كاتب إيراني: لا تلوموا “العرب” ولكن لوموا أنفسكم!

يوسف بنده

رؤية

لأيام، يحرك النظام الإيراني إعلامه من أجل مهاجمة وتهديد دول العالم العربي التي قامت بالتطبيع مع إسرائيل. إلى جانب تحريك النظام لمليشياته في المنطقة للخروج بالتصريحات والاجتماعات التي تهدد استقرار وأمن هذه الدول. وهدف النظام من ذلك؛ هو ألا تفقد شعاراته حماستها وجذوتها، خاصة أن النفوذ الإيراني في المنطقة العربية يتغذى كثيرًا على القضية الفلسطينية.

وهو ما كشفه زيف علاقته مع جمهورية مصر العربية؛ حيث قطع النظام الإيراني علاقته بمصر بعد اتفاقية السلام في إسرائيل، بينما مع صعود الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم في القاهرة، لمعت ملامح العلاقات الدافئة بين القاهرة وطهران، رغم أن الإخوان المسلمين أنفسهم أقروا باتفاقية السلام بين القاهرة وتل أبيب.

لكن الحقيقة، أن إيران باتت تدرك أنها هدف مشترك للدول العربية وإسرائيل، بعدما تحولت إلى قوة مخربة في المنطقة العربية.

موقف أمريكي صارم

قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في بيان تحت عنوان “قيود جديدة على أنشطة إيران النووية والصاروخية الباليستية والأسلحة التقليدية” نشر على موقع البيت الأبيض على الإنترنت يوم الإثنين: “لن تسمح إدارتي لإيران أبدًا بامتلاك أسلحة نووية أو تهديد العالم بصواريخ باليستية جديدة وأسلحة تقليدية”.

وذكر “ترامب” أن أمره التنفيذي الجديد ضد إيران، يجمّد الأصول المملوكة للأفراد المتورطين في توفير أو بيع أو نقل الأسلحة التقليدية من وإلى إيران، وكذلك أصول أولئك الذين يقدمون الدعم والخدمات الفنية والتعليمية والمالية، وغيرها من المساعدات المتعلقة بهذه الأسلحة.

وأضاف “ترامب”: “لقد كذب النظام الإيراني باستمرار بشأن الذخيرة السرية لأسلحته النووية ومنع دخول المفتشين الدوليين، مما يبرز نقاط الضعف عميقة الجذور في الاتفاق النووي الفاشل للإدارة السابقة الذي انسحبت منه الولايات المتحدة. لا يمكن للعالم أن ينتظر حتى تبني إيران سلاحًا نوويًا”.

وقال “ترامب”: “إجراءاتي اليوم تبعث برسالة واضحة للنظام الإيراني وأعضاء المجتمع الدولي الذين لا يقفون بوجه إيران؛ لن تسمح الولايات المتحدة للنظام الإيراني بتقوية قدراته لتهديد وترهيب بقية العالم”.

وشدد “ترامب” على أن إدارته ستستخدم كل الوسائل المتاحة لوقف مساعي إيران لامتلاك الصواريخ الباليستية والأسلحة التقليدية والأسلحة النووية، وقال: “إذا كان النظام الإيراني ينوي أن يمنح ما يريده الشعب الإيراني ويستحقه بكل قوته – أي (إيران مزدهرة وسعيدة)، يجب أن يغير سلوكه”.

الحلفاء أولًا

قال المحلل السياسي، فريدون مجلسي في مقال نشرته صحيفة “شرق”، إن تفعيل آلية الزناد يعني إلغاء قرار مجلس الأمن القاضي بتعليق كافة القرارات السابقة والتي تم فرض العقوبات الدولية على طهران بموجبها.

وذكر مجلسي: “نظرا إلى العداء بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية فإن العقوبات الدولية ستستمر على إيران إلى أن تعيد الولايات المتحدة النظر في ذلك”.

وأضاف المحلل والخبير السياسي فريدون مجلسي أن الولايات المتحدة ستستمر في فرض العقوبات على إيران ما دامت هناك مخاطر تهدد حلفاءها في المنطقة.

لوموا أنفسكم!

وقال المحلل السياسي، بيروز مجتهد زاده، لصحيفة “آرمان ملي” إن المسؤولين الإيرانيين يتعاملون بانفعال مع قرار التطبيع الذي قامت به بعض الدول العربية مع إسرائيل، وإنهم لا يسمحون لأنفسهم بالتفكير بالفرص التي تكون كامنة في هذا القرار بالنسبة لإيران، وهم بدل ذلك يستخدمون لغة التهديد والعنف، مشيرا في ذلك إلى تصريحات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.

وذكر مجتهد زاده أن الدول في عالم السياسة تعد مستقلة وتتخذ قراراتها، حسب ما تراه مناسبا لمصلحتها، وهذا يصدق على ما قامت به الإمارات والبحرين، ولا يحق لدولة أن تتدخل في قرارات الدول الأخرى.

وعن أسباب تحول مواقف بعض الدول العربية من إسرائيل، وقال المحلل والخبير في الشؤون الدولية والإقليمية بيروز مجتهد زاده: “لو نظرنا نظرة إنصاف وتحرٍ لوجدنا أن السبب لا يكمن في شخص الرئيس ترامب ونتنياهو فحسب، بل إن سياساتنا وتوجهاتنا تشكل أحد الأسباب في هذا التغيير في سياسات الدول العربية تجاه إسرائيل”.

وطالب مجتهد زاده المسؤولين في إيران بإعادة النظر في الآيديولوجيا التي تتبعها إيران في سياساتها الخارجية، وأن تجعل سياساتها أكثر لينا ومرونة، معتبرا أن قرار التطبيع يمكن أن يصبح فرصة لإيران لو بادرت بإعادة النظر في سياساتها الخارجية.

ربما يعجبك أيضا