كاتب بريطاني: حرب غزة ستغير العالم

رأى الكاتب البريطاني، جدعون راشمان، أن التطورات التي يشهدها الشرق الأوسط ستُحدث تغييرات كبيرة في السياسة العالمية.

وفي مقال بصحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، الاثنين 6 نوفمبر 2023، قال راشمان إن الحرب في غزة تؤذن بنهاية فترة السلام النسبي التي شهدتها حقبة التسعينيات، وتمنح فرصة للقوميين، ودعاة الحرب، وأنصار نظريات المؤامرة.

الانشغال عن أوكرانيا

لفت الكاتب البريطاني إلى أن الحرب في غزة أجبرت الولايات المتحدة على تحويل الوقت والموارد بعيدًا عن أوكرانيا، وفي بعض الحالات، توجد منافسة مباشرة على أنواع معينة من الذخيرة بين إسرائيل وأوكرانيا.

الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل في حربها على غزة

وكذلك تتضرر قدرة الغرب الضعيفة بالأساس على حشد الدعم العالمي لأوكرانيا بسبب الغضب في “الجنوب العالمي” بشأن الدعم الأمريكي لإسرائيل، وجهود تعزيز الحُجة بأن روسيا ترتكب جرائم حرب في أوكرانيا ستقابلها الآن اتهامات متجددة بازدواجية المعايير.

الاعتماد على الغرب

التطورات تأتي في وقت يشهد تعثرًا للجهد الحربي الأوكراني، لأن الهجوم المضاد لكييف فشل إلى حد كبير، وفق راشمان، الذي أشار إلى أن روسيا حولت نفسها إلى اقتصاد حرب وستمتلك على الأرجح أفضلية متنامية في التسليح وعدد القوات العام المقبل.

وتظل أوكرانيا معتمدة بشدة على الغرب من أجل الحصول على السلاح والدعم المالي، لكن داعمي كييف الغربيين فشلوا في زيادة إنتاج الأسلحة لمواكبة الآلة الحربية الروسية.

وفي الوقت نفسه، تعثر استمرار تمويل أوكرانيا في الكونجرس الأمريكي في الوقت الذي انقلب الجمهوريون الداعمون لترامب على الحرب.

مأزق بايدن

في الولايات المتحدة، تواجه رئاسة جو بايدن مأزقًا كبيرًا، لأن دونالد ترامب أصبح المرشح الأوفر حظًا للفوز بانتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، وتُظهر استطلاعات الرأي الأخيرة تقدمه في معظم الولايات المتأرجحة التي ستحسم السباق الرئاسي.

ووفق راشمان، هذا يمنح فلاديمير بوتين مزيدًا من الأسباب لمواصلة القتال بقوة على مدار العام المقبل، نظرًا لارتفاع احتمالات عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وتخليه عن أوكرانيا. وهكذا، توجد فرصة متزايدة بأن تكسب روسيا زمام المبادرة في حربها مع أوكرانيا العام المقبل.

الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب

وأشار الكاتب البريطاني إلى أن فوز ترامب يزداد ترجيحًا بسبب صراع غزة، لأن بايدن يحتاج إلى تصويت الناخبين الشباب، والتقدميين، والأمريكيين العرب، لكن الكثير منهم غاضبون بسبب دعم إدارته لإسرائيل، وإذا لم يشارك التقدميون، أو إذا صوّتوا لمرشحين هامشيين، قد تنقلب دفة الانتخابات لصالح ترامب.

تداعيات أخرى

رأى راشمان أنه ستكون من العبثية أن تعيد المشاعر الموالية لفلسطين ترامب إلى البيت الأبيض بطريقة مباشرة، فالرئيس السابق سيهدد مجددًا بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة.

وإضافة إلى هذا، فإن التركيز المكثف على إسرائيل وغزة قد يوفر غطاءً لانتهاكات حقوق الإنسان الأخرى. وفي الأسابيع الأخيرة، حدثت عمليات ترحيل جماعي أو نقل قسري للأشخاص، أو جرى الإعلان عنها، في باكستان، والسودان، وناجورنو قره باغ.

فرصة للصين

في الوقت الذي تجد أمريكا نفسها مثقلة بالأعباء في الخارج وغير مستقرة في الداخل، قد تجد الصين فرصة. وبينما توجد حاليًا بعض العلامات المبدئية على التقارب بين بكين وواشنطن، تبقى الصورة الكبيرة هي أن الصين عازمة على إزاحة الولايات المتحدة من مكانتها كقوة مهيمنة في الباسيفيك، وربما العالم.

ولفت الكاتب البريطاني إلى أن التركيز الرئيس لطموحات الزعيم الصيني، شي جين بينج، هو تايوان. ويعتقد المحللون في واشنطن أنه أخبر جيشه بالاستعداد لغزو الجزيرة في 2027.

وفي محاولة لردع الصين، تعهد بايدن مرارًا بالدفاع عن تايوان. لكن، في ظل تشتت أمريكا وانقسامها، قد يرى شي فرصة لزيادة الضغط على الجزيرة على مدار العام المقبل. ووفق راشمان، هذا سيضيف أزمة أمنية في شرق آسيا إلى الأزمات التي تعصف بأوروبا والشرق الأوسط.