“قداسات أون لاين”.. “كورونا” يطفئ شموع سبت النور وعيد القيامة

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

يحتفل مسيحيو مصر، اليوم السبت بظهور النور المقدس من قبر السيد المسيح بكنيسة القيامة في القدس، وهو اليوم المعروف باسم سبت النور أو سبت الفرح أو السبت المقدس.

ويأتي سبت النور بعد الجمعة العظيمة وقبل يوم من عيد القيامة، هو بعد يوم من صلب السيد المسيح وموته، حسب العقيدة المسيحية، وفيه حسب الأناجيل أنار المسيح على الجالسين في الظلمة عندما نزل إلى الجحيم وأخذ من كان على رجاء، كل من مات على رجاء الخلاص إلى الفردوس، فيقول “إنجيل متى”: “الشعب الجالس في ظلمة أبصر نورا عظيما، والجالسون في كورة الموت وظلاله أشرق عليهم نور”، ويذهب آخرون سببه النور الذي يخرج من القبر المقدس في مدينة القدس في ظهر ذلك اليوم من كل عام.

ويحتفل به المسيحيون الساعة 11 مساءً من ليلة سبت النور، أما عن صلاة عيد القيامة، فيبدأ بصلاة تسبحة العيد عصر السبت ثم باكر عيد القيامة مع حلول الظلام وأخيرا قداس عيد القيامة مع انتصاف الليل وتختم مع الساعات الأولى من يوم أحد القيامة.



كنيسة القيامة

كنيسة القيامة التي تشهد احتفالات خاصة في يوم سبت النور، تُعد أعرق كنائس العالم على الإطلاق، حيث بدأ بناؤها عام 325 وانتهى في 336، وهي داخل أسوار البلدة القديمة في القدس، وبُنيت فوق الجلجثة، وهي المكان الذي صُلب فيه السيد المسيح، وتحتوي الكنيسة على المكان الذي دُفن فيه “يسوع” وهو ما يسمى بـ”القبر المقدس”.

إغلاق كنيسة القيامة هذا العام، يُعد قرارًا صادمًا لمئات الآلاف من المسيحيين الذين يحرصون على زيارة قبر المسيح في عيد القيامة، ليس هذا فحسب، ففي عام 2020 شهد إغلاق الكنيسة لأول مرة منذ أكثر من مائة عام، وتكتفي الكنيسة باستقبال عدد محدود للغاية من قيادات الطوائف المسيحية المختلفة للصلاة يوم “سبت النور”.

البطاركة ورؤساء كنائس القدس، قالوا إن الشوارع في مدينة القدس الشرقية كانت فارغة تمامًا، وكذلك الحال في كنائسها وعلى رأسها كنيسة القيامة، بعد أن كان آلاف المؤمنين والحجاج يشاركون سنويًا في مناسبات الجمعة العظيمة وسبت النور وأحد الفصح.

وأوضح البطاركة في بيان لهم، أن الاحتفالات ستقتصر على قداسات الصلاة، وستقتصر الصلاة في كنيسة القيامة على عدد محدود لا يتجاوز الـ10 أشخاص، بسبب التعليمات باتخاذ الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي فيروس كورونا.

قداسات أون لاين

في ضوء الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة المصرية لمنع انتشار فيروس “كورونا” المستجد، اختلفت الاحتفالات هذا العام، حيث يترأس رؤساء الكنائس المصرية الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية، اليوم، قداسات عيد القيامة المجيد، للمرة الأولى دون حضور “شعبي”، مع بث جميع القداسات عبر القنوات التلفزيونية، والصفحات الرسمية للكنائس عبر مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك وتويتر”.

بدوره، يرأس قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، قداس عيد القيامة المجيد من دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون في الساعة الثامنة مساء، وذلك دون حضور شعبي لأول مرة منذ أكثر من ١٠٠ عام.

ويشارك البابا في صلاة القداس عدد من الآباء المطارنة والأساقفة أعضاء المجمع المقدس، فضلا عن عدد من رهبان الدير، فيما يبث القداس على الهواء تليفزيونيا عبر التليفزيون المصري، والقنوات المسيحية الخاصة، وأونلاين عبر الصفحة الرسمية للمركز الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

وأعلن القس بولس حليم المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أن البابا لن يستقبل المهنئين الرسميين بالعيد في المقر البابوي كما هو معتاد، في إطار الإجراءات التي تتبعها الكنيسة للوقاية من فيروس كورونا المستجد.

من جانبه، قال الأنبا باخوم المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية: إن البطريرك سيترأس القداس مع عدد قليل من الآباء المطارنة والكهنة والشمامسة استجابة للإجراءات الاحترازية المتعلقة بمواجهة فيروس “كورونا”.

