مخابرات أمريكا علمت بخطط تمرد بريجوجن قبل تنفيذه.. تفاصيل

رصدت وكالات التجسس الأمريكية، منتصف هذا الشهر، تخطيط رئيس مجموعة فاجنر، يفجيني بريجوجن، لمهاجمة مؤسسة الدفاع الروسية.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أمس السبت 24 يونيو 2023، أن بريجوجن أبلغ البيت الأبيض ووكالات حكومية أخرى بهذا الأمر، خاصة أنه دائمًا ما كان يهاجم الجيش الروسي وينتقد قادته.

الدافع الرئيس لبريجوجن

نقلت واشنطن بوست عن مسؤول أمريكي لم تكشف عن هويته، أنه كانت توجد إشارات كافية على أن شيئًا ما قد حدث. وأضاف المسؤول أنه خلال الأسبوعين الماضيين كان يوجد قلق كبير بشأن ما قد يحدث، وما إذا كان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سيبقى في السلطة أم لا.

وقال مسؤولون إنه بالإضافة إلى البيت الأبيض، اطلع كبار المسؤولين في البنتاجون ووزارة الخارجية والكونجرس خلال الأسبوعين الماضيين على المعلومات الاستخباراتية. وذكرت شبكة “سي إن إن” في وقت سابق أن المسؤولين أطلعوا قادة الكونجرس على هذا، خلال الأسبوع الماضي.

اقرأ أيضًا: بوتين يتصل بحلفائه بعد فوضى فاجنر.. هل أظهروا دعمهم؟

وقال المسؤولون إن الدافع الرئيس لبريجوزين كان “إعلان وزارة الدفاع الروسية في 10 يونيو الماضي ضرورة توقيع جميع المتطوعين للقتال على عقود مع الحكومة”، على الرغم من أن الإعلان لم يذكر مجموعة فاجنر بالاسم.

فاجنر

إمبراطورية فاجنر في إفريقيا

نقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤول أوكراني كبير لم تكشف عن اسمه، إن المسؤولين العسكريين في كييف كانوا يراقبون بريجوجن بعد إعلان 10 يونيو، وكانوا يعتقدون أنه سيحشد قواته ضد موسكو. وأضاف المسؤول أن رئيس فاجنر احتج علنًا على أمر وزارة الدفاع.

وأظهرت وثائق استخباراتية مسربة، حصلت عليها واشنطن بوست في وقت سابق هذا العام، أن قائد فاجنر يبني إمبراطورية ضخمة في إفريقيا، حيث يوفر الأمن للأنظمة الحكومية الحاكمة مقابل حق التنقيب عن المعادن، وغيره من الامتيازات.

اقرأ أيضًا: سيناريوهات قاتمة.. خبير يوضح لـ«رؤية» تداعيات تمرد فاجنر على روسيا

وتمكن مقاتلو فاجنر في أوكرانيا من الانتصار في معركة مدينة باخموت، ولكن كلفهم الأمر مقتل 20 ألف من القوات. واشتكى بريجوجين بشدة من أن وزارة الدفاع الروسية لم تقدم له المعدات والإمدادات التي يحتاج إليها للقتال، وهدد بسحب قواته بالكامل.

قلق كبار القادة الروس

أظهرت الوثائق المسربة أن كبار القادة الروس قلقون من تصريحات بريجوجن الهجومية، والتي وجدوا أنها ذات مصداقية وتقوض سلطتهم، وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن لم تكشف واشنطن بوست عن هويته، إن التوترات بين فاجنر ووزارة الدفاع الروسية ليست سرًّا، وإن الجميع رأى بريجوجين وهو ينتقد قادة الجيش الروسي في عدة مناسبات.

وأشارت الصحيفة إلى أنه من غير الواضح لماذا لم يتخذ بوتين إجراءات لإحباط استيلاء بريجوجن على القيادة العسكرية، أو تحركه تجاه موسكو، حيث وصل قائد فاجنر إلى مسافة 120 ميلًا من العاصمة، قبل أن يتراجع بعد إبرام صفقة بوساطة من الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو.

ويدعو الاتفاق إلى إسقاط التهم الجنائية عن بريجوجن، التي رفعت أمس الأول الجمعة، بعد أن اتهم وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، بإصدار أوامر بشن هجوم على مرتزقته، ودعا إلى إنهاء عمل الوزير.

تمرد فاجنر.. 24 ساعة من الفوضى في روسيا

فشل بريجوجن

قال مسؤول غربي كبير لم تكشف واشنطن بوست عن هويته: “إذا كان بريجوجن ينوي الوقيعة بين قيادة القوات المسلحة للاتحاد الروسي والكرملين فقد فشل”، ما يعني أن التمرد الذي استمر 24 ساعة، لا يبدو أنه أثار شرخًا بين الدائرة المقربة من بوتين والقادة العسكريين.

ومع ذلك، يقول المحللون إن هذا يبدو أنه أخطر تحدٍّ يواجه بوتين خلال أكثر من عقدين من الزمن، بعدما كان التحدي الكبير الأخير في عام 2011، عندما خرج عشرات الآلاف من الروس في موسكو للاحتجاج على ما خلص إليه المسؤولون الأوروبيون والأمريكيون على أنه “انتخابات برلمانية معيبة”.