قبيل تفعيل العقوبات الأمريكية.. الريال الإيراني يقفز نحو الانهيار

حسام عيد – محلل اقتصادي

قبل أيام من موعد بدء العقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران، تشهد العملة المحلية ما يشبه الانهيار المتواصل، فالريال الإيراني تراجع في السوق السوداء ووصل إلى أرقام قياسية، فيما سعره الرسمي ظل يراوح في مكانه دون أن يعني شيئا في ساحات التداول.

وهوى الريال الإيراني إلى 112 ألفا مقابل الدولار الواحد، في مؤشر على أن القادم سيكون اسوأ بكثير خصوصا مع قرب إعادة فرض الولايات المتحدة دفعة أولى من العقوبات الاقتصادية على إيران في أغسطس المقبل.

انهيار تاريخي للريال الإيراني

وقبل نحو أسبوع من بدء سريان العقوبات الأمريكية شهدت الأسواق والبورصات انهيارات متتالية، ووصل سعر الدولار للمرة الأولى إلى 112 ألف ريال بعد أن كان 98 ألفا يوم السبت الموافق 28 يوليو الجاري في السوق غير الرسمية؛ بحسب موقع أسعار صرف العملات “بونباست.كوم”. في حين بلغ سعر الصرف الذي حددته الحكومة 44070 ريالا مقابل الدولار الواحد، مقارنة بنحو 35186 في الأول من يناير الفائت.

وتزامنت الموجة الجديدة من ارتفاع أسعار الدولار والذهب مع تغيير رئيس البنك المركزي ولي الله سيف وتعيين عبد الناصر همتي بدلاً منه، وخلال مراسم تقديمه بحضور نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري، قال رئيس البنك المركزي السابق إن تفاقم أزمة العملة مصدره تراكم مشكلات سابقة. بدوره، أشار همتي إلى وجود “تخبط في تطبيق السياسات الخاصة بالعملة”.

وسلطت وسائل الإعلام الإيرانية الضوء على تذبذبات أسعار العملة على مدار الساعة، ووصفت أوضاع السوق بـ”الملتهبة”، فيما أشارت تقارير إلى توقف بيع الدولار.

فيما أفادت العديد من المواقع الاقتصادية الدولية بأن الانهيار قد تجاوز هذا الحد، متوقعة استمرار التدهور في الوضع الاقتصادي في ظل غياب الحلول السياسية.

وفقدت العملة الإيرانية منذ أبريل الماضي نحو نصف قيمتها نظرا للصعوبات المالية في البنوك المحلية وللطلب المكثف على الدولار بين التجاريين الإيرانيين الذين يخشون من آثار العقوبات.

موجة إضرابات جديدة بالأسواق

ضرب شلل شبه تام، معظم الأسواق الرئيسية في المدن الإيرانية، جراء موجة إضرابات جديدة احتجاجًا على الانهيار التاريخي للريال الإيراني.

وقالت المعارضة الإيرانية إن “إضرابا عارما” انطلق في أسواق العاصمة طهران ومدن أخرى، على غرار کرج وتبریز وشهرری إثر تدهور سعر صرف الريال.

وقالت منظمة مجاهدي خلق المعارضة إن “حشدا غفيرا من الناس تجمع الأحد في ساحة “سبزه ميدان” في طهران، غير أنهم واجهوا هجومًا شنه الأمن”.

لكن “في صباح یوم الإثنين الموافق 30 يوليو الجاري بدأ إضراب في أسواق طهران وکرج وتبریز وشهرري ومدن أخری، وأصبح موقف الشارع الإيراني متفجرًا”.

عزل إيران اقتصاديًا

وينذر إعادة فرض الولايات المتحدة دفعة أولى على إيران من العقوبات الاقتصادية في 7 أغسطس المقبل، بمزيد من الانهيار للعملة المحلية وتدهور الاقتصاد.

ولم تكتف الولايات المتحدة بفرض عقوبات تجارية واقتصادية قاسية على النظام الإيراني بل قررت معاقبة أي شركات عالمية تتعامل معه، وأبلغت الدول جميعها بضرورة وقف جميع وارداتها من النفط والغاز الإيرانيين اعتبارا من الرابع من نوفمبر المقبل.

وأدت هذه القرارات الأمريكية لانسحاب معظم الشركات العالمية من مشاريعها في إيران، خصوصا في حقول النفط والغاز والنقل والصناعة.

وتريد الولايات المتحدة أن تتوقف إيران عن التدخل في شؤون دول المنطقة من خلال ميليشياتها ووقف تطوير برنامجها الصاروخي الطموح، ولهذه الأسباب سارع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للانسحاب من اتفاقات البرنامج النووي الإيراني مطالبا بتعديلها.

ربما يعجبك أيضا