لماذا فشلت توقعات الخبراء بشأن الانتخابات التركية؟

آية سيد
انتخابات تركيا

جاءت نتيجة الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة التركية على عكس توقعات الخبراء والمحللين... تحليل في "فورين بوليسي" يشرح الأسباب.


خالف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، التوقعات بصعوده إلى جولة إعادة لانتخابات الرئاسة، مع منافسه كمال كليتشدار أوغلو.

وشرح الأستاذ المساعد لدراسات الأمن القومي بجامعة مارين كوربس الأمريكية، سنان سيدي، وزميل دراسات الشرق الأوسط وإفريقيا بمجلس العلاقات الخارجية، ستيفن كوك، أسباب فشل توقعات الخبراء، في تحليل نشرته مجلة فورين بوليسي، أمس الأربعاء 17 مايو 2023.

ماذا حدث؟

توقع عدد لا بأس به من مراقبي الشأن التركي أن ينجح ائتلاف المعارضة، الذي يضم ديمقراطيين اشتراكيين وقوميين، وتكنوقراط وإسلامويين، في هزيمة أردوغان، الرجل الذي أضر باقتصاد تركيا وديمقراطيتها. لكن النتيجة جاءت عكس المتوقع، وتقدم الرئيس التركي على مرشح المعارضة، كليتشدار أوغلو، في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التركية.

وعزا المحللان ذلك إلى التركيز الزائد على استطلاعات الرأي، ومنشورات تويتر، وغياب الانتباه لمزايا أردوغان ونقاط ضعف كليتشدار أوغلو. فبعد عقدين في السلطة، استطاع الرئيس استغلال سلطة الدولة، والاستفادة من المشهد الإعلامي المواتي، وإحداث وقيعة بين الأتراك برسائل قوية سياسيًّا عن الهوية، وفق ما جاء في التحليل.

اقرأ أيضًا| كليتشدار أوغلو ضد أردوغان.. استطلاعات لانتخابات الرئاسة التركية

الإفراط في التفاؤل

حسب المحللين، يُحسب لكليتشدار أوغلو أنه قدم هذا الأداء في وجه المصاعب سالفة الذكر. لكن خبراء الشأن التركي ركزوا على فكرة أنه كان في وضع يؤهله للفوز.

وكان هذا واضحًا في الكثير من المقالات، والمدونات الصوتية، والبرامج التليفزيونية، التي أشار الخبراء فيها إلى أن فوز كليتشدار أوغلو هو النتيجة المرجحة للانتخابات. وإضافة إلى هذا، وصفوا المراقبين الأكثر حذرًا بالمتشائمين، أو اتهموهم باتباع أجندة موالية لأردوغان.

ولفت المحللان إلى أن من تعاملوا مع الانتخابات التركية بحذر، فعلوا ذلك بدافع إدراك أن الحكام الاستبداديين يتمتعون بالمرونة في أكثر الأحيان. وأردوغان أثبت أنه قادر على فعل أي شيء للبقاء في السلطة، وواجهت المعارضة عقبات هائلة أمام الفوز.

اقرأ أيضًا| ما تأثير نتيجة الانتخابات التركية في الاقتصاد؟

توصيات للجولة الثانية

أشار سنان وكوك إلى وجود بعض القواعد الأساسية، التي ينبغي أن يطبقها مراقبو الشأن التركي في جولة الإعادة، وفي المستقبل، بوجه عام. القاعدة الأولى هي أن الأمل ليس تحليلًا، فالمحللون الذين اعتقدوا أن كليتشدار أوغلو سيربح كانوا يسمحون لتحيزاتهم ومعتقداتهم الشخصية بتشكيل تحليلاتهم.

والقاعدة الثانية هي أن استطلاعات الرأي أصبحت غير موثوقة بنحو متزايد. ففي الأسابيع التي سبقت الانتخابات، أظهرت معظم الاستطلاعات تقدم كليتشدار أوغلو بفارق كبير. لكن اتضح أن هذا خطأ، حتى لو مارس أردوغان وحكومته حيلًا ملتوية.

أما القاعدة الثالثة، فهي أن القضايا ذات التأثير المالي مهمة، لكن الهوية قد تكون أهم. والقاعدة الأخيرة هي أنه لا توجد حكمة في اتباع جماهير تويتر، لأن المنصة ليست متنوعة أو متباينة بقدر ما تبدو.

عوامل مهمة

تظل تساؤلات جادة بشأن ما إذا جرى فرز أعداد كبيرة من بطاقات الاقتراع أم لا، والطريقة التي استغل بها أردوغان الدولة لمصلحته، كي يصل إلى جولة الإعادة، وفق سنان سيدي وستيفن كوك.

وحسب المحللين، خلصت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى أن إدارة العملية الانتخابية “افتقرت للشفافية”، وانتقدت التحيّز الإعلامي و”القيود على حرية التعبير” في الفترة التي سبقت الانتخابات.

وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة، والزلزال المدمر، والمعارضة القوية، لفت المحللان إلى أن أردوغان يظل يحظى بشعبية، وتلقى رسالته بشأن التقوى والقوة والازدهار أصداءً لدى الأتراك. ولذلك من المهم فهم هذه العوامل ودمجها في الفهم الجماعي للديناميكيات السياسية التي أدت إلى نتائج الجولة الأولى.

اقرأ أيضًا| أردوغان يكشف عن تفاصيل حملته الانتخابية لجولة الإعادة

ربما يعجبك أيضا