قبل زيارته لليابان.. روحاني يتعهد بإنهاء العقوبات

يوسف بنده

رؤية

اتجه الرئيس الإيراني، حسن روحاني، مساء الثلاثاء، إلى ماليزيا، ومن ثم ستكون محطته الثانية اليابان، وقد كتبت صحيفة “اعتماد” أن روحاني أعطى وعدًا قبل مغادرته طهران، بأن العقوبات لن تستمر.

وكتب قاسم محب علي، في نفس الصحيفة، أن محطة روحاني الأولى ماليزيا ستكون دون نتائج، فرئيس وزراء ماليزيا، مهاتير محمد، على الرغم من انتقاده للغرب والولايات المتحدة ورفضه للعقوبات الأميركية إلا أنه في الواقع ينفذ العقوبات، لأن الولايات المتحدة هي الشريك الاقتصادي الأول لماليزيا، ولا تريد ماليزيا ضرب الاستثمارات الأميركية بالطبع.

وأمام الجلسة الافتتاحية لقمة “كوالالمبور 2019” الإسلامية المصغرة، التي تستضيفها العاصمة الماليزية بين 18 ـ 21 ديسمبر/ كانون الأول الجاري. قال روحاني، إن حالة عدم الاستقرار في عدد من الدول الإسلامية، تفتح الطريق أمام التدخلات الأجنبية.

واعتبر أن “الحرب في سوريا واليمن، والفوضى وعدم الاستقرار في العراق ولبنان وليبيا وأفغانستان، هي نتيجة مزيج من الأفكار المتطرفة المحلية والتدخلات الأجنبية”.

وتابع الرئيس الإيراني أن “العقوبات الاقتصادية باتت وسيلة للإبقاء على خطط الهيمنة الأمريكية”، وأشار أن هناك مشاكل ثقافية واقتصادية وأمنية، تقف عائقا أمام التنمية في العالم الإسلامي.

كما أفادت الأنباء بأن طوكيو ستطلب على الأرجح من طهران أن توافق على إيفاد اليابان قوة بحرية إلى الخليج لحماية ناقلاتها النفطية. ومن المقرّر أن تصادق حكومة آبي على مشروع مثير للجدل يقضي بإرسال قوة بحرية إلى مياه الشرق الأوسط.

وكانت اليابان أحجمت عن المشاركة في قوة متعدّدة الجنسيات اقترحتها الولايات المتحدة لحماية الملاحة البحرية في الخليج، بيد أنها قالت إنها ستتخذ إجراءات في هذا المجال.

وأكد آبي، عشية زيارة روحاني، أن “اليابان ستسعى، عن طريق إقامة التواصل المستمر، في خفض التوتر في المنطقة وإعادة الاستقرار. ومن وجهة نظر أمن الطاقة، فمن الطبيعي أن تواصل اليابان إجراءاتها لإحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وضمان أمن السفن اليابانية في المنطقة”. وكتبت صحيفة “يابان تايمز”، من جهتها، أن زيارة روحاني “تُعدّ إحدى أهم الفرص لخفض التوترات في المنطقة”.

العقوبات والاحتجاجات

وفي حديثه إلى عدد من الإيرانيين الذين يعيشون في ماليزيا، أشار حسن روحاني، أمس الأربعاء، إلی أن “الولايات المتحدة تهدف إلى فرض أقصى العقوبات والضغط على الشعب الإيراني لكي يقف في وجه النظام”، مضيفًا: “العقوبات خسارة للجانبین ولا يمكن أن تستمر لفترة طويلة”.

وقال روحاني: “على عكس تصور الأعداء، فإن الشعب الإيراني، وقف في مواجهتهم وقاوم، على الرغم من الظروف المعيشية الصعبة، بسبب العقوبات الجائرة التي شملت حتی الغذاء والدواء”.

إلى ذلك، لم یتطرق روحاني، في حدیثه، إلی الاحتجاجات التي اندلعت في جميع أنحاء البلاد، وتم خلالها قتل وجرح مئات المحتجين، في أقل من شهر.

