يوما إلى أن تمكن من الفرار حصل على معلومات حول التمويل القطري للمنظمة الارهابية من خلال اطلاق معركة قانونية ضد تلك الجماعة الإرهابية، وفي إطارها رفع دعوى قضائية في وقت سابق من هذا العام ضد بنك قطر الإسلامي لأنه “جمع تبرعات لخاطفيه”.

وشرح ستشراير في وثيقة مكونة من 60 صفحة، كيف سمحت قطر بنقل الأموال إلى الجماعات الإرهابية التي تقاتل في سوريا، بما في ذلك جبهة النصرة، وأكد أن البنك الإسلامي القطري ساهم بشكل مباشر في مؤسسة قطر الخيرية، وهي منظمة تمول القاعدة وأحرار الشام”.

كما ذكر التقرير الدور القطري المتعدد الأوجه في دعم الارهاب، حيث تعمل مؤسسة قطر الخيرية في منطقة شمال مالي عندما كانت تسيطر عليها الجماعات الإسلامية.

كما أثيرت شكوك حول دورها في دعم وتمويل الجماعات المتطرفة والصراعات العرقية بين القبائل من دارفور إلى بورتسودان، وأنفقت ما يصل إلى 37 مليون دولار لدعم المقاتلين في السودان الذين ينتمون إلى الجماعات الإرهابية التي تدعمها جماعة الإخوان المسلمين”.

القاعدة وبن لادن

يقول “جون روسوماندو” كبير المحللين في “مشروع التحقيق حول الإرهاب”، وهي مؤسسة بحثية تتخذ من واشنطن مقرًا لها، في تصريحات لشبكة “فوكس نيوز” إن “علاقة قطر الخيرية مع حماس وتنظيم القاعدة تجعل أي وكالة تتعاون معها شريكًا في (جرائم) الإرهاب”، لافتًا إلى أن “جمعية قطر الخيرية، وقطر الخيرية هما نفس المجموعة”.

وأوضح “روسوماندو” أنها قبل تغيير اسمها، كانت “قطر الخيرية” تعرف باسم “جمعية قطر الخيرية”، وفي إحدى قضايا الإرهاب المسجّلة على الصعيد الفيدرالي عام 2002 ذكر أن أسامة بن لادن استخدمها لتمويل نشاطات القاعدة في التسعينيات.

وتابع: “أشار المدعون إلى أن قطر الخيرية كانت بمثابة قناة مالية رئيسية لتمويل هجمات القاعدة ضد السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا في عام 1998. وأشارت الاستخبارات الفرنسية في عام 2013 إلى أن قطر الخيرية تشارك في تمويل مجموعة في مالي مرتبطة بالقاعدة”.

وسبق أن كشفت صحيفة التايمز البريطانية أنشطة قطر على الأراضي البريطانية حيث تمكنت الدوحة طيلة سنوات، وعبر بنك الريان، من ضخ أموال لصالح جمعيات خيرية تقوم بنشر الأفكار المتطرفة بين عناصر الجالية، وخاصة من الشباب، وتحث على بناء مجموعات دينية منعزلة عن المجتمع البريطاني.

تمويلات مشبوهة

كشف موقع أمريكي عن قبول برنامج لتدريس الصحافة بجامعة “نورث ويسترن” تمويل بمئات الملايين من قطر ومؤسسة يدعمها النظام على صلة بالإرهاب.

وذكر موقع “واشنطن فري بيكون” أن وزارة التعليم الأمريكية تحقق فيما إن كانت الجامعة قد أفصحت عن تبرعات الحكومة القطرية؛ حيث قبلت كلية “ميديل” للصحافة التابعة للجامعة منذ عام 2012 تبرعات بنحو 340 مليون دولار جرى تحويلها عن طريق “مؤسسة قطر”.

وذكر “كلاريون بروجكت”، وهي مؤسسة غير ربحية متخصصة بمكافحة التطرف في أمريكا، بالتفصيل كيف تنفق الحكومة القطرية الملايين على جماعات الضغط والمراكز البحثية والجامعات الأمريكية من أجل التأثير على الرأي العام لصالحها.

ربما يعجبك أيضا