ويتحدث البطريرك في عظة قداس القيامة المجيد، عن معنى وقيمة قيامة السيد المسيح من بين الأموات، وكيف أن قيامته شكلت فرحا ورجاء، ويقول: “الحياة بعد قيامة المسيح اتخذت مسارا جديدا، وأخلاقا جديدة ورجاء جديدا”.

كما يصلى البطريرك لأجل ما يعيشه العالم اليوم، ولكي يتنزل الله برحمته ونعمته على الإنسانية، ليتوقف خطر الوباء ويعم الخير والسلام، ويطلب للمرضى الشفاء وللموتى الرحمة.

الطائفة الإنجيلية: احتفال عيد القيامة بلا مصلين

أعلنت الطائفة الإنجيلية في مصر، إقامة الاحتفال الرسمي بمناسبة عيد القيامة المجيد بمصر الجديدة بلا مصلين، نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها مصر ودول العالم للحد من انتشار من فيروس “كورونا”.

وقال رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر الدكتور القس أندريه زكي: “نؤمن بأن سلامةَ الإنسانِ تأتي أولًا، ومهمتنا الوقوف صفًّا واحدًا لدعم جهود مصر الفعّالة لمكافحة وباء فيروس كورونا، والذي يهدد بلادنا العزيزة، لذلك قررت الطائفة الإنجيلية بمصر اقتصار الاحتفال بعيد القيامة على عدد محدود جدًّا من قيادات الطائفة بدون شعب؛ حفاظًا على الأرواح، مع نقل الاحتفال على الهواء مباشرة عبر القنوات، ونصلي معا أنْ يمنحَنا الربُّ نجاة من عنده، حتى نجتاز مع كل إخوتنا في الإنسانية هذه الأزمة”.

وكان المجلس الإنجيلي العام ورؤساء المذاهب الإنجيلية بمصر قد قرروا في 2 أبريل الجاري تعليق كافةِ أنشطة الطائفة الإنجيلية في مصر دونَ استثناء؛ من اجتماعات وأفراح واحتفالات، وقصر الجنازات على أسرة المتوفى فقط، لجميع الكنائس الإنجيلية على مستوى الجمهورية، وذلك لحين استقرار الأوضاع.

من جهته، هنأ الرئيس عبدالفتاح السيسي المسيحيون بمناسبة الاحتفال بعيد القيامة المجيد، وجاء نص التهنئة: “الإخوة والأخوات، أبناء مصر الأقباط بالخارج، يسعدني أن أبعث إليكم بأصدق التهاني القلبية بمناسبة الاحتفال بعيد القيامة المجيد، أدعو الله تعالى أن يُعيد عليكم هذه المناسبة الطيبة وأنتم تنعمون بموفور الصحة والسعادة، وأن يحفظ مصر وشعبها العظيم وجميع شعوب العالم من كل مكروه وسوء، أتمنى لكم التوفيق والسداد ولمصرنا الحبيبة المزيد من الخير والنماء، مع أطيب تمنياتي، وكل عام وأنتم بخير، عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية”.

من جهته، بعث الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ووزير الداخلية محمود توفيق، برقية تهنئة لقداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وجميع المواطنين الأقباط؛ بمناسبة الاحتفال بعيد القيامة المجيد.

وقدم رئيس الوزراء التهنئة لقداسة البابا، مقرونة بأطيب التمنيات بأن يعيد المولى عز وجل هذه المناسبة على قداسته وعلى جميع المواطنين الأقباط بموفور الصحة والسداد، وعلى مصرنا الحبيبة بالمزيد من التقدم والرقي والازدهار، وأن تزداد أواصر المحبة والسلام بين أبناء الوطن جميعا؛ كي تنعم مصر بالأمن والأمان والاستقرار.

كما بعث وزير الداخلية اللواء محمود توفيق، برقية تهنئة لقداسة البابا تواضروس الثاني، وإبراهيم إسحاق سدراك، بطريرك طائفة الأقباط الكاثوليك، والدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفــة الإنجيلية، وجاء بها: “بصادق مشاعر المحبة والسلام وخالص عبارات التقدير والاحترام، يطيب لي وهيئة الشرطة أن نبعث لقداستكم والإخوة المسيحيين، بخالص التهاني وصادق الأماني بمناسبة عيد القيامة المجيد، سائلا المولى عز وجل أن يعيده علينا أعواما عديدة وقد تشابكت أيادينا وحدة وقوة في سبيل الارتقاء بمسيرتنا الوطنية نحو المزيد من التقدم والتنمية والرخاء، ولتبقى مصرنا الغالية دائما في رفعة وازدهار. وكل عام وقداستكم بخير”.
 

ربما يعجبك أيضا