وفي السياق نفسه، قال الرئيس الإيراني: “الأميركيون مضطرون للتراجع عن موقفهم لأنه بسبب مقاومة الناس للعقوبات والضغوط الاقتصادية القصوى التي یمارسها الأعداء، فإن قدرتنا على مواجهة الضغوط الخارجية ستزداد أكثر من أي وقت مضی، اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا وثقافيًا ودفاعيًا”.

وعن الوضع الاقتصادي الإيراني في العام الماضي، أشار روحاني إلى أن إيران کانت تواجه مشاكل من حيث التضخم، والنمو الاقتصادي، واضطراب أسواق السلع والعملات. مضيفًا: “لقد تمكنت الحكومة والشعب، من خلال المقاومة، من السيطرة على الموقف في ربيع عام 2019، وبعد شهر مايو (أيار) 2019، أظهرت الإحصاءات أن جميع المؤشرات تتحسن وتتجه نحو الإيجابي”.

إعفاءات لليابان

هناك تخمينات بأن روحاني بالفعل قد يحصل على رفع جزئي للعقوبات من خلال تقديم إعفاء لليابان من العقوبات، وفي المقابل ستحصل إيران على ديون يابانية بحجم 20 مليار دولار. وكذلك ستعود اليابان لشراء النفط الإيراني. لكن في المقابل لابد أن تقوم طهران بتقديم خطوة من جانبها تتمثل في إنضمامها لمجموعة العمل المالي الدولية واتفاقية “باليرمو” لمكافحة الجريمة المنظمة؛ وإلا فسيتم إدراج إيران ضمن القائمة السوداء للمعاملات إلى جانب كوريا الشمالية. والهدف من هذه الإتفاقية ضمان عدم تمويل طهران للجماعات المتطرفة في المنطقة.

وطهران كانت تراهن على رحيل ترامب وتتبع سياسة الصبر مع الولايات المتحدة الأمريكية؛ لكن بعدما تعززت مكانة ترامب وارتفع سهم فرصة فوزه في الانتخابات المقبلة، باتت طهران تدرك أن التفاوض معه عشية الانتخابات الأميركية، أفضل بكثير من التفاوض معه بعد فوزه بالانتخابات، أو مع خليفته، إن خسر ترامب.

ومع هذا الإدراك ما زالت إيران تتمهل في إدارة هذه المفاوضات. ولذلك قال كبير المفاوضين، عباس عراقتشي، في حديث مع قناة “سي جي تي إن” التلفزيونية الصينية، إن ​إيران​ لن تتفاوض أبدا تحت الضغوط القصوى لأن ذلك يعني الاستسلام، وقال لا موقع للتفاوض مع أمريكا في حسابات ايران في الظروف الراهنة. وهو يقصد أن طهران تشترط رفع العقوبات قبل الدخول في أي عملية تفاوض.

مزيد من التصعيد النووي

وأمام الضغوط الأمريكية عبر العقوبات، ما زالت طهران تحافظ على آلية خفض الالتزامات النووية؛ حيث أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن إيران مضطرة لاتخاذ خطوات قادمة لايجاد التوازن في التزامات الاتفاق النووي، لو استمرت أوروبا في عدم تنفيذ التزاماتها.

ولذلك، أكد الرئيس الإيراني أن إيران تعمل حاليا على اختبار أجهزة طرد جديدة لتخصيب اليورانيوم، خارج نطاق الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وقال روحاني في ماليزيا: “رغم الحظر والضغوط الاقتصادية فقد حققنا كثيرًا من التقدم ولدينا اليوم أجهزة طرد مركزي جديدة من طراز IR-6 تعمل في الوقت الحاضر وأجهزة طرد مركزي من طراز IR-9 في مرحلة الاختبار”، حسب ما نقلت عنه وكالة “فارس” شبه الرسمية.

وسبق أن أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر الماضي عن تركيب إيران أجهزة طرد جديدة، بما في ذلك IR-9، في منشأة فوردو النووية، في خطوة جديدة تتخذها طهران في سبيل تقليص التزاماتها بالاتفاق النووي، بدعوى فشل الدول الأوروبية الموقعة على الصفقة في تعويض الأضرار التي لحقت بالاقتصاد الإيراني جراء انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق العام الماضي واستئنافها وتشديدها العقوبات الاقتصادية القاسية ضد الجمهورية الإسلامية.

ربما يعجبك أيضا