مؤتمر الجماعة الإسلامية.. تغيير في الشكل ولبننة الخطاب

مي فارس

رؤيـة – مي فارس

أقامت الجماعة الإسلامية في لبنان مؤتمرها العام، اليوم الأحد، في البيال بوسط بيروت، في ما يشكل تحولاً في طريقة أداء الجماعة ونتيجة واضحة لعوامل خارجية، بعد إعلان حركة حماس في وثيقتها السياسية الانفصال عن جماعة “الإخوان المسلمين”.

واتخذ شكل المؤتمر منحى مختلفاً كليّاً عن المؤتمرات السابقة. فبعدما دأبت الجماعة على تنظيم مؤتمراتها بعيداً من الإعلام، وكان الحضور فيها يقتصر على قادتها وأعضائها، نظم المؤتمر هذه المرة في وسط بيروت ودعيت إليه شخصيات رسمية. 

وخلال المؤتمر أعلنت الجماعة وثيقة عكست “لبننة” خطابها أكثر من قبل، وأعادت ترتيب أولوياتها بالإلتفات إلى القضايا الداخلية.

وحضر المؤتمر حوالي 1000 شخصاً من أبناء الجماعة من جميع المناطق اللبنانية وعدداً من الشخصيات.

ومثل وزير البيئة طارق الخطيب الرئيس ميشال عون، النائب محمد قباني رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس البرلمان نبيه بري النائب عمار حوري، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الوزير إلياس سركيس ورئيس الوزراء الاسبق  نجيب ميقاتي مستشاره خلدون الشريف مستشار الرئيس نجيب ميقاتي، والنائب وليد جنبلاط النائب غازي العريضي، اضافة الى نواب وشخصيات سياسية.

وفي المؤتمر أطلقت الوثيقة التي تضمنت رؤية الجماعة التي ترتكز على أربعة محاور أساسية وهي: البناء القيمي، المؤسسي، المجتمعي، وبناء الدولة. كما تضمنت دعم دور المرأة التكاملي مع الرجل وتفعيل دور الشباب وفتح آفاق جديدة لهم.

ثم ألقى الأمين العام للجماعة الإسلامية الأستاذ عزام الأيوبي، قائلاً إن”هذا المؤتمر ينعقد للمرة الأولى خارج القاعات التنظيمية إيذاناً بدخول جماعتنا إلى مرحلة جديدة”. الا أنه أكد أن “التغيير الذي نتحدث عنه، لا علاقة له بفكر الجماعة ولا بقيمها الإسلامية، لأن فكر الجماعة الإسلامية فكر أصيل لا يتبدل، أما وسائل عملها فهي دائمة التجديد، تتماشى مع الواقع”. وأضاف الأيوبي: “الدولة التي تطمح لها الجماعة هي دولة تقوم على المواطنة حيث يتمتع المواطنون بحقوق وواجبات يكفلها القانون وفق قواعد المساواة وتكافؤ الفرص والكفاءة”. وأشار “إلى أنه لا يجب الاكتفاء بالتركيز على الجانب التنظيمي المغلق، وضرورة الخروج إلى الدائرة الأوسع من أجل المشاركة في القرار الوطني العام”.  وتحدث عن “التغيير الذي يجب أن يستهدف إحداث مرونة تسمح بالتوازن بين العمل التنظيمي الصرف، وبين العمل على خدمة المشروع الوطني العام”.

وحذر من ” أن المخاطر التي تتهدّدنا نتيجة الأطماع الإسرائيلية، وانتشار الفكر الإرهابي والإلغائي بكل أشكاله وتلاوينه ومحاولات زعزعة الأمن العربي تفرض علينا جميعاً إجراء مراجعة شاملة لكل الخيارات التي تم تبنيها على مدى السنوات السابقة”. ولفت  إلى أن المسلمين والمسيحيين مكونان أصيلان في مجتمعنا إن توحدا كانا سبباً في نهضته”.

وسلط الضوء على الموقوفين في السجون من دون محاكمات ووجوب إنهاء ملف الموقوفين الإسلاميين. واختتم قائلاً: “أننا حزب لبناني الهوية، إسلامي التوجهات، نحترم الأديان وننبذ الطائفية، نسعى إلى بناء وطن قوي، يحتضن كل أبنائه ويستثمر الثروات والطاقات المتاحة بما يعود بالخير على الجميع”.

إن الجماعة الإسلامية تضع هذه المفاهيم بين أيدي مختلف القيادات والهيئات لتشكل نقطة حوار وانطلاقة لعمل مشترك يساهم في تحقيق هذه رؤيتها العامة.

ومع اقتراب موعد المؤتمر العام، كانت انتشرت شائعات عن إعداد الجماعة مفاجأة، هي، إعلان شعار (لوغو) جديد لها، تستبدل فيه السيفيّن بالأرزة اللبنانية، وذلك تحت عنوان عريض هو “الجماعة الإسلامية: رؤية وطن”.

الا أن هذا الامر لم يعلم عنه في المؤتمر اليون، ولكن ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا هاشتاغ “رؤية وطن”.

وبدوره، نفى مسؤول المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في الشمال إيهاب نافع، أن تكون الجماعة عازمة على إعلان لوجو جديد لعلمها في المؤتمر. فـ”احتمال تغيير اللوجو وارد، لكن ليس في المؤتمر. لأنّه يحتاج إلى قرارٍ من مجلس شورى الجماعة. وهذا ما لم يحدث بعد”. لكن الإلتباس في شأن تغيير اللوجو، “هو نتيجة إعلان المؤتمر الذي حمل شعار الأرزة مع ألوان العلم اللبناني الأحمر والأخضر والأبيض، وعبارة (الجماعة الإسلامية قريباً). وهذه خطوة لها دلالاتها أيضاً”.
 

ربما يعجبك أيضا