متى نعود للمنزل؟.. أطفال غزة بين أطلال الماضي وضبابية المستقبل

بين القتل والجوع والتشريد.. ماذا فعلت الحرب بـ«أطفال غزة»؟

محمد النحاس
متى نعود للمنزل؟.. أطفال غزة بين أطلال الماضي وضبابية المستقبل

بعد نحو 5 أشهر من العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة، يعيش الأطفال الفلسطينيون في غزة حياة الشتات، ويقاسون أهوال الجوع، وقد حرموا من حق التعليم، ناهيك عن تيتم الآلاف، والأضرار النفسية البالغة التي تركتها ولا زالت تتركها آثار الحرب.


سلطت شبكة “سي إن إن” الأمريكية في تقرير لها، الضوء على المأساة المروعة التي يعيشها النازحون في قطاع غزة جرّاء الحرب المستمرة منذ 150 يومًا، خاصةً الأطفال.

وتروي الشبكة الأمريكية حكاية عائلة، غيرت الحرب حياتها تمامًا، حيث كانت عائلة محمد حمودة قبل العدوان الإسرائيلي، تستمتع بالتجول على طول شاطئ شمال غزة، حيث كان الزوج والزوجة والأطفال الـ 3 يستمتعون بتناول المثلجات وركوب الجمال على الشاطئ.

صوت القصف بدلًا من صوت اللعب

وفق التقرير المنشور، الأحد 3 مارس 2024، ففي أيامٍ أخرى -وبدلًا من التنزه على الشاطئ- كانت العائلة المكونة من 5 أفراد، تظل في المنزل مع الأقارب على مقربة من شرفة مطلّة على باحة تشمل حديقة خضراء.

وبحسب، ما أخبر، حمودة، وهو عامل في مجال الصحة ونازح رفقة عائلته، شبكة سي إن إن: “كان أطفالي يعيشون حياة بسيطة.. كنا نخرج في عطلات نهاية الأسبوع.. لقد اعتادوا على الاستمتاع بوقتهم”، مستدركًا: أما الآن، فقد حل محل صوت الضحك واللعب صوت الضربات الإسرائيلية المنهمرة على القطاع الصغير.

متى نعود للمنزل؟

أردف النازح الغزّي في حديثه عن أطفاله: “إنهم خائفون للغاية.. علينا أن نكون إلى جانبهم طوال اليوم”، مؤكدًا أنهم يسألون طوال الوقت عن “موعد العودة للمنزل”. غير أن العائلة لم يعد لديها مكان يمكن العودة إليه، فقد علموا مؤخرًا أن منزلهم الواقع في بيت لاهيا قد دُمّر.

قال الوالد إن أصغر أبناءه، كريم البالغ من العمر عامين فحسب، “لا يزال صغيرًا جدًا على فهم ما يحدث، لكن طفليه الأكبر سناً، إيلا 6 أعوام، وسيلا 4 أعوام، تأثرا بالخسارة ولم يتوقفا عن البكاء، وقال حمودة: لم أجد أي كلمات للمواساة.

معدلات كارثية

يعيش في قطاع غزة 2.2 مليون شخص، نصفهم تقريبًا تحت سن 18 عامًا، ونتيجة للحصار الإسرائيلي، أصبح متوسط العمر المتوقع للفلسطينيين في غزة أقل بـ 10 سنوات، عما عليه الحال في الأراضي الفلسطينية الأخرى.

وباتت معدلات وفيات الأطفال حديثي الولادة والرضّع والأمهات أعلى بـ 3 أضعاف عنه في الأراضي الفلسطينية خارج قطاع غزة.

وبعد نحو 5 أشهر من العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة، يعيش الأطفال الفلسطينيون في غزة حياة الشتات، ويقاسون أهوال الجوع، وقد حرموا من حق التعليم، ناهيك عن تيتم الآلاف، والأضرار النفسية البالغة التي تركتها ولا زالت تتركها آثار الحرب الإسرائيلية الوحشية.

حرب وحشية ومجاعة

في حين يشكل معنى “المنزل” بالنسبة لأي طفل في العالم، الأمان والسكن والطمأننية فإن أطفال غزة، لم يعد لأكثرهم أي منزل، وفي خضم الحرب يشعر الذي يخوض التجربة أن هذه الظروف لن تنقضي أبدًا، وأن وضع النزوح سيستمر بنحوٍ أبدي.

تشن إسرائيل منذ 150 يومًا هجومًا غير مسبوقًا على قطاع غزة، جوًا وبرًا وبحرًا، حيث دمرت أكثر من 70 % من مباني غزة بشكل جزئي أو كلي، وقتلت ما لا يقل عن 30 ألف فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال، ناهيك عن عشرات الآلاف من الجرحي والمفقدوين.

ويعاني الجيب الفلسطيني من ظروف إنسانية مروعة في ظل التضييق الإسرائيلي على وصول المساعدات والمواد الإغاثية لمساحات كبيرة من القطاع، ما دفع لتزايد التحذيرات بشأن “مجاعة تلوح في الأفق” وقد سجلت السلطات الصحية منذ منتصف فبراير نحو 15 حالة وفاة بين الأطفال جرّاء الجوع.

ربما يعجبك أيضا