كورونا في مصر.. ارتفاع حصيلة الضحايا وعودة استثنائية للمغتربين وإغلاق تام للشواطئ

حسام السبكي

حسام السبكي

 لا تزال مصر تواجه أحد أشرس الأوبئة التي ضربت العالم في السنوات الأخيرة، فبالحديث عن المحروسة، نجد التقرير الجديد لوزارة الصحة والسكان المصرية، الذي كشف عن تسجيل 40 حالة إصابة جديدة بالفيروس التاجي، بالإضافة لسقوط 6 وفيات أخرى، ليرتفع الإجمالي إلى 576 حالة إصابة، و36 حالة وفاة.

وفي جانب آخر، شهدت العاصمة المصرية القاهرة، عودة استثنائية لنحو 140 مغتربًا من سلطنة عُمان، فيما بدأت السلطات إغلاق الشواطئ في مدينة الإسكندرية الساحلية، لمواجهة تفشي المرض الفتاك، كما كشفت وزارة الداخلية المصرية حقيقة حدوث إضرابات داخل السجون، علاوة على تزايد المطالبات بالاستثناء من حظر التجوال، آخرها من قبل عمال النظافة، وقرار مصري جديد بوقف تصدير البقوليات مؤقتًا.

حصيلة جديدة.. وموعد الذروة

قبل قليل، أعلنت وزارة الصحة والسكان المصرية، عن ارتفاع عدد الحالات التي تحولت نتائج تحاليلها معمليًا من إيجابية إلى سلبية لفيروس كورونا (كوفيد-19) إلى 161 حالة.

في المقابل، أوضح الدكتور خالد مجاهد، المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية، أنه تم تسجيل 40 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معمليًا للفيروس، من بينهم حالة لمواطن أردني الجنسية و39 مصريًا، وهم من المخالطين للحالات الإيجابية التي تم اكتشافها والإعلان عنها مسبقًا، وذلك ضمن إجراءات الترصد والتقصي التي تُجريها الوزارة وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، لافتا إلى وفاة 6 حالات بينهم رجل إيطالي يبلغ من العمر 73 عامًا، و5 مصريين تتراوح أعمارهم بين 57 عامًا و78 عامًا من محافظات القاهرة، دمياط، المنيا، وبورسعيد.

وذكر مجاهد أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى اليوم السبت، هو 576 حالة من ضمنهم 121 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفى العزل، و36 حالة وفاة، بعد تسجيل 6 وفيات جديدة اليوم.

ومع اقتراب أعداد المصابين بالفيروس، إلى نحو 600 حالة، فقد كشفت وزارة الصحة المصرية، عن موعد دخول مصر ذروة كورونا، وذلك على لسان الوزيرة هالة زايد.

ففي مداخلة مع برنامج “الحكاية”، المُقدم على فضائية “إم بي سي مصر”، قالت زايد: إن الذروة عادة ما تبدأ خلال الأسبوع السادس أو السابع من انتشار كورونا، بحسب البيانات والمعلومات المتوفرة عن الدول التي سبقت في انتشار “كوفيد-19”.

وأضافت: إن ذروة كورونا لم تبدأ في مصر “حتى الآن”، وذلك نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة في وقت مبكر.

وذكرت أن “الدولة اتخذت هذه الإجراءات منذ يناير الماضي، بالإضافة إلى أنه تم التقصي بشكل دقيق عن كل المخالطين للحالات المصابة، مما قلل انتشار المرض بشكل كبير”.



عودة استثنائية للمغتربين

اليوم، شهدت العاصمة المصرية القاهرة أيضًا، عودة 140 مواطنًا مصريًا، من الراغبين في العودة إلى البلاد، قادمين من سلطنة عُمان، على متن رحلة استثنائية لشركة مصر للطيران.


كانت الطائرة وهي من طراز B737-800 قد غادرت القاهرة، مساء أمس، استجابة لنداءات بعض المواطنين المصريين العالقين الذين تواجدوا في الخارج بصفة مؤقتة ولم يتمكنوا من العودة إلى البلاد قبل تنفيذ قرار تعليق الطيران إلى المطارات المصرية يوم 19 مارس الحالى ضمن خطة الدولة لمكافحة انتشار فيروس “كورونا” المستجد.

إغلاق الشواطئ

مع وجود بعض الحالات، المستهترة بالأوضاع العامة، وحالة الطوارئ التي تشهدها مصر مؤخرًا، ضمن الاجراءات الاحترازية للدولة للحيلولة دون تفشي فيروس كورونا، شرعت الإدارة المركزية للسياحة والمصايف في محافظة الإسكندرية المصرية برئاسة اللواء جمال رشاد، كافة الشواطئ البالغ عددها ٦١ شاطئا، ضمن الإجراءات الاحترازية التي تقوم بها الدولة لمكافحة فيروس كورونا.

