مؤرخ أمريكي: نتنياهو ينتهج سلوكًا مدمرًا للذات

آية سيد
بنيامين نتنياهو

ينتهج رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، سلوكًا جديدًا مدمرًا للذات يقضي على كل النجاحات التي حققها في السابق، ما يجعله "أسوأ عدو لنفسه".


في مقال، نشرته “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، أمس الأربعاء 29 مارس 2023، وصف مؤرخ أمريكي رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأنه “أسوأ عدو لنفسه”.

وفي المقال، قال جيل تروي، إن نتنياهو ينتهج سلوكًا جديدًا مدمرًا للذات، الذي يقضي على كل النجاحات التي حققها في السابق، في حين أن الأغلبية الإسرائيلية تريد القيادة المتوازنة التي قدمها الرئيس، إسحاق هرتزوج.

الائتلاف الحاكم

قال تروي، وهو أستاذ تاريخ في جامعة ماكجيل الكندية، إن شركاء نتنياهو في الائتلاف يقودون إسرائيل عن طريق “شيطنة” كل جيرانها، وإثارة غضب الحلفاء الأمريكيين، عبر نقض وعود فض الاشتباك، ووصف النقاد بالفوضويين والخونة، وتمرير قوانين قمعية، واستخدام الكنيست كآلة لإصدار فواتيرهم الشخصية.

وأضاف أن أعضاء الائتلاف يفعلون كل هذا في الوقت الذي يحاولون فيه إعادة معايرة الصلاحيات المؤسسية بنحو غير متوازن، ثم يتفاجؤون بأن سلوكهم الجنوني دفع الكثير من الإسرائيليين نحو الجنون.

اقرأ أيضًا: »صفقة خطيرة» بين نتنياهو وبن غفير لإنقاذ الحكومة الإسرائيلية.. ما تفاصيلها؟

كيف يهزم نتنياهو نفسه؟

قال تروي إن المراقبين يختلفون بشأن رئيس الوزراء الذي يقود هذا الائتلاف، فهم لا يعرفون ما إذا كان منهكًا بعد سنوات من الضغط، أم خائفًا من المتعصبين في تحالفه، أم جاهلًا للضرر الذي سببه لنفسه، أم غاضبًا من الاتهامات الموجهة له، وهذه المعارضة المفاجئة، للدرجة التي تجعله يتخبط ويتعثر.

ورأى المؤرخ الأمريكي أنه على الرغم من نجاح نتنياهو في بعض المساعي، مثل تحديث الاقتصاد ومحاربة التهديد الإيراني، فإنه أخفق في تقدير حجم الغضب في الشارع الإسرائيلي، ومدى فوضوية ائتلافه، وكيف يجعل إسرائيل تبدو ضعيفة.

وأضاف تروي أنه بعد أن أمضى نتنياهو سنوات في إرساء استقرار إسرائيل وتعزيز اقتصادها، فإنه الآن زعزع استقرارها وأضعف اقتصادها، وشجع الإيرانيين على تهديد إسرائيل، ويخاطر بأن يصبح منبوذًا، وأصبح غير مرحب به في البيت الأبيض، كل هذا في 3 أشهر فقط.

دور جالانت وأدلشتين

حسب المؤرخ الأمريكي المؤيد للصهيونية وصاحب 4 كتب عنها، يجب أن يُنسب الفضل إلى وزير الدفاع السابق، يوآف جالانت، لأنه كان مستعدًّا للتضحية بوظيفة أحلامه من أجل الحفاظ على الأحلام الصهيونية، وكذلك كان لعضو الكنيست، يولي أدلشتين، دور بارز.

وأوضح توري أن أدلشتين كان أول عضو في حزب الليكود، يبدأ مقاومة سلوك “فتوات نتنياهو“، على حد تعبيره. ورأى أن جالانت وأدلشتين يفهمان أن الديمقراطية لا تعني أن من يربحون الانتخابات بفارق ضئيل يمكنهم فعل ما يحلو لهم.

وأضاف أستاذ التاريخ الأمريكي أن الدول الحرة تكون متعددة الأبعاد، وأن امتلاك الأغلبية ليس كافيًا، لذلك ينبغي احترام المعارضة والاستماع إلى الأغلبية الصامتة. وقال: “كلما كان التغيير كبيرًا، ينبغي أن تحصد المزيد من الإجماع”.

اقرأ أيضًا: إقالة جالانت.. اضطرابات وعواقب أمنية خطيرة على إسرائيل

دور المعارضة

قال توري إن المعارضة أيضًا يجب أن تتصرف بمسؤولية، ودعا إلى تعليق التظاهرات، والإضرابات، ومقاومة جنود الاحتياط في أسرع وقت ممكن. وطالب توري قادة المعارضة بإظهار التوازن والعقلانية.

وختامًا، أعرب المؤرخ الأمريكي عن قناعته بأن معظم الإسرائيليين يريدون نوع القيادة المتوازنة التي قدمها الرئيس، إسحاق هرتزوج، لافتًا إلى أن الوحدة لن تأتي من المعارضة التي يعميها الغضب أو المتعصبين المتعطشين للسلطة.

ربما يعجبك أيضا