في يوم الصحة العالمي.. الدواء لأعلى سعر ولا عزاء للفقراء

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

في عام 1948 دعت جمعية الصحة العالمية إلى تكريس “يوم عالمي للصحة” لإحياء ذكرى تأسيس منظمة الصحة العالمية، ومنذ عام 1950، جرى الاحتفال سنويًّا بيوم الصحة العالمي في السابع من أبريل.

ويتم كل عام، اختيار موضوع ليوم الصحة العالمي للتركيز على مجال من المجالات التي تثير القلق وتحظى بالأولية في سلّم منظمة الصحة العالمية، وهذا العام جاء الاحتفال تحت عنوان “التغطية الصحية الشاملة للجميع وفي كل مكان” تحت شعار “الصحة للجميع”.

تدعو المنظمة هذا العام كافة دول العالم إلى الوفاء بالتعهدات التي قطعتها على أنفسها عندما اتفقوا على أهداف التنمية المستدامة عام 2015، والالتزام باتخاذ خطوات فعلية في سبيل تحسين صحة جميع الناس.

انخفاض عدد الوفيات

ذكرت منظمة الصحة العالمية أن الجهود المبذولة على مدى سبعة عقود حققت إنجازات كبيرة للغاية على صعيد صحة شعوب العالم، وأثمرت عن تخليص العالم من أمراض فتاكة مثل “الجدري“، ومواجهة عادات سيئة مثل استخدام التبغ.

وعلى صعيد ما تم إنجازه، أوضحت المنظمة على المستوى العالمي؛ ازداد متوسط العمر المتوقع بمقدار 25 سنة.. معتبرة أن أحد أكبر المكاسب الصحية هو انخفاض أعداد الوفيات بين الأطفال الأقل من خمسة أعوام بحوالي 6 ملايين حالة وفاة مقارنة بما كان عليه الحال في عام 1990.. منوهة بأنه تم القضاء على الجدري، في حين أن الجهود مبذولة للقضاء على شلل الأطفال كذلك، في وقت نجحت فيه العديد من البلدان في القضاء على الحصبة والملاريا والأمراض المدارية مثل الدودة الغينية ودودة الفيل، وكذلك انتقال فيروس نقص المناعة البشرية والزهري من الأم إلى الطفل.

وألمحت إلى أن توصياتها ساعدت على المعالجة المبكرة وتسهيل الوصول إلى الأدوية المستحدثة الرخيصة وبما ساعد حوالي 21 مليون شخص في الحصول على العلاج المنقذ للحياة لفيروس نقص المناعة البشرية “الإيدز“، كما اكتسبت محنة معاناة 300 مليون شخص من الالتهاب الكبدي المزمن اهتمامًا عالميًا أخيرًا، إضافة إلى إنتاج الشركات المبتكرة للقاحات فعَّالة ضد التهاب السحايا والإيبولا، علاوة على لقاح للملاريا هو الأول على الإطلاق في العالم.

شلل الأطفال.. الاقتراب من النهاية

دعا الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريس” المجتمع الدولي إلى الانضمام للجهود التي تبذلها منظمة الصحة العالمية لتعزيز التزامها بضمان حصول جميع الناس في كل مكان على الخدمات الصحية التي يحتاجونها.

غير أنه أعرب عن قلقه البالغ إزاء استمرار معاناة الكثير من الناس جراء افتقارهم وعدم وصولهم إلى الخدمات الصحية الحيوية في جميع أنحاء العالم.

وجاء الاحتفال هذا العام تتزامنا مع مرور 70 عامًا على تأسيسها على مبدأ أن “التمتع بأعلى مستوى من الصحة يمكن بلوغه هو أحد الحقوق الأساسية لكل إنسان.

التلوث يهدد البشرية

حذرت المنظمة من أن تلوث الهواء، يأتي ضمن أبرز التهديدات التي تواجه الصحة العامة على مستوى العالم، حيث يودي بحياة 1.7 مليون طفل دون سن الخامسة سنويًا، موضحة في تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني: “أن مخاطر التلوث يمكن أن تبدأ في رحم الأم، وتزيد من احتمال الولادة المبكرة، ويستمر الضرر بعد ذلك إذا تعرض الرضع والأطفال الصغار للهواء الملوث في الداخل والخارج وللتدخين السلبي.