في غضون ذلك، أشار رشاد إلى أنه تم رصد تجمعات لعدد من المواطنين بطول كورنيش البحر، فتم الاستعانة بالأقوال الأمنية لتفريقهم بالحسنى والتوجيه، لأنه لا يقل خطورة من تجمعات في الميادين العامة وغيرها.

كان اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية قد أصدر قرارا بغلق الشواطئ ومنع دخولها، بعد أن شهدت إقبال المواطنين أمس هربًا من الشوارع الرئيسية والمنازل في ظل الإجراءات الاحترازية التي تقوم بها الدولة لمكافحة فيروس كورونا.

إضرابات السجون

كعادة المغرضين وأعداء الوطن، في كل زمنٍ ومكانٍ، وبشتى الطرق والوسائل، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات القليلة الماضية، انتشار شائعات هدفها إثارة البلبلة، حول حدوث إضرابات داخل السجون المصرية.

ونفى مصدر أمني، صحة ما أشيع من ادعاءات وما تم نشره من أخبار حول بوجود إضرابات بالسجون المصرية.

استثناءات حظر التجوال

تبعًا لما يمثله حظر التجوال، من وقف كافة أشكال الحياة العامة ولو بشكل مؤقت، وعقب قرار مجلس الوزراء المصري، بالسماح لبعض الفئات بالاستثناء من الحظر، ومنهم العاملون في القطاع الطبي والمستشفيات، فضلًا عن الصيدليات وأصحاب محلات البقالة والمخابز، فقد ظهرت فئة جديدة تطالب بالاستثناء، فيما يتعلق بالوقاية من الأوبئة، وفي مقدمتها “كورونا”.

فقد كشف اللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية المصري، أنه يجري التنسيق بين المحافظين ومديري الأمن؛ بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة للسماح لمتعهدي الخدمة وشركات النظافة للعمل خلال مواعيد حظر التجوال الذي أقره مجلس الوزراء برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي.

وأشار إلى أن التنسيق مع رجال الأمن يأتى لتمكين عمال النظافة من سرعة رفع التراكمات اليومية من القمامة.

وأكد أنه من المتوقع استمرار زيادتها خلال تلك الفترة في ظل الإجراءات الشاملة التي تتخذها الدولة لمواجهة انتشار فيروس كورونا والتي ستستمر لمدة أسبوعين حفاظًا على الصحة العامة لكافة المواطنين وسلامتهم.

وقف تصدير البقوليات

على الجانب الاقتصادي، قررت وزارة التجارة المصرية وقف تصدير البقوليات لمدة ثلاثة أشهر، ضمن خطة حكومية لتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين.

وأوضحت أن الإجراء يأتي للحفاظ على الإمدادات المحلية وسط مخاوف تتعلق بانتشار فيروس كورونا.

وأضافت الوزارة أن هذا القرار يأتي في إطار خطة شاملة للحكومة لتزويد المصريين باحتياجاتهم الأساسية كجزء من الإجراءات الاحترازية للدولة لمكافحة انتشار مرض كوفيد- 19.

ورغم جائحة كورونا، التي أحدثت ركودًا اقتصاديًا عالميًا، إلا أن الصادرات المصرية غير البترولية خلال شهري يناير وفبراير، من العام الجاري، شهدت ارتفاعًا بقيمة 140 مليون دولار لتسجل 4.394 مليار دولار، مقابل 4.254 مليار دولار بنفس الفترة من العام 2019.

وكشف تقرير الهيئة أن الصادرات ارتفعت في يناير 2020 بنحو 85 مليون دولار بنسبة 4% لتبلغ 2.188 مليار دولار مقارنة بــ2.103 مليار دولار خلال يناير 2019، فيما ارتفعت خلال فبراير 2020 بنحو 55 مليون دولار لتسجل 2.206 مليار دولار مقابل 2.0151 مليار دولار في 2019.

وأضاف التقرير أن 20 سلعة غذائية حققت 240 مليون دولار، وتصدرت قائمة الصادرات المصرية خلال فبراير 2020 أبرزها المحمضات الطازجة أو المجففة والبطاطس الطازجة والمبردة والخضروات المجمدة والجبن والشيكولاتة والفواكه الطازجة.

ربما يعجبك أيضا