كاتب أحوازي يوضح تداعيات تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية

مراسلو رؤية

رؤية – الكاتب الأحوازي أحمد رحمت العباسي

لم يخيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، آمال الكثير من الناس في العالم، ومؤخرًا وضع اسم الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب، وكان عدد من مستشاري ترامب والأوساط السياسية في أمريكا قد طلبوا اتخاذ مثل هذه الخطوة ووصفوها بالخطوة الضرورية.

وجاء هذا القرار من قبل الرئيس الأمريكي غير مستبعد بل كان ينتظره معظم المراقبين السياسيين، وسبق أن وضعت هذه الإدارة أسماء عدد من قادة الحرس الثوري في قائمة الإرهاب والحظر الأمريكي، لاسيما وأن هذه الإدارة منزعجة من اختبار وإطلاق الصواريخ البالستية الإيرانية التي يشرف عليها الحرس الثوري.

إن خطوة كهذه من قبل الإدارة الأمريكية لا تكلف أمريكا الكثير، فالقول بأن مثل هذا الإجراء من شأنه تهديد القوات الأمريكية المتواجدة في منطقة شرق الأوسط، أو يضعف جهود محاربة الإرهاب أصبح غير ذي مصداقية، حيث إن الحرس الثوري الإيراني لا يجرؤ على استهداف القوات الأمريكية في المنطقة مهما حصل، بل إن خامنئي وقادة الحرس الثوري أصبحوا يدركون جيدا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شخص مغامر ويفعل ما يقول، ونرى أنه بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض أصبح خامنئي وقادة الحرس الثوري يقللون من عنترياتهم السابقة، واختفت المناورات الصاروخية للحرس واستعراض العضلات إلى حد كبير.
كما أن أمريكا وبقية الدول الغربية تعلم جيدًا أن هناك تنسيق وتعاون بين الأجهزة الأمنية الإيرانية لاسيما فيلق قدس التابع للحرس الثوري، والتنظيمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة، ويرعى الحرس الثوري مليشيات مسلحة في المنطقة مثل حزب الله اللبناني والمليشيات الشيعية العراقية.
وبهذا القرار الأمريكي تلقى الحرس الثوري ضربة موجعة، حيث لم يكن بمقدور قادة الحرس الثوري في هذه الحالة حتى ركوب الطائرات غير الإيرانية والسفر إلى خارج إيران (طبعا ما عدا الذهاب للعراق وسوريا!)، وستمتنع الدول الأجنبية عن الاستثمار في إيران لأن معظم المشاريع الاقتصادية في إيران يديرها الحرس الثوري أو لديه أسهم بها، بالطبع لا توجد استثمارات أجنبية كبيرة في إيران حتى الآن وكل ما يقال كلام على ورق!
كما يرى المراقبون أن الإدارة الأمريكية تعتبر خطر الحرس الثوري بصورة خاصة -والنظام الإيراني بصورة عامة- يتجاوز البرنامج النووي والصاروخي الإيراني، بل إن إيران تقوم بالتدخل السافر في المنطقة من سوريا إلى العراق ولبنان واليمن وحتى دول الخليج العربي…، حيث تهدف من وراء هذا التدخل إلى بسط نفوذها في المنطقة، وهذا ما يضر بالمصالح الأمريكية.
وسبق أن طالب عدد من المشرعين في الكونغرس الأمريكي وزارة الخارجية الأمريكية بضم الحرس الثوري الإيراني إلى قائمة الإرهاب الأمريكية، فيما تقوم وزارة الخارجية الأمريكية في تقريرها السنوي عن الإرهاب في العالم بوضع اسم “الجمهورية الإسلامية الإيرانية” على هذه القائم.
وبالطبع لا أحد يشك في أن الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، وخير دليل على هذا وجود فيلق قدس التابع للحرس والذي يقوم بأعمال إرهابية داخل وخارج إيران.
وفي الداخل يعتبر الحرس الثوري أشد أعداء الشعوب غير الفارسية التي تعيش على جغرافية ما تسمى بإيران، حيث خاض ويخوض عدة معارك دامية مع هذه الشعوب في الأحواز العربية وكوردستان وبلوشستان واذربيجان.
وعندما تمتلك إيران جيشا نظاميا تقليديا فما الحاجة لجيش آخر؟ غير أن هذه القوات تعمل في مجال الإتجار بالبشر وتهريب النفط والمخدرات وتصدير الفحشاء فيما نشاطها العسكري يقتصر على قتل وقمع معارضي النظام في الداخل والمشاركة في الجرائم بالخارج.

ربما يعجبك أيضا