من جانبها، قالت مديرة عامة منظمة “الصحة العالمية”، مارجريت تشان: إن تردي نوعية الهواء يمثل مشكلة أوسع نطاقا بالمقارنة مع فيروسي نقص المناعة المكتسب”الإيدز” وفيروس “إيبولا“، محذرة من أن ذلك له انعكاسات سلبية على الصغار، موضحة: “البيئة الملوثة بيئة مميتة، خاصة للأطفال الصغار؛ فأعضاؤهم النامية وأنظمتهم المناعية وأجسادهم الصغيرة وشعبهم الهوائية تجعلهم على وجه الخصوص أكثر عرضة للتأثر سلبا بالمياه والهواء الملوثين”.

الفقر في مواجهة المرض

تأسست منظمة الصحة العالمية على مبدأ يقضي بحق كل فرد في أن يتمتَّع بأعلى مستوى من الصحة يمكن بلوغه، ومع ذلك، يقع ما يقرب من 100 مليون إنسان في براثن الفقر مجبرين على العيش بدخل 1.90 دولار أمريكي فقط أو أقل في اليوم، لأنهم يضطرون لدفع تكاليف الخدمات الصحية من جيوبهم الخاصة.

وفي إقليم شرق المتوسط، يمثل الإنفاق الشخصي المباشر 40% من الإنفاق الصحي؛ وأكثر الأشخاص تضررا من هذا الوضع هم ذوو الدخول المنخفضة والمحرومون من الحماية الاجتماعية، ويواجه ما يصل إلى 55.5 مليون شخص في مختلف أنحاء الإقليم ضائقة مالية نتيجة لما يدفعونه من مالهم الخاص على الصحة؛ وتدفع هذه التكاليف ما يصل إلى 7.7 ملايين شخص إلى الوقوع في براثن الفقر، وتبلغ المدفوعات الشخصية على الخدمات الصحية أكثر من 70٪ من إجمالي الإنفاق الوطني على الصحة في بعض بلدان الإقليم.

لأعلى سعر

التغطية الصحيّة الشاملة: للجميع وفي كل مكان” ، كلمات تحمل نية طيبة، فهي تعقد الآمال على توفير رعاية صحيّة أساسية لبليون ما زالوا محرومين منها “ولنحو 250 مليونًا آخرين يعانون قسوة كلفتها المالية”، مطالِبَةً قادة العالم بالتزام تحقيق “أهداف التنمية المستدامة 2015” شرطًا أساسيًّا لذلك، ولكن لماذا تجاهلت منظمة الصحة دور شركات الأدوية التى تبحث عن الأرباح قبل أى شئ فالشفاء بين أيديها ولكن يباع لأعلى سعر.

هناك الكثير من الدول التى تحاول جاهدة إنتاج الأدوية النوعية مثل”الهند” على أن تكون بأثمان في متناول الجميع ففي العالم العربي على سبيل المثال هناك دواء نوعي متطور لعلاج الكآبة يُنتَج في الأردن كدواء نوعي مشابه لعقار “زولوفت” لكنه أرخص منه بأضعاف، وينطبق الحال على دواء علاج الأورام الخبيثة “مابثيرا” الذي يقترب الأردن أيضًا من إنتاج دواء نوعي موازٍ له.

إيبولا تلتهم المنظمة

فشلت منظمة الصحة في مواجهة وباء “إيبولا” الذي ضرب دول الساحل الأفريقي عام 2015، وفتك بآلاف البشر في غينيا وسيراليون وليبيريا وغيرها، فقد كشف الوباء ضعف النظم الصحيّة في دول الساحل الأفريقي، خصّصت مجلة “فورين آفيرز” الناطقة بلسان “مجلس العلاقات الخارجية” الأمريكي، مقالًا مطوّلًا لخبير الاستراتيجيات الصحية فيها، “لوري غاريت”، لتحليل تلك المأساة.

كان عنوان المقال “دروس إيبولا”: كيف أساءت منظمة الصحة العالمي إدارة الأزمة؟ للإشارة إلى إخفاق تلك المنظمة في مواجهة هذا الوباء.

ربما يعجبك أيضا