كيف يؤثر فوز أردوغان في العلاقات مع الولايات المتحدة والناتو؟

انطلقت، اليوم الأحد 28 مايو 2023، جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة التركية بين الرئيس رجب طيب أردوغان، ومنافسه كمال كليتشدار أوغلو.

ويحمل المرشحان رؤيتين مختلفتين لمستقبل تركيا، ولهذا ستؤثر نتيجة الانتخابات في العلاقات بين أنقرة وواشنطن، خاصة في حالة فوز أردوغان، الذي تتعارض سياسته الخارجية مع الأهداف الأمريكية في المنطقة، وفق تحليل نشرته شبكة فوكس نيوز الأمريكية للكاتب والمحلل بنيامين وينثال.

سياسة أردوغان الخارجية

حسب التحليل المنشور أمس السبت 27 مايو 2023، تتخبط سياسة تركيا الخارجية تحت وطأة احتلالها لشمال سوريا وهجماتها المتكررة على القوات الكردية التي حاربت إلى جانب الولايات المتحدة للقضاء على تنظيم داعش.

من ناحية أخرى، منع الكونجرس الأمريكي صفقة بيع مقاتلات إف-16 إلى تركيا حتى يصدق أردوغان على عضوية السويد وفنلندا في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وعلى الرغم من أن تركيا وافقت مؤخرًا على انضمام فنلندا، لا يزال وضع السويد معلقًا. هذا لأن تركيا تريد من السويد تضييق الخناق على جماعات المعارضة الكردية الموجودة على أراضيها، التي تزعم تركيا أنها جزء من حزب العمال الكردستاني، الذي صنفته أنقرة تنظيمًا إرهابيًّا.

صفقة إف-16

نقلًا عن مجلة بوليتيكو، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، إنه لا يعلم بوجود “أي تأكيدات بطريقة أو بأخرى” بشأن حدوث تغيير في الكونجرس بعد الانتخابات التركية في ما يتعلق بالسماح ببيع 40 مقاتلة إف-16 لأنقرة، في صفقة تبلغ قيمتها 20 مليار دولار.

إلا أن المنافذ الإعلامية الموالية لأردوغان أضافت تفسيرها الخاص على تصريحات كيربي، زاعمةً أنه قال “موقف الرئيس لم يتغير، ونحن نود المضي قدمًا في الصفقة”، وأوصى بالتحدث إلى السيناتور بوب مينينديز أو أعضاء الكونجرس لمعرفة توقعاتهم، وفق ما نقل تحليل فوكس نيوز.

التحكم في الإعلام

في هذا السياق، أفاد مدير برنامج الأبحاث التركية بمعهد واشنطن، سونر جاغابتاي، لفوكس نيوز، أن “التأثير الأكبر للانتخابات في العلاقات الأمريكية التركية هو الاستمرارية”، مرجحًا فوز أردوغان لأنه يتقدم في الاستطلاعات ويحظى بمزايا المنصب، ومن ضمنها السيطرة شبه الكاملة على الإعلام، التي تسمح له بالترويج لأي رواية يرغب بها.

وأضاف جاغابتاي: “على سبيل المثال، تركز الدولة بأكملها على كيف جعل أردوغان تركيا قوة صناعية عسكرية كبرى، دون مناقشة الزلزال، أو المشكلات الاقتصادية، أو انتهاكات حقوق الإنسان”.

اقرأ أيضًا| كيف يتحكم أردوغان في الإعلام التركي؟

العلاقات مع الولايات المتحدة

قال جاغابتاي إنه بالنسبة للولايات المتحدة، “تبنى أردوغان سياسة خارجية تبادلية في السنوات الأخيرة، واستجابت الولايات المتحدة لذلك”. ولفت الخبير في الشأن التركي إلى أن هامش فوز أردوغان سيحدد رد فعله تجاه الولايات المتحدة.

وإذا فاز أردوغان بفارق ضئيل، “سوف يعتمد أكثر على بوتين من أجل التدفقات المالية التي جاءت قبل الانتخابات”. كما سيعني انتصاره بفارق ضئيل أنه لن يصوت لصالح انضمام السويد إلى الناتو، وفق جاغابتاي.

ورأى الخبير التركي أن السيناريو “الأكثر منطقية” هو أن يوازن أردوغان بين بوتين والرئيس الأمريكي جو بايدن، حسب تحليل فوكس نيوز.

تهديد استراتيجي

في تصريحات لفوكس نيوز، قال مؤسس شركة “كورنر ستون جلوبال” للاستشارات ومقرها لندن، غانم نسيبة، إن أردوغان أثبت أنه “ليس متحالفًا تمامًا مع الناتو”، مضيفًا أنه بالنسبة لدولة بهذه الأهمية الاستراتيجية للولايات المتحدة، “أظهر أردوغان أنه ليس حليف أمريكي حقيقي”.

وقال نسيبة: “تواصل أردوغان مع بوتين وعقد بعض الصفقات التي تتعارض مع مصالح الغرب. وعلى المستوى الإقليمي، دعم المتطرفين. وبينما أجبره الضغط الأمريكي والغربي على تقليل تقاربه من المتطرفين، يظل تهديدًا استراتيجيًا”.

عقبة أمام الولايات المتحدة

في سياق متصل، قالت المحللة السياسية التركية، أوزاي بولوت، لفوكس نيوز: “لسنوات عديدة، كانت الحكومة التركية بمثابة عقبة أمام معركة الحكومة الأمريكية للقضاء على تنظيم داعش”.

وأضافت: “تركيا عضو في الناتو ومرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي. لكن خيارات سياستها الخارجية لا تتماشى مع قيم ومبادئ الدول أو المؤسسات الغربية. وستظل إجراءات السياسة الخارجية لحكومته (أردوغان) تتعارض مع القيم والأهداف الأمريكية في المنطقة”.

رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